1 / 27

صحيفة المدينة المنورة أول دستور وضعه رسول الله صلى الله عليه وسلم

صحيفة المدينة المنورة أول دستور وضعه رسول الله صلى الله عليه وسلم. إعداد جنات عبد العزيز دنيا. هاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى يثرب لتبدأ مرحلة حاسمة في تاريخ الإسلام ودعوته.. كانت يثرب تضم قبيلتين الأوس والخزرج وقد استوطن فيها بعض

prisca
Download Presentation

صحيفة المدينة المنورة أول دستور وضعه رسول الله صلى الله عليه وسلم

An Image/Link below is provided (as is) to download presentation Download Policy: Content on the Website is provided to you AS IS for your information and personal use and may not be sold / licensed / shared on other websites without getting consent from its author. Content is provided to you AS IS for your information and personal use only. Download presentation by click this link. While downloading, if for some reason you are not able to download a presentation, the publisher may have deleted the file from their server. During download, if you can't get a presentation, the file might be deleted by the publisher.

E N D

Presentation Transcript


  1. صحيفة المدينة المنورة أول دستور وضعه رسول الله صلى الله عليه وسلم إعداد جنات عبد العزيز دنيا

  2. هاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى يثرب لتبدأ مرحلة حاسمة في تاريخ الإسلام ودعوته.. كانت يثرب تضم قبيلتين الأوس والخزرج وقد استوطن فيها بعض القبائل العربية التي تهوّد معظم أفرادها إلى جانب بعض الوثنيين العرب الذين قدموا إليها من الخارج واستقروا فيها. من الطبيعي أن مهمة بناء الدولة الإسلامية التي أنيطت بالرسول صلى الله علية وسلم مهمة أساسية وجوهرية. فهي تبدأ ببناء الإنسان أولاً وبناء العلاقة بينه وبين خالقه؛ ولهذا كان أول عمل قام به النبي صلى الله عليه وسلم بناء المسجد ليكون مكاناً للعبادة والإجتماع بالمسلمين والتشاور في كافة القضايا الدينية والاجتماعية والسياسية.

  3. ثم إن الرسول عليه الصلاة والسلام رسخ المبدأ الثاني في يثرب وهو التآخي الذي أقامه بين المهاجرين والأنصار وجعله أساساً لمبادئ العدالة الاجتماعية التي قام على تطبيقها أعظم وأروع نظام اجتماعي في العالم. وكان الأساس الثالث الذي بناه النبي صلى الله عليه وسلم كتابة وثيقة بين المسلمين وغيرهم من اليهود وغيرهم. وهذا الأساس هو أهم ما قام به النبي صلى الله عليه وسلم فيما يتعلق بالقيمة الدستورية للدولة الجديدة. لقد جعل رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الوثيقة أساساً متفقاً عليه فيما بين المسلمين والجماعات الأخرى المقيمة في المدينة كاليهود.

  4. لم يتجه رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى رسم سياسة الإبعاد والتهجير والمصادرة والخصام. وحسبنا أن نذكر ما قام به اليهود أنفسهم من إرهاب وقتل وإبادة وتهجير للفلسطينيين ومصادرة أراضيهم. لقد قبل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن طيب خاطر وجود اليهود وبعض الجماعات من الخزرج الذين لم يسلموا وعرض على الفريقين أن يعاهدهم معاهدة الند بالند على أن له دينه ولهم دينهم. لقد نظمت الوثيقة علاقة الأفراد فيما بينهم وعلاقة الأفراد بالدولة والمجتمع المحيط ولعل من أهم ما جاء فيها الدليل على العدالة التي اتسمت بها معاملة النبي صلى الله عليه وسلم لليهود.

