السحابة التي أمرت أن تسقي حديقة الرجل

1. السحابة التي أمرت أن تسقي حديقة الرجل أخوكم الداعي الغريب

2. عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي الله صلى الله عليه وسلم قال : ( بينا رجل بفلاة من الأرض ، فسمع صوتا في سحابة : اسق حديقة فلان . فتنحى ذلك السحاب . فأفرغ ماءه في حرة . فإذا شرجة من تلك الشراج قد استوعبت ذلك الماء كله . فتتبع الماء . فإذا رجل قائم في حديقته يحول الماء بمسحاته . فقال له : يا عبد الله ! ما اسمك ؟ قال : فلان . للاسم الذي سمع في السحابة . فقال له : يا عبد الله ! لم تسألني عن اسمي ؟ فقال : إني سمعت صوتا في السحاب الذي هذا ماؤه يقول : اسق حديقة فلان . لاسمك . فما تصنع فيها ؟ قال : أما إذ قلت هذا ، فإني أنظر إلى ما يخرج منها ، فأتصدق بثلثه ، وآكل أنا وعيالي ثلثا ، وأرد فيها ثلثه ) رواه مسلم 2984.

3. الفوائد من هذه القصة : 1- الأصوات في السحاب هي أصوات الملائكة لأنهم الموكلون بالقطر والنبات والأرزاق : يقول ابن كثير رحمه الله ميكائيل موكل بالقطر والنبات اللذين يخلق منهما الأرزاق في هذه الدار وله أعوان يفعلون ما يأمرهم به بأمر ربه ، يصرفون الرياح والسحاب كما يشاء الرب جل جلاله .

4. الفوائد من هذه القصة : 1- الأصوات في السحاب هي أصوات الملائكة لأنهم الموكلون بالقطر والنبات والأرزاق : ومن الملائكة ما هو موكل بالسحاب ففي سنن الترمذي عن ابن عباس رضي الله عنهما : أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال : ( الرعد ملك من الملائكة موكل بالسحاب معه مخاريق من نار يسوق بها السحاب حيث شاء الله ) 2492. وقد يسقي بلادا دون بلاد أو قرية دون قرية وقد يؤمر بأن يسقي زرع رجل واحد دون سواه كما في الحديث الذي معنا . مخاريق من نار : جمع مخراق والمراد آلة تزجر بها الملائكة السحاب وتسوقه .

5. الفوائد من هذه القصة : 2- في الحديث إثبات لقدرة الله عز وجل على تسيير الأمور وأنه المقدر لكل شيء : قال الرسول صلى الله عليه وسلم قال : ( كل شيء بقدر حتى العجز والكيس ) رواه أحمد في مسنده .

6. الفوائد من هذه القصة : 3- في الحديث فضل العمل وأن الانقطاع للعبادة مع ترك فيه من الجهل ما فيه : قال الرسول صلى الله عليه وسلم قال : ( ما أكل أحد قط خيرا من أن يأكل من عمل يده وإن نبي الله داود – عليه السلام – كان يأكل من عمل يده ) رواه البخاري 2072. وقال صلى الله عليه وسلم : ( إن الله لا ينظر إلى صوركم وأموالكم ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم ) رواه مسلم 2564 وقال عمر رضي الله عنه : لا يغرركم من قرأ القرآن إنما هو كلام نتكلم به ولكن انظروا من يعمل به وقال علي رضي الله عنه : يا حملة العلم اعملوا به فإنما العالم من عمل. والحكمة في تخصيص داود بالذكر أن اقتصاره في أكله على ما يعمله بيده لم يكن من الحاجة لأنه كان خليفة في الأرض كما قال الله تعالى وإنما ابتغى الأكل من طريق الأفضل ولهذا أورد النبي صلى الله عليه وسلم قصته في مقام الاحتجاج بها على ما قدمه من أن خير الكسب عمل اليد.

7. الفوائد من هذه القصة : 4- في هذا الحديث فضل الصدقة والإحسان إلى المساكين : قال الرسول صلى الله عليه وسلم : ( ما من مسلم يغرس غرسا أو يزرع زرعا ، فيأكل منه طير ، أو إنسان ، أو بهيمة ