1 / 33

الفرار إلى الله

الفرار إلى الله. من إعداد فاطمة دنواج. 1-مادا نعني بالفرار 1.1 - الفرار لغة 2.1-الفرار أمر فطري 2-الفرار نوعان 1.2- فرار الأشقياء 2.2-فرار السعداء 3- الفرار في القرآن 4-الفرار إلى الله 5-لماذا الفرار إلى الله ؟ 6- مراتب الفرار إلى الله 1.6- الفرار من الجهل إلى العلم

senona
Download Presentation

الفرار إلى الله

An Image/Link below is provided (as is) to download presentation Download Policy: Content on the Website is provided to you AS IS for your information and personal use and may not be sold / licensed / shared on other websites without getting consent from its author. Content is provided to you AS IS for your information and personal use only. Download presentation by click this link. While downloading, if for some reason you are not able to download a presentation, the publisher may have deleted the file from their server. During download, if you can't get a presentation, the file might be deleted by the publisher.

E N D

Presentation Transcript


  1. الفرار إلى الله من إعداد فاطمة دنواج

  2. 1-مادا نعني بالفرار 1.1 - الفرار لغة 2.1-الفرار أمر فطري 2-الفرار نوعان 1.2- فرار الأشقياء 2.2-فرار السعداء 3- الفرار في القرآن 4-الفرار إلى الله 5-لماذا الفرار إلى الله؟ 6-مراتب الفرار إلى الله 1.6-الفرار من الجهل إلى العلم ا2.6-لفرار من الكسل إلى العمل 3.6-الفرار من ضيق الدنيا إلى سعة الآخرة 7-كيف يمكن أن يحقِّق الإنسان الفرار إلى الله؟ الفرار إلى الله من إعداد فاطمة دنواج

  3. ماذا نعني بالفرار؟ أيها الأحبة في الله هل رأى منكم فاراً من مهلكة ؟ ليتصور كل واحد منا كيف يكون حاله إذا برز له أسد فجأة على الطريق وأخذ يعدو وراءه ، أو برز له عدو مسلح وأخذ يطارده، فكيف يكون رد فعل المطارد أيمشي على هون ؟ أيتلفت يمنة ويسرة ؟ أم أنه ينطلق بكل ما أوتي من قوة يعدو ولا يشغل باله في تلك اللحظات إلا النجاة والأمان من مطارده ؟

  4. الفرار لغة : في لسان العرب لابن منظور وفي القاموس المحيط الفَرّ والفِرارُ: الرَّوَغان والهرب. فَرَّ يَفِرُّ فراراً: هرب.. وفي حديث الهجرة: قال سُراقةُ ابن مالك حين نظر إِلى النبي، صلى الله عليه وسلم، وإِلى أَبي بكر، رضي الله عنه، مُهاجِرَيْنِ إِلى المدينة فمرّا به فقال: هذان فَرُّ قريشٍ، أَفلا أَردّ على قريش فَرَّها؟ يريد الفارَّين من قريش. فِرَّ: استجابة سريعة: فيها عزيمة .. لفظ الفرار يقتضي الرعب والهلع والفزع

  5. إن النفس البشرية جبلت بطبيعتها على الهروب مما تخافه وتخشاه، إلا أن علاقة المسلم بربه نقضت هذه القاعدة الفطرية، فصارت علاقة المسلم بربه قائمة على الخوف والرجاء. فالمسلم حين يفر من الله تعالى فإنما يفر إليه راجياً استشعار الأمن في كنفه تعالى، طامعاً في رحمته وجوده. الفرار أمر فطري قال رسول الله صلى الله عليه و سلم قال الله تعالى:“ وعزتي لا أجمع لعبدي خوفين ولا أمنين. إن خافني في الدنيا أمنته في الآخرة و إن أمنني في الدنيا أخفته في الآخرة“ رواه الترمدي و ابن حبان

  6. والفرار نوعان: فرار السعداء وفرار الأشقياء ففرار السعداء: الذين يفرون من كل شيء الى خالق كل شيء. وفرار الأشقياء: هو الفرار منه تعالى لا إليه: من الهداية من أهل الخير من أوجه الخير إلى ما دون ذلك من هوى النفس ودنيا و رفقاء السوء.

