1 / 18

حقوق العباد

حقوق العباد. إعداد جنات عبد العزيز دنيا. يقولُ اللهُ تبارك وتعالى في الحديثِ القدسي : (( يَا عِبَادِي إِنِّي حَرَّمْتُ الظُّلْمَ عَلَى نَفْسِي وَجَعَلْتُهُ بَيْنَكُمْ مُحَرَّمًا فَلا تَظَالَمُوا )) . رواه مسلم. عن أبي ذرٍ- رضي الله عنه - قال : ( فلا تظالموا) قال النووي

inara
Download Presentation

حقوق العباد

An Image/Link below is provided (as is) to download presentation Download Policy: Content on the Website is provided to you AS IS for your information and personal use and may not be sold / licensed / shared on other websites without getting consent from its author. Content is provided to you AS IS for your information and personal use only. Download presentation by click this link. While downloading, if for some reason you are not able to download a presentation, the publisher may have deleted the file from their server. During download, if you can't get a presentation, the file might be deleted by the publisher.

E N D

Presentation Transcript


  1. حقوق العباد إعداد جنات عبد العزيز دنيا

  2. يقولُ اللهُ تبارك وتعالى في الحديثِ القدسي : (( يَا عِبَادِي إِنِّي حَرَّمْتُ الظُّلْمَ عَلَى نَفْسِي وَجَعَلْتُهُ بَيْنَكُمْ مُحَرَّمًا فَلا تَظَالَمُوا )) . رواه مسلم. عن أبي ذرٍ- رضي الله عنه- قال : ( فلا تظالموا) قالالنووي : ( أي لا يظلمُ بعضُكم بعضًا ) إذ هو محرم . ومن الظُلمِ الاعتداءُ على حقوقِ الآخرينَ وإيذاؤُهم في دمائِهم وأموالهم وأعراضهم. و قال النبي- صلى الله عليه وسلم :(( كلُ المسلم على المسلم حرام دمُه ومالُه وعرضُه )) رواه مسلم .

  3. ومن الظلمِ: المماطلةُ بدينٍ، أو قرض، وذلك بعدمِوفائهِ أو أدائهِ إلى صاحبه، وهو يَقدرُ على ذلك، قال النبيُّ- صلى الله عليه وسلم: (( مَطْلُ الْغَنِيِّ ظُلْمٌ )) رواه البخاري ومسلم. ويقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أتدرون من المفلس؟ قالوا: المفلس فينا يا رسول الله من لا درهم له ولا متاع، قال: المفلس من يأتي يوم القيامة بصلاة وصيام وزكاة وحج ولكنه ضرب هذا وقذف هذا وأكل مال هذا وسفك دم هذا فيأخذ هذا من حسناته وهذا من حسناته حتى لا يبقى له شيء ثم يطرحون من سيئاتهم عليه حتى يلقى في النار((

  4. ومعنى ذلك أن التسديدُيكونُ يومَ القيامةِ لأصحابِ المظالمِ ممَّا يملكُ الظالمُ والمعتدي، من الحسناتِ التي قدَّمَها في الدنيا على مقدارِها بالعدل، فإن فَنيت حسناتُهُ قبلَ أن يقضي ما عليهِ ظهرَ حينئذٍ إفلاسهُ على الحقيقة، وبالتالي لا بُدَّ من وفاءِ ما تبقى من المظالمِ التي عليه، ومن ثَمَّ يكونُ التسديدُ عن طريقِ تحملِ خطايا من ظلمهم، ثُمَّ يُطرحُ في النار، ذلكَ هو المفلسُ على الحقيقةِ، إنَّهُ الظالمُ والمعتدي، الذي تذهبُ حسناتُهُ لغيره ، بل وتضافُ إليهِ سيئاتِ المظلومين ، إنَّ حقوقَ العبادِ أمرُها شديد، قال عبدُ الله ابن الزبير- رضي الله عنهما :