  5. يقول المستشرق الروماني جيورجيو: "حوى هذا الدستور اثنين وخمسين بندا،خمسة وعشرون منها خاصة بأمور المسلمين، وسبعة وعشرون مرتبطة بالعلاقة بين المسلمين وأصحاب الأديان الأخرى، ولاسيما اليهود وعبدة الأوثان. وقد دُوّنهذا الدستور بشكل يسمحلأصحاب الأديان الأخرى بالعيش مع المسلمين بحرية، ولهم أن يقيموا شعائرهم حسب رغبتهم، ومن غير أن يتضايق أحد الفرقاء. وضع هذا الدستور في السنة الأولى للهجرة ؛ أى عام 623م. ولكن في حال مهاجمة المدينة - من قبل عدو -عليهم أن يتحدوا لمجابهته وطرده”( ك. جيورجيو : نظرة جديدة في سيرة رسول الله ، ص 192).

  6. يقول الدكتور صالح أحمد العلي فى كتابه (صحيفة الرسول صلى الله عليه وسلم لأهل المدينةدراسة لمحتواها ودلالتها على تنظيمهم) ما هو ملخصه : أورد ابن إسحاق، وهو أول من وصلنا كتابه مدوناً عن سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم نصاً طويلاً لا يوازيه في طوله إلا معاهدة الرسول لأهل نجران، أطلق على النص اسم (صحيفة ) و (كتاب) في تنظيم أحوال أهل المدينـة وعلاقتهم مع الرسول صلى الله عليه وسلم ومع بعضهم، وهذا الكتاب نقله كله أو بعضه عدد من المعتمدين الأولين دون التشكيك في صحته أو تحليل محتواه، ومن هؤلاء أبو داود في السنن وأبو عبيد القاسم ابن سلام في "الأموال " (6/203) وابن سعد في " الطبقات "

  7. (1-2/172) وابن عبد ربه في العقد، وابن حجر في " الإصابة " وابن كثير في " البداية والنهاية " وابن منظور في "لسان العرب" والمقريزي في " إمتناع الأسماع " . وذكر معظم الباحثين بمن فيهم المحدثون المعاصرون أن الصحيفة قد وصلتنا وحدة متكاملة ولا يستبعد أنها كانت في الأصل مكونة من أقسام وضع كل منها في زمن، وأن جمعها في كتاب واحد، هو من عمل الرواة، وليس من الأصل، وإذا صح هذا الافتراض فإن الأقسام الأولى المتعلقة بتنظيم العرب المسلمين صدرت أولاً زمنمعركة بدر، أما الأقسام المتعلقة بتنظيم أمور القتال، فتكون قدصدرت متوافقة مع معركة الخندق أو بعدها بقليل،

  8. علماً بأن معركتي أحد والخندق هددتا المدينة وتطلبتا تنظيماً عاماً لأهلها بمن فيهم اليهود . كانت الصحيفة موضوع بحث عدد من المحدثين وبخاصة المستشرقين. فبحثها عدد منهم ضمن دراستهم لسيرة الرسول صلى الله عليه وسلم وأفرد بعضهم لها دراسات خاصة نشرت بشكل مقالات، منهم لين بول وكايتاني وموللر وجرمه ومجيد خدوري ويوسف هل، وغيرهم . وعنى هؤلاء الباحثون بدراسة نصوص الصحيفة ودلالاتها وأشاروا باقتضاب إلى أسس تنظيمها. وصفت الوثيقة بأنها " كتاب " و " صحيفة " أي مدونة،وهي بيان من الرسول الله صلى الله عليه وسلم ،