  7. الفرار من.... إذ إن الفرار لا يكون إلا (من)، ولا يكون (إلى)؛ لأن الذي يفر إنما يفر لأنه خائف هارب، فالمناسب أن يفر (من)، لا يفر (إلى)، كما جاء في القرآن الكريم في مواضع كثيرة: كقوله تعالى ”لَوِ اطَّلَعْتَ عَلَيْهِمْ لَوَلَّيْتَ مِنْهُمْ فِرَارًا وَلَمُلِئْتَ مِنْهُمْ رُعْبًا“ الكهف:18 "وقال موسى لفرعونفَفَرَرْتُ مِنْكُمْ لَمَّاخِفْتُكُمْ“ الشعراء:21 ، ”فَمَا لَهُمْ عَنِ التَّذْكِرَةِ مُعْرِضِينَ * كَأَنَّهُمْ حُمُرٌ مُسْتَنْفِرَةٌ فَرَّتْ مِنْ قَسْوَرَةٍ“ المدثر49- 51 ”قُلْ إِنَّ الْمَوْتَ الَّذِي تَفِرُّونَ مِنْهُ فَإِنَّهُ مُلاقِيكُمْ” الجمعة8

  8. ”فَفِرُّوا إِلَى اللَّهِ إِنِّي لَكُمْ مِنْهُ نَذِيرٌ مُبِينٌ()وَلَا تَجْعَلُوا مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ إِنِّي لَكُمْ مِنْهُ نَذِيرٌ مُبِينٌ“الذاريات:50-51 ] فالفرار لا يكون إلا (من)، والعجيب أن الآية السابقة عُدي فيها هذا الفعل بـ(إلى) وهذا غير معهود، إن الله تبارك وتعالى هو الوحيد الذي تفر منهإليه لأن الله عز وجل قال: ”يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالإِنسِ إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ تَنفُذُوا مِنْ أَقْطَارِ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ فَانفُذُوا ” الرحمن:33 هذا تمام الإحاطة بالعباد، فالله محيط بالسموات والأرض فإذا أردت أن تفر منه فإلى من تذهب وهو محيط بالعالمين؟! تفر منه إليه..

  9. الفرق بين المشي و الفرار ولكن الله يوم أن أمرنا بالسعي لطلب الرزق لم يأمرنا بالفرار وإنما أمرنا بالمشي يقول الرزاق الكريم: {هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمْ الْأَرْضَ ذَلُولا فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ}الملك:15 ، فالمشي له صورٌ عدة ولكن الفرار ليس له إلا صورة واحدة ، الماشي يمشي وقد يشغل فكره بأمور عدة أو بما يراه أثناء مشيه،ولكن الفارَّ لا تسيطر على عقله إلا فكرة واحدة وهي النجاة

  10. قال تعالى: فَفِرُّوا إِلَى اللَّهِ إِنِّي لَكُم مِّنْهُ نَذِيرٌ مُّبِين الذاريات: 50 كل شيء تخافه فإنك تفر منه وتهرب عنه إلا الواحد الأحد، فإن من خافه يفر منه إليه، ويهرب من سخطه إلى رضوانه، ومن وعيده إلى وعده، فلا ملجأ ولا منجا منه إلا إليه، الفرار إلى الله تعالى هو الانطراح ببابه، والانكسار لجنابه هو اللجوء إليه تعالى والدخول في الإيمان والطاعة، والهروب من المعصية والخطيئة ‏ وقد عبر القرآن عن الرجوع إلى الله تعالى بلفظ الفرار لبيان الحزم والجدية والفورية التي ينبغي ‏أن يتعامل بها مثل هذا الأمر فهو ليس أمرا على التراخي الفار من الله إلى الله: لا يعرف البطء..لا تتعثر خطاه..لا تثقله دنياه..لايصرف قلبه عن مولاهقال سبحانه: ”وعجلت إليك ربي لترضى“