  5. لما نزلت هذهِ الآية ”إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُم مَّيِّتُونَ ، ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عِندَ رَبِّكُمْ تَخْتَصِمُونَ “(سورة / 30 - 31 ) الزمر . قال يا رسولَ الله : ”أيُكررُ علينا ما يكونُ بيننا ، مع خواصِ الذنوب، قال : نعم ليُكرَرَنَّ عليكم حتى يُرَدَّ إلى كلِ ذِي حقٍّ حقه ، قال الزبير : واللهِ إنَّ الأمرَ لشديد “. رواه البيهقي وغيرهِ ( السنن الكبرى 6 / 155 ) . وكتبَ رجلٌ إلى ابن عمرٍ- رضي الله عنهما- : أن اكتب إليَّ بالعلمِ كله ، فكتبَ إليه : ( إنَّ العلمَ كثيرٌ ولكن إن استطعت

  6. أنتلقى اللهَ خفيفَ الظهرِ من دماءِ الناسِ ، خميصَ البطنِ من أموالهم، كافَ اللسانِ عن أعراضهم ، لازمًا لأمرِ جماعتهم فافعل ) سير أعلام النبلاء ( 3 / 222 ) نقلاً أين نحنُ من أخلاقِ السلف ص113. إنَّ حقوقَ العبادِ لا يضيعُ منها شيءٌ ، فعَنْ عَائِشَةَ- رضي اللهُ عنها- قَالَتْ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ((الدَّوَاوِينُ عِنْدَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ ثَلاثَةٌ : دِيوَانٌ لا يَعْبَأُ اللَّهُ بِهِ شَيْئًا ، وَدِيوَانٌ لا يَتْرُكُ اللَّهُ مِنْهُ شَيْئًا ، وَدِيوَانٌ لا يَغْفِرُهُ اللَّهُ ،

  7. فَأَمَّا الدِّيوَانُ الَّذِي لا يَغْفِرُهُ اللَّهُ فَالشِّرْكُ بِاللَّهِ ، قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ (( إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ )) وَأَمَّا الدِّيوَانُ الَّذِي لا يَعْبَأُ اللَّهُ بِهِ شَيْئًا ، فَظُلْمُ الْعَبْدِ نَفْسَهُ فِيمَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ رَبِّهِ ، مِنْ صَوْمِ يَوْمٍ تَرَكَهُ أَوْ صَلَاةٍ تَرَكَهَا ، فَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يَغْفِرُ ذَلِكَ ، وَيَتَجَاوَزُ إِنْ شَاءَ ، وَأَمَّا الدِّيوَانُ الَّذِي لا يَتْرُكُ اللَّهُ مِنْهُ شَيْئًا ، فَظُلْمُ الْعِبَادِ بَعْضِهِمْ بَعْضًا الْقِصَاصُ لا مَحَالَةَ )) أحمد ( 6 / 240 ) . وقال النبيُّ- صلى الله عليه وسلم :(( لَتُؤَدُّنَّ الْحُقُوقَ إِلَى أَهْلِهَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ حَتَّى يُقَادَ لِلشَّاةِ الْجَلْحَاءِ مِنْ الشَّاةِ الْقَرْنَاءِ )) رواه مسلم .

  8. والجلحاء : هي الشاةُ التي لا قُرونَ لها ، والقصاصُ بين البهائمِ ليس قصاصَ التكليفِ وإنَّما هو قصاصُ مُقابلة . أيُّها المسلم : إن كانَ عندكَ مظالمُ لغيرك ، أوحقوقٌ فعليك أن تتحللَ منها اليومَ قبلَ العرضِ على الحكَمِ العدل، الذي لا يَظلمُ الناسُ شيئاً، ولكنَّ الناسَ أنفسهم يظلمُون . قال النبيُّ- صلى الله عليه وسلم- : (( مَنْ كَانَتْ لَهُ مَظْلَمَةٌ لِأَخِيهِ مِنْ عِرْضِهِ أَوْ شَيْءٍ ، فَلْيَتَحَلَّلْ مِنْهُ الْيَوْمَ قَبْلَ أَنْ لا يَكُونَ دِينَارٌ ولا دِرْهَمٌ ، إِنْ كَانَ لَهُ عَمَلٌ صَالِحٌ أُخِذَ مِنْهُ بِقَدْرِ مَظْلَمَتِهِ ، وَإِنْ لَمْ تَكُنْ لَهُ حَسَنَاتٌ ، أُخِذَ مِنْ سَيِّئَاتِ صَاحِبِهِ فَحُمِلَ عَلَيْهِ )) رواه البخاري.