  9. لم يذكر فيها اسم شخص من شهودها، وهي ملزمة للرسول صلى الله عليه وسلم وإنَّ عدم معارضتهم لها تعني موافقتهم الضمنية على ما جاء فيها. أشار القرآن الكريم إلى العهود والمواثيق بين المسلمين وفرقاء آخرين، وطلب في كثير منها وجوب مراعاتها وتنفيذها، وندد بخرقها؛ ولعل كثيراً من هذه الآيات تشير إلى هذه الصحيفة { وَأَوْفُوا بِالعَهْدِ إنَّ العَهْدَ كَانَ مَسْئُولاً }( الإسراء:34) ،{الذين يُوفُونَ بِعَهد اِلله ولا يَنقُضُون المِيثاق }(الرعد:20)، وأشارالقرآن بالذم إلى من ينقض العهد { إنَّ الذيَن يشْتروُنَ بِعَهْدِاللهِ وأَيمانِهِم ثمناً قليلاًأولئك لا خلاق لهُم في الآخرةِ ولا يكلّمهم اللُه ولا ينظُرُ إِليهم يومَ القيامِة ولا يزكّيهم ولهم عذابٌ أليمٌ (آل عمران 77)".

  10. {أَوَ كُلّما عَاهدوا عَهداً نبذُه فريقٌ منْهم }(البقرة 100) ، {الذين ينقضونَ عهَد اللهِ مْنَ بعدِ ميثِاقِه }( البقرة27) ، {فَبِما نَقْضِهِم ميثاقَهُم وَكُفرِهم} (النساء155).وذكر القرآن الكريم ولاء المؤمنين لبعضهم:{ والمؤمنونَ والمؤمناتُ بعضُهُم أولياءُ بعضٍ} (التوبة:71) . يروي أنس بن مالك أن رسول الله عقد حلفاً بين قريش والأنصار في بيته ويرويالبلاذري(الأنساب1/286): أن الرسول صلى الله عليه وسلم عند قدوم المدينة وادع يهودها وكتب بينه وبينهم كتاباً . تعالج الصحيفة عدداً من أحوال أهل المدينة ونظمها وتحدد بعضمسؤولياتهم في النظام الجديد الذي وضعه الرسول صلى الله عليه وسلم.

  11. تتكون الصحيفة من مجموعة فقرات يكون كل منها جملة كاملة، ويبدأ كثير منها بحرف العطف (و) وفي بعض الفقرات يذكر حرف العطف في وسطها دلالة على أن في الفقرة حكمين متكاملين ويتكرر مضمون بعض الفقرات تبعاً للعشائر والمجموعات في ما يتعلق بهم. ومحتوى الفقرات متباين. فبعضها وبخاصة ما يتعلق بالعرب تتكرر فقراتها بصيغة واحدة عن كل عشيرة، غير أنها بمجموعها توضح نظاماً شاملاً لجوانب متعددة من الاستقرار وشؤون الحرب والسلم ، والوثيقة وصياغتها صياغة عربية خالصة بمفهوم معانيها في زمن الرسول صلى الله عليه وسلم ، فهي تتسق مع ما كتب في رسائله الأخرى.

  12. ولم يذكر في الصحيفة اسم أي شخص سوى الرسول صلى الله عليه وسلمحيث ذكر باسمه (محمد ) مجرداً(36)، ومحمد النبي ، ومحمد رسول الله (42، 47) . تاريخ صدور الوثيقة : روى ابن الأثير أن الصحيفة أصدرها الرسول صلى الله عليه وسلم في اجتماع في بيت أنس بن مالك(1) . ولم يذكر الحاضرين في هذا الاجتماع الذي لا بد أن حضره عدد ممن شاركوا في بحثها وصياغتها، ولم يعترضوا على محتواها. --------------------------------------------------------- (1) عز الدين أبو الحسن بن الأثير، أسد الغابة في معرفة الصحابة، ص127.