  11. والذي يظن أنه يستطيع أن يفر من الله تعالى وأن يفلت من قبضته فهو جاهل أحمق، فإن المرجع إليه، والمصير إليه.”فَإِذَا بَرِقَ الْبَصَرُ وَخَسَفَ الْقَمَرُ وَجُمِعَ الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ يَقُولُ الْإِنسَانُ يَوْمَئِذٍ أَيْنَ الْمَفَرُّ كَلَّا لَا وَزَرَ إِلَى رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ الْمُسْتَقَرُّ يُنَبَّأُ الْإِنسَانُ يَوْمَئِذٍ بِمَا قَدَّمَ وَأَخَّرَ“ القيامة: 7-13

  12. يقول الطبري:“أي فاهربوا أيها الناس من عقاب الله إلى رحمته بالإيمان به و اتباع أمره و العمل بطاعته“ ”فَفِرُّوا إِلَى اللَّهِ إِنِّي لَكُمْ مِنْهُ نَذِيرٌ مُبِينٌ()وَلَا تَجْعَلُوا مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ إِنِّي لَكُمْ مِنْهُ نَذِيرٌ مُبِينٌ“ الذاريات:50-51 وقال ابن الجوزي :“ أي اهربوا مما يوجب العقاب من الكفر و العصيان إلى ما يوجب الثواب من الطاعة والإيمان“ وقفة مع بعض التفاسير وقال ابن عباس: فروا إلى الله بالتوبة من ذنوبكم. وعنه فروا منه إليه، وأعملوا بطاعته. ويقول سيد قطب في الظلال:“ التعبير بلفظ الفرار عجيب حقا و هو يوحي بالأثقال والقيود و الأغلال التي تشد النفس إلى الأرض وتثقلها عن الانطلاق خاصة أثقال الرزق و الانشغال و الحرص على الأسباب الظاهرة للنصيب الموعود.من ثم يجيء الهتاف قويا للانطلاق و التملص...والفرار إلى الله وحده منزها من كل شريك و تذكير الناس بانقطاع الحجة و سقوط العذر.“إني لكم منه نذير مبين“ تكررت مرتين

  13. رسول الله يعلمنا كيف نفر إلى الله حديث البراء بن عازب ممارواه البخاري و مسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له: (إذا أتيت مضجعك فتوضأ وضوءك للصلاة، ثم نم على شقك الأيمن، وقل: اللهم ألجأت ظهري إليك، وفوضت أمري إليك، رغبة ورهبة إليك، لا ملجأ ولا منجا منك إلا إليك. هذا هو الفرار (لا ملجأ ولا منجا منك إلا إليك، آمنت بكتابك الذي أنزلت، وبنبيك الذي أرسلت).

  14. لماذَا الفرار إلى الله؟ تفر إلى الله لأن خلفك عدوك إبليس يسعى خلفك جاهداً بكل ما أوتي من قوة ليجعلك من أصحاب السعير كما أخبرنا بذلك ربنا جل و علابقوله: {إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ}فاطر الآية6 تفر إلى الله لأن خلفك الدنيا بفتنتها وشهواتها وزينتها ؛ فكم من عبد تباطأ في فراره إلى الله والتفت يمنة ويسرة إلى الدنيا فأسرته فشغل عن الفرار إلى الله هؤلاء يقول العليم الحكيم: {اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرًّا ثُمَّ يَكُونُ حُطَامًا وَفِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَغْفِرَةٌ مِنْ اللَّهِ وَرِضْوَانٌ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ}(الحديد:20

  15. مراتب الفرار إلى الله 1-الفرار من الجهل إلى العلم = المرتبة الأولى: الفرار من الجهل إلى العلم قصدا و سعيا الفرار إلى الله فرار من الجهل بكل أنواعه ، إلى العلم الذي يربطك بالله ويشدك إليه ، ، ولا أعني مجرد المعلومات ، لكني أعني العلم الذي يستنير به قلبك حتى يتوهج ”إنما يخشى الله من عباده العلماء“ ”وقل رب زدني علما“ عمل=سعي لطلب العلم الإرادة