  9. وعن عوفِ بن الحارثِ- رضي اللهُ عنه- قال سمعتُ عائشةَ– رضي الله عنها- تقولُ : دعتني أمُّ حبيبةَ عندَ موتها- رضي الله عنها- فقالت : قد كانَ بيننا ما يكونُ بين الضرائرِ، فغفرَ اللهُ لي ولكِ ما كانَ من ذلك، فقلتُ : غفرَ الله لكِ كلَهُ وحَلَلَكِ من ذلك، فقالت سررتِني سركِّ الله ، وأرسلت إلى أمِّ سلمة ، فقالت لها مثلَ ذلك . وعن عطاءِ بن أبي رباحٍقال : حدثتني فاطمةُ امرأةُ عُمرَ بنِ عبدِ العزيز- عليهم رحمة الله- أنَّها دخلت عليه ، فإذا هُو في مُصلاهُ ، يدُه على خدهِ ، سائلةٌ دموعُهُ ، فقلتُ يا أميرَ المؤمنين، ألشيءٍ حدث ؟

  10. قال :” يا فاطمة إني تقلدتُ أمرَ المسلمين، فتفكرتُ في الفقيرِ الجائع، والمريضِ الضائع، والعاري المجهود، والمظلومِ المقهور، والغريبِ المأسور، والكبيرِ، وذي العيالِ، في أقطارِ الأرضِ ، فعلمت أنَّ ربِّي سيسألُني عنهم، فرحمتُ نفسي وبكيت“. ورأينا أن النبي صلى الله عليه وسلم حينما قالت عائشة عن ضرتها صفية بنت حيي ”ما يعجبك منها يا رسول الله وإنها... ولم تكمل الجملة ولكن أشارت بيديها إلى أنها قصيرة القامة، فماذا قال النبي صلى الله عليه وسلم؟

  11. قال "يا عائشة لقد قلتي كلمة لو مزجت بماء البحر لمزجته"، كلمة تعكر بحراً .وهي نصف جملة مكملة بالإشارة، كم منا يتكلم بمئات الكلمات وآلاف الكلمات كل يوم ويدع لسانه كالمنشار يتكلم عن الناس ولا يبالي ولا يعرف أن هذا اسمه في الشرع الغيبة، كما قال عليه الصلاة والسلام: ”الغيبة أن تذكر أخاك بما يكره“. سواء كان هذا في جسمه في ملبسه في مأكله في شيء يخصه بحيث إذا سمعه يستاء منه ويكرهه. ”قالوا: يا رسول الله، أرأيت إن كان في أخي ما أقول،قال "إن كان في أخيك ما تقول فقد اغتبته وإن لم يكن في أخيك ما تقول فقد بهته" .

  12. ومن المعروف أن السامع شريك المغتاب، قد لا تكون أنت المغتاب ولكنك تجلس في مجلس جعلوا الغيبة فاكهتهم. النبي صلى الله عليه وسلم يحثنا على أن نتحرر من هذه الأوزار قبل يوم القيامة قال " إذا كان لأحدكم عند أخيه مظلمة فليتحلل منها قبل أن يأتي يوم لا درهم فيه ولا دينار" . وإنما يتعامل الناس بالحسنات والسيئات، فمن كان له حق على أحد يأخذ من حسناته حتى يستوفي فإذا لم تكف حسناته وبقي له حق يطرح من سيئاته عليه حتى يردى في النار وبئس القرار.

  13. وهذا هو الذي سماه النبي صلى الله عليه وسلم المفلس "أتدرون من المفلس؟ قالوا: المفلس فينا يا رسول الله من لا درهم له ولا متاع، قال: المفلس من يأتي يوم القيامة بصلاة وصيام وزكاة وحج ولكنه ضرب هذا وقذف هذا وأكل مال هذا وسفك دم هذا فيأخذ هذا من حسناته وهذا من حسناته حتى لا يبقى له شيء ثم يطرحون من سيئاتهم عليه حتى يلقى في النار" .كان لهذا الرجل رصيد كبير من الطاعات والحسنات ضاع هذا الرصيد كله وبقي صفراً وليته بقي عند الصفر أصبح دون الصفر لأنه بعد أن انتهت حسناته أضافوا من سيئاتهم عليه.

