E N D
المتألي على الله تعالى أخوكم الداعي الغريب
روى الإمام أحمد في مسنده ( 8275 ) عن ضمضم بن جوس اليمامي قال لي أبو هريرة - رضي الله عنه - : يا يمامي لا تقولن لرجل والله لا يغفر الله لك أو لا يدخلك الله الجنة أبدا قلت : يا أبا هريرة إن هذه لكلمة يقولها أحدنا لأخيه وصاحبه إذا غضب. قال : فلا تقلها فإني سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول :
كان في بني إسرائيل رجلان كان أحدهما مجتهدا في العبادة وكان الآخر مسرفا على نفسه فكانا متآخيين.
فكان المجتهد لا يزال يرى الآخر على ذنب فيقول : يا هذا أقصر فيقول : خلني وربي أبعثت علي رقيبا.
قال : إلى أن رآه يوما على ذنب استعظمه . فقال له : ويحك أقصر قال : خلني وربي أبعثت علي رقيبا قال : فقال والله لا يغفر الله لك أو لا يدخلك الله الجنة أبدا.
قال أحدهما قال : فبعث الله إليهما ملكا فقبض أرواحهما واجتمعا . فقال للمذنب : اذهب فادخل الجنة برحمتي . وقال للآخر : أكنت بي عالما ! أكنت على ما في يدي خازنا ! اذهبوا به إلى النار . قال : فوالذي نفس أبي القاسم بيده لتكلم بالكلمة أوبقت دنياه وآخرته.
الفوائد من هذه القصة : 1- أن باب التوبة مفتوح : قال الله تعالى : ( وإني لغفار لمن تاب وءامن وعمل صالحا ثم اهتدى ) طه 82. وقال : ( ألم يعلموا أن الله هو يقبل التوبة عن عباده ويأخذ الصدقات وأن الله هو التواب الرحيم ) التوبة 104. وقال صلى الله عليه وسلم : إن الله عز وجل يبسط يده بالليل ، ليتوب مسيء النهار . ويبسط يده بالنهار ، ليتوب مسيء الليل . حتى تطلع الشمس من مغربها .رواه مسلم
الفوائد من هذه القصة : 2- عدم القول على الله تعالى بغير علم : قال الله تعالى : ( ولا تقف ما ليس لك به علم إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسؤولا ) الإسراء 36. وقال : ( ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد ) ق 18. وقال : ( ولا تقولوا لما تصف ألسنتكم الكذب هذا حلال وهذا حرام لتفتروا على الله الكذب إن الذين يفترون على الله الكذب لا يفلحون * متاع قليل ولهم عذاب أليم) النحل 116-117.
الفوائد من هذه القصة : 3- الهداية بيد الله عز وجل وإنما علينا بذل الأسباب : قال الله تعالى : ( إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء وهو أعلم بالمهتدين ) القصص 56. والهداية نوعان : أ – هداية دلالة : وهي التي تقدر عليها الرسل وأتباعهم كما قال تعالى : ( وإنك لتهدي إلى صراط مستقيم ) فهي الدلالة والدعوة والتنبيه . ب – هداية تأييد وتوفيق : تفرد بها سبحانه وتعالى كما قال : ( إنك لا تهدي من أحببت ) وهي خلق الإيمان في القلب .
الفوائد من هذه القصة : 4- عدم اليأس في دعوة الناس للخير : قال الله تعالى : ( ولا تاْيئسوا من روح الله إنه لا ياْيئس من روح الله إلا القوم الكافرون ) يوسف 87. والنبي صلى الله عليه وسلم لم ييأس في دعوة قومه وعمه أبو طالب فظل يدعوه حتى مات .