  16. مراتب الفرار إلى الله 2- الفرار من الكسل إلى العمل = المرتبة الثانية للفرار: الفرار من الكسل إلى التشمير جداً وعزماً، أن نأخذ أوامر الله ورسوله بقوة وبلا تردد. ”وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ وَرَفَعْنَا فَوْقَكُمُ الطُّورَ خُذُوا مَا آتَيْنَاكُمْ بِقُوَّةٍ“البقرة:93 الفرار إلى الله بعمل يخرجنا من السلبية التي نعيشها قصة الهدهد...

  17. مراتب الفرار إلى الله 3-الفرار من ضيق الدنيا إلى سعة الآخرة =المرتبة الثالثة للفرار: ومن الضيق إلى السعة ثقة ورجاءً وهذا هو نهاية المطاف، (من ضيق الدنيا إلى سعة الآخرة ثقة ورجاءً) . هموم ومنغصات و أكدار ضيق وأحيانا قنوط وأحيانا يأس وخذلان خلاصنا الفرار من الضيق بالتوكل عليه والاعتصام به إلى سعة فضله إلى سعة رحمته إلى سعة كرمه ”ومن يتوكل على الله فهو حسبه“ ” أليس الله بكاف عبده“

  18. خلاصة: الفرار من الجهل إلى العلم عقداً وانسياقاً 1 الفرار من الكسل إلى التشمير جداً وعزماً 2 الفرار من ومن الضيق إلى السعة ثقة ورجاءً 3

  19. فرار صحب رسول الله عليه السلام لقد كان الفرار إلى الله ـ تعالى ـ هو مصدر القوة والعزة والمنعة التي كان يعيشها المسلمون الأولون، حتى إن أحدهم ليسرع الفرار إلى الله ولو كان في ذلك موته؛ فعندما قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في غزوة بدر للمسلمين محرضاً لهم على القتال: «قوموا إلى جنة عرضها السموات والأرض! قال عُمير بن الحُمام الأنصاري: يا رسول الله! جنة عرضها السموات والأرض؟ قال: نعم! قال: بَخٍ بَخٍ! فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «ما يحملك على قولك بَخٍ بَخٍ؟ قال: لا، والله يا رسول الله إلا رجاءة أن أكون من أهلها. قال: فإنك من أهلها، فأخرج تمرات من قرنه فجعل يأكل منهن، ثم قال: لئن أنا حييت حتى آكل تمراتي هذه إنها لحياة طويلة، قال: فرمى بما كان معه من التمر ثم قاتلهم حتى قُتِل»أخرجه مسلم (وتقدم ـ رضي الله عنه ـ للقتال مسرعاً وهو يرتجز ويقول: ركضاً إلى الله بغير زادِ إلا التقى وعمل المعادِ     والصبر في الله على الجهادِ وكل زاد عرضة النفادِ     غير التقى والبر والرشادِ93

  20. كيف يمكن أن يحقِّق الإنسان الفرار إلى الله؟ الفرار إليه يكون باتِّباع أوامره واجتناب نواهيه، والوقوف عند حدود الحلال والحرام، والاهتداء بتعاليم المصطفى صلى الله عليه وسلم، فقد قال الله تعالى: "وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا".الحشر7 ومن الأمورالتي تحقِّق الوصال بالله تعالى والفرار إليه رغَباً ورهَبا، خوفاً وطمعا :

  21. حبُّ الله: = قارب النجاة من الفتن = عاصم المرء من الخطايا، فحبُّ الله والتعلُّق به يصنع المعجزات، إذ يهتدي المسلم بهدى الله، ويسترشد بنوره. والله تعالى يقول: "قل إن كان آباؤكم وأبناؤكم وإخوانكم وأزواجكم وعشيرتكم وأموالٌ اقترفتموها وتجارةٌ تخشون كسادها ومساكنُ ترضَونها أحبَّ إليكم من الله ورسوله وجهادٍ في سبيله فتربَّصوا حتى يأتي الله بأمره والله لا يهدى القوم الفاسقين"، ويقول تعالى: "والذين آمنوا أشدُّ حبًّا لله"،