  14. يقول النبي صلى الله عليه وسلم "يغفر للشهيد كل ذنب إلا الدين“ ؛ إذا كان على الشهيد دين لأحد الشهادة تطهره من كل خطاياه إلا ما كان عليه من ديون البشر. جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فيما رواه مسلم وقال يا رسول الله أرأيت إن قتلت في سبيل الله تكفر عني خطاياي قال ” نعم تكفر عنك خطاياك ثم ولّى الرجل ومشى خطوات فاستدعاه النبي صلى الله عليه وسلم وقال: عد، ماذا قلت آنفاً؟ قال: قلت لك كذا وكذا يا رسول الله وقلت تكفر عني خطاياي قال: تكفر عنك خطاياك إلا الدّين أخبرني جبريل بذلك“.

  15. وروى مسلم عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ رضي الله عنهما أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ :”يُغْفَرُ لِلشَّهِيدِ كُلُّ ذَنْبٍ إِلا الدَّيْنَ “. قال النووي في "شرح مسلم" : " وَأَمَّا قَوْله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : (إِلا الدَّيْن) فَفِيهِ تَنْبِيه عَلَى جَمِيع حُقُوق الآدَمِيِّينَ , وَأَنَّ الْجِهَاد وَالشَّهَادَة وَغَيْرهمَا مِنْ أَعْمَال الْبِرّ لا يُكَفِّر حُقُوق الآدَمِيِّينَ ، وَإِنَّمَا يُكَفِّر حُقُوق اللَّه تَعَالَى " انتهى . وفضائل الأعمال كالصلاة الصيام والحج وغيرها لا تكفر إلا الصغائر عند جمهور أهل العلم ، وتكفر حقوق الله فقط . أما المعاصي المتعلقة بحقوق العباد فإنها لا تُكَفَّر إلا بالتوبة منها ، ومن شروط التوبة منها : رَدُّ المظلم إلى أهلها .

  16. وجاء في "الموسوعة الفقهية" (14/129) : " التوبة بمعنى الندم على ما مضى والعزم على عدم العود لمثله لا تكفي لإسقاط حق من حقوق العباد ، فمن سرق مال أحد أو غصبه أو أساء إليه بطريقة أخرى لا يتخلص من المسائلة بمجرد الندم والإقلاع عن الذنب والعزم على عدم العود ، بل لا بد من رد المظالم ، وهذا الأصل متفق عليه بين الفقهاء " انتهى . هذا فيما يتعلق بالحقوق المادية كالمال المأخوذ غصباً أو باحتيال ، أما الحقوق المعنوية كالقذف والغيبة فإن كان المظلوم قد علم بالظلم فلا بد من الاعتذار إليه وطلب المسامحة ، وإن لم يكن علم بذلك فإنه لا يُعْلِمُه ،

  17. بل يدعو ويستغفر له ، لأن إخباره بذلك قد يسبب نفوراً ويوقع بينهما العداوة والبغضاء . قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى : " وفي الحديث الصحيح : ”من كان عنده لأخيه مظلمة في دم أو مال أو عرض فليأته فليستحل منه قبل أن يأتي يوم ليس فيه درهم ولا دينار إلا الحسنات والسيئات . فإن كان له حسنات وإلا أُخِذَ من سيئات صاحبه فطرحت عليه ثم يلقى في النار “. أو كما قال . وهذا فيما علمه المظلوم ، فأما إذا اغتابه أو قذفه ولم يعلم بذلك فقد قيل : من شرط توبته إعلامه . وقيل : لا يشترط ذلك ، وهذا قول الأكثرين وهما روايتان عن أحمد .

  18. ويجب أن يفعل مع المظلوم حسنات كالدعاءله والاستغفار وعمل صالح يُهدى إليه يقوم مقام اغتيابه وقذفه . قال الحسن البصري : كفارة الغيبة أن تستغفر لمن اغتبته " انتهى . وأخيرا إياك وحقوق العباد أن تعتدي عليهم في نفس أو مال بلسان أو يد. ندعو الله أن يقينا وإياكم شر أنفسنا . gannatdonya@gmail.com

More Related