  13. ولم تحدد المصادر تاريخالاجتماع. نقل نص الوثيقة عدد من المعنيين الثقات القدماء ونشرها محمد حميد الله، ووضع للفقرات أرقاماً اعتمدناها في بحثنا الحالي (الكلام للدكتور صالح أحمد العلي) ،ومن المعلوم أن علاقة الرسول صلى الله عليه وسلم باليهود، إبانالأشهر الأولى من الهجرة، كانت سلمية. فكانت القبلة نحو بيت المقدس، وصام المسلمون في عاشوراء وهو يوم صلاة اليهود.ولعل كثيراً من الآيات التي تخص الكتاب الذي أنزل على موسىبالذكر الطيب وتشير إلى مكانة اليهود وأخبارهم، نزلت في هذا الزمن الذي لم يدم طويلاً، وتلته مماحكات يهودية

  14. ومجادلات وتحويل القبلة إلى الكعبة، وأمور أخرى لا بد أنها وسعت الشقة بين المسلمين واليهود وتطلبت معالجات تؤمن الاستقرار.والبنود الكثيرة التي تعالج أمور السلم والحرب توحي أن الصحيفة صدرت بعد سرية نخلة التي كانت المرحلة الأولى من توجه الرسول لمقاتلة مشركي قريش، وقد أعقبتها معركة بدر التي كانت أول قتال مسلح للرسول مع أهل مكة، وقد أبرز هذا القتال الحاجة إلى تنظيم العلاقات القتالية مع اليهود. وهذا يقتضي الافتراض أن المواد المتعلقة بالعلاقة مع قريش صدرت بعد معركة أحد، أو لعلها كانت قائمة أو صدرت قبيل معركة الخندق.

  15. امتداد أحكام الصحيفة: عالجت الصحيفة قضايا تنظيمية إدارية، ولم تمس بالعقيدة والدين ولم تذكر أي شخص غير الرسول صلى الله عليه وسلم. وذكرت أنها " كتاب من محمد النبي". فهي بيان وليست معاهدة، وهي تلزم الرسول صلى الله عليه وسلم بتنفيذها. وعالجت ثلاثة ميادين رئيسية هي: - العرب المؤمنون(2-23) . - واليهود(24-46،28) . - وأحكام عامة تتعلق بشؤون الحرب و تنظيم الإعداء للقتال. نظمت الصحيفة أمور نفقات الحرب في ثلاث مواد، وأن اليهود ينفقون على المؤمنين ما داموا محاربين (24، 38) ،

  16. وأن على اليهود نفقتهم وعلى المسلمين نفقتهم(37) وعلى كل أناس حصتهم من جانبهم الذي من قبلهم(47). تدل بنود الإنفاق وتنظيم شؤون الصلح أن الصحيفة كتبت بعد ظهور الحاجة إليها، أي بعد معركة بدر. وربما بعد معركة أحد. وخصت الصحيفة أحوال الحرب والقتال والصلح والسلم بثمانية مواد، أكثرهم في آخر الوثيقة ممـا يشير إلى أهميتها. وقد يدل على أنها صدرت بعد معركة أحد، حين تهددت المدينة وأظهرت أهمية تماسك أهلها بمن فيهم اليهود ومشاركتهم في صد الخطر الذي لا يقتصر تهديده على العرب والمسلمين وإنما يمتد إلى اليهود. وأحكام هذه المواد من مصلحة المسلمين

  17. لأنهم هم المهددون، غير أن هذا لا ينفى احتمـــال وقوع اعتداء على اليهود يكون المسلمون ملزمين بحمايتهم لأن انهيارهم قد يؤثر في مكانة المسلمين. الوثيقة اقتصرت على ذكر المجموعات من العشائر و اليهود، فلم تذكر غيرهم من المجموعات الدينية بمن فيهم النصارى والصابئون والمجموعات التي ذكرها القرآن. مما يدل على أنهم لميكن لهم دور فاعل في المدينة في هذه الفترة المبكرة من الهجرة.ولم يرد في الوثيقة اسم شخص أو منصب محدد مما يشير إلى أنالرسول صلى الله عليه وسلم كان يهتم بالجماعة والأمة من دون الأشخاص