  22. حبُّ الرسول صلى الله عليه وسلم: قول الله تعالى " قل إن كنتم تحبُّون الله فاتَّبعوني يحببكم الله" ويقول الرسول صلى الله عليه وسلم: "لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحبَّ إليه من والده وولده والناس أجمعين"رواه البخاري وحبُّ الرسول صلى الله عليه وسلم يكون بتمثُّل سنَّته الشريفة، والاقتداء بأخلاقه النبيلة، وأخذ العظة والعبرة من سيرته العطرة.

  23. تقوى الله: يقول الله تعالى:“ يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته و لا تموتن إلا و أنتم مسلمون“. عن معاذ بن جبل عن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : ”اتق الله حيثما كنت و أتبع السيئة الحسنة تمحها و خالق الناس بخلق حسن“ الترمذي خل الذنوب صغيرها و كبيرها فهو التقى واصنع كماش فوق أرض الشوك يحذر ما يرى

  24. تجديد التوبة والاستغفار دائما قول تعالى: "يأيُّها الذين آمنوا توبوا إلى الله توبةً نصوحا” ويقول الرسول صلى الله عليه وسلم: "والله إنِّي لأستغفر الله وأتوب إليه في اليوم أكثر من سبعين مرَّة"رواه البخاري، فالتوبة تجدِّد الإيمان، والاستغفار يزيل الخطايا يا غاديا في غفلة و رائحا إلى متى تستحسن القبائحا وكم إلى كم لا تخاف موقفا يستنطق الله به الجوارحا يا عجبا منك وأنت مبصر كيف تجنبت الطريق الواضحا كيف تكون حين تقرأ في غد صحيفة قد حوت الفضائحا وكيف ترضى أن تكون خاسرا يوم يفوز من يكون رابحا

  25. المبادرة إلى الخيرات و الاستعداد للآخرة وتذكُّر الموت قول تعالى: "كلُّ نفسٍ ذائقة الموت وإنَّما تُوَفَّوْن أجوركم يوم القيامة فمن زُحزِح عن النار وأُدخِل الجنَّة فقد فاز وما الحياة الدنيا إلا متاع الغُرور“ ويقول جل من قائل:“ ولكل وجهة هو موليها فاستبقوا الخيرات. أين ما تكونوا يأت بكم الله جميعا. إن الله على كل شيء قدير“

  26. التقرُّب إلى الله تعالى بالنوافل قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إنَّ الله قال: "من عادى لي وليًّا فقد آذنته بالحرب، وما تقرَّب إليَّ عبدي بشيءٍ أحبَّ إليَّ ممَّا افترضت عليه، وما يزال عبدي يتقرَّب إليَّ بالنوافل حتى أحبَّه، فإذا أحببته، كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يُبصِر به، ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشى بها، وإن سألني لأعطينَّه ولئن استعاذني لأعيذنَّه، وما تردَّدت عن شيءٍ أنا فاعله تردُّدي عن نفس المؤمن، يكره الموت، وأنا أكره مساءته”رواه البخاري.

  27. الرفقة الصالحة الرسول صلى الله عليه وسلم يقول: "المرء على دين خليله، فلينظر أحدكم من يُخالل"رواه أحمد والحاكم بسندٍ صحيح، والصحبة الصالحة تحقِّق فوائد كثيرة، منها العون على الخير والمعروف، والحفظ من الوقوع من في الشرِّ والمنكر. فالرفقة الصالحة هي التي تقود إلى الجنَّة، بشرط التزامها بالشروط: "وتواصَوا بالحقِّ وتواصَوا بالصبر"، ولذلك تعلَّمها صحابته رضوان الله عليهم، وكانوا دائماً ما يقول أحدهم للآخر: "اجلس بنا نؤمن ساعة" أو "تعالَ نؤمن ساعة" كما روى ذلك الإمامان أحمد والبخاريّ.

  28. وفي الختام الفرار إلى الله تعالى ليس عملا قلبيا أو وجدانيا فحسب، ولكنَّ الفرار مبتداه من القلب ثم ينساح على الجوارح كلها فيغمرها ‏ حتى تكون تابعة له تعمل ما يأمرها به، ولا تمتنع منه، كما قال رسول الله ‏ صلى الله عليه وسلم  :" ألا وإن في ‏الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله، وإذا فسدت فسد الجسد كله، ألا وهي القلب"‏ ‏ وكما ‏قال الصحابي الجليل أبو هريرة رضي الله تعالى عنه :" القلب ملك وله جنود، فإذا صلح الملك ‏صلحت جنوده، وإذا فسد الملك فسدت جنوده"‏ ‏

  29. ومن فضل الكريم الرحيم علينا معاشر المؤمنين أنه لم يجعل من عملية الفرار إليه عملية صعبة ولم يجعلها في طريق وعرة بل مهد لنا سبحانه وتعالى بفضله وكرمه طريق الفرار إليه ويسر لنا سبله فأنت تستطيع أن تفر إلى الله على كل حال من أحوالك وأنت سائر وأنت واقف وأنت قاعد وأنت نائم وأنت في بيتك وأنت في حيك وأنت في عملك أو سوقك تستطيع الفرار إلى الله؛ فأنت بخروجك للكسب لتعف نفسك وأهلك عن الحرام تفر إلى الله ، بقيامك للصلاة تفر إلى الله ، بذكرك لله تفر إلى الله ، بقراءتك للقرآن تفر إلى الله، بالصدقة تفر إلى الله، بإهداء كتب الخير وأشرطة الخير للمسلمين تفر إلى الله،بصلتك لرحمك تفر إلى الله ، بأمرك بالمعروف ونهيك عن المنكر تفر إلى الله ، بتربيتك لأولادك وبنياتك على هدى الشريعة تفر إلى الله .‏

  30. معاشر الفارين إلى الله إن من رحمة الله تعالى بنا وبكم أنه إذا علم من عبده صدق الفرار إليه أعانه ووفقه ولم يتركه وحده واستمعوا معي إلى وعد من لا يخلف الميعاد يوم أن قال:{وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ}العنكبوت: 69 ويقول جلت عظمته : {إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ}النحل:128. وفي صحيح البخاري عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى: ((أَنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بِي وَأَنَا مَعَهُ إِذَا ذَكَرَنِي فَإِنْ ذَكَرَنِي فِي نَفْسِهِ ذَكَرْتُهُ فِي نَفْسِي وَإِنْ ذَكَرَنِي فِي مَلَإٍ ذَكَرْتُهُ فِي مَلَإٍ خَيْرٍ مِنْهُمْ وَإِنْ تَقَرَّبَ إِلَيَّ بِشِبْرٍ تَقَرَّبْتُ إِلَيْهِ ذِرَاعًا وَإِنْ تَقَرَّبَ إِلَيَّ ذِرَاعًا تَقَرَّبْتُ إِلَيْهِ بَاعًا وَإِنْ أَتَانِي يَمْشِي أَتَيْتُهُ هَرْوَلَةً)) البخاري‏ ‏

  31. ومن الأسباب المؤدية إلى صدق فرار المسلم إلى ربه تعالى فراره من المعصية إلى الطاعة، ومن الجهل إلى العلم، ومن الكسل والدعة إلى العمل والسعي لنيل مرضاة الله عز وجل.

  32. أُمتي قـد علـقـت فيـكَ المنى *** فاستفقْ وانهضْ وغادرْ مضجعكعُدْ إلى الـرحمن في طهـر تجـدْ *** مـركبَ النصر إلى العليا معـك "يا قومنا أجيبوا داعي الله وآمنوا به يغفر لكم من ذنوبكم ويجركم من عذاب أليم" الأحقاف31

  33. تم بحمد الله تعالى

More Related