  18. " وإنكم مهما اخلفتم فيه من شيء فإن مرده إلى الله وإلى محمد (23)" . وما كان بين أهل هذه الصحيفة من حدث أو اشتجار يخاف فساده فإن مرده إلى الله وإلى محمد، وإن الله جار لمن بر واتقى ومحمد رسول الله (47)" واليهود لا يخرج منهم أحد إلا بإذن محمد (26). طلبت الوثيقة إرجاع الحكم في الاختلاف إلى الله وإلى محمد، وذكر الله تعالى في هذه البنود يسبغ عليه صفة قدسية عليا على كافة المسلمين واليهود. فهو قائم على المبادئ الدينية المعززة للأخلاق ، والمصالح العامة التي تتجلى في جانبها العلمي على ما نزل فيه القرآن : أي على المبادئ الإسلامية التي يحددها ما أنزله تعالى على الرسول صلى الله عليه وسلم. إنتهى ملخص كتاب الدكتورصالح أحمد العلي.

  19. والآن نعرض ملخص لبعض بنود صحيفة المدينة كما عرضها موقع الشبكة الإسلامية: بعد هجرة الرسول صلى الله عليه وسلم إلى المدينة، وإقامة قواعد المجتمع الإسلامي، كان من الضروري تنظيم العلاقة بين المسلمين وغيرهم من أهل المدينة، من أجل توفير الأمن والسلام للناس جميعا، لذا كانت هذه الوثيقة لتنظيم العلاقة بين المسلمين من جهة، وتنظيمها كذلك مع من جاورهم من القبائل من جهة أخرى، وبما أن قبائل اليهود كانت أكثر القبائل حضوراً في المدينة فقد جاءت أغلب بنود تلك الوثيقة متعلقة بتنظيم العلاقة معهم.

  20. وبتتبع بنود الوثيقة نجد أنها تضمنت بنوداً خاصة للمؤمنين بين المهاجرين والأنصار، وبنوداً خاصة لليهود تتعلق فيما بينهم وبين والمؤمنين، وبنوداً عامة تشمل الجميع: أولاً: ما جاء من البنود في حق المؤمنين :- 1- ( المؤمنون أمة واحدة من دون الناس ) وهذا البند يشمل المؤمنين جميعهم مهاجريهم وأنصارهم، ومن تبعهم ممن لحق بهم وجاهد معهم، وأنهم أمة واحدة من دون الناس قد جمعتهم رابطة العقيدة، فاتحدت قبلتهم ووجهتهم وولاءهم مما يعني إلغاء الروابط والعصبيات وذوبان جميع الفوارق التي تحول دون تحقيق هذه الوحدة الشاملة.

  21. 2- (كل فريق من المؤمنين على ربعتهم - أي الحال التي جاء الإسلام وهم عليها- يتعاقلون بينهم وهم يفدون عانيهم -أسيرهم- بالمعروف والقسط بين المؤمنين، وإن المؤمنين لا يتركون مفرحا - المثقل بالديون- بينهم أن يعطوه بالمعروف في فداء أو عقل). وهذا البند يقرر مبدأ التكافل الاجتماعي بين المؤمنين بأن يعينوا الضعفاء ويساعدوا المحتاجين. 3- ومن البنود الهامة: (أن المؤمنين المتقين أيديهم على كل من بغى منهم، أو ابتغى دسيعة ظلم أو إثماً أو عدوناً أو فساداً بين المؤمنين، وإن أيديهم عليه جميعاً، ولو كان ولد أحدهم). وهذا البند يحتم على المؤمنين نصرة المظلومين

  22. والأخذ على يد البغاة والمفسدين، ومعنى قوله (دسيعة ظلم) أي طلب عطية من دون حق، وجاء تخصيص المتقين في هذا البند لأنهم أحرص الناس على تنفيذ الشريعة من غيرهم. 4- (لا يقتل مؤمن مؤمناً في كافر، ولا ينصر كافراً على مؤمن). وفي هذا البند تأكيد على الترابط بين المؤمنين وموالاة بعضهم لبعض، وفيه دليل على أن دم الكافر لا يكافئ دم المؤمن. ثانيا: البنود المتعلقة باليهود فيما بينهم وبين المؤمنين :- 5- ( ينفق اليهود مع المؤمنين ما داموا محاربين). وهو يتعلق بدفع قسط من نفقات الحرب الدفاعية عن المدينة.

  23. 6- ( أن يهود بني عوف أمة مع المؤمنين، لليهود دينهم، وللمسلمين دينهم، وأن لبقية اليهود من بني النجار وغيرهم ماليهود بني عوف، إلا من ظلم نفسه وأثم فإنه لا يهلك إلا نفسه). وهذا البند يحدد العلاقة بين اليهود وبين الفئة المؤمنة، ويعتبرهم جزءاً من مواطني الدولة الإسلامية، ويكفل لهم حريتهم الدينية ما داموا قائمين بالواجبات المترتبة عليهم.   7- ( لا تُجَار قريش ولا من ناصرها ) وهو يختص بالتعامل بين اليهود والمشركين، وعدم السماح لهم بمخالفة قريش وغيرها من القبائل المعادية للإسلام.

  24. 8- ( لا يخرج من يهود أحد إلا بإذن رسول الله صلى الله عليه وسلم) وبموجب هذا البند يمنع اليهود من القيام بأي نشاط عسكري ضد المؤمنين، خارج عن نطاق وحدود المدينة، مما قد يؤثر على أمن المدينة واقتصادها. 9- ( إن على اليهود نفقتهم، وعلى المسلمين نفقتهم، وإن بينهم النصر على من حارب أهل هذه الصحيفة وإن بينهم النصح والنصر للمظلوم). ثالثاً: البنود العامة : 10- (أن ما يحدث بين أهل الصحيفة من حدث أو اشتجار يخاف فساده، فإن مرده إلى الله جل وعلا وإلى محمد صلى الله عليه وسلم) وهذا البند يقرر المرجعية العليا في الأمور والقضايا بالمدينة، منعاً لقيام أي اضطرابات في الداخل.

  25. 11- (إن يثرب حرام جوفها لأهل هذه الصحيفة ) والحرم هو ما لا يحل انتهاكه، فلا يقطع شجره ولا يقتل صيدها،  فهذا البند يحدد حرم المدينة، ويضمن الأمن فيها، ويضع حداً للاضطرابات والمشاكل التي تهدد السلم والأمان. وبنود هذه الصحيفة مبنية على نصوص ثابتة، وقواعد شرعية، ومصالح معتبرة، منها قوله تعالى:{لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين } (الممتحنة:8). وقوله صلى الله عليه وسلم:(المؤمنون تتكافأ دماؤهم ،

  26. ويسعى بذمتهم أدناهم ، وهم يد على من سواهم ، لا يقتل مؤمن بكافر ، ولا ذو عهد في عهده ) رواه الإمام أحمد و أبو داود وصححه الألباني . والمتأمل في بنود هذه الوثيقة يدرك مدى العدالة التي اتسمت بها معاملة النبي صلى الله عليه وسلم لليهود، وإسقاط كل الاعتبارات الطبقية والجاهلية، وترسيخ المبادئ الإسلامية، كما أنها اشتملت جميع ما تحتاجه الدولة، من مقوماتها الدستورية والإدارية، وعلاقة الأفراد بالدولة، وعلاقة بعضهم ببعض. ولقد كان بالإمكان أن تؤتي هذه الوثيقة ثمارها مع اليهود لولا طبيعة الغدر والخيانة فيهم، حيث سلك اليهود وسائل عدة ومتنوعةللكيد برسول الله

  27.   صلى الله عليه وسلم والذين آمنوا معه، وهدم دعائم الدين الإسلامي، إلا أن وسائلهم التي اتخذوها باءت بالفشل،والسبب يرجع إلى حكمة النبي صلى الله عليه وسلم، وحنكته في إدارة شؤون الدولة. gannatdonya@gmail.com

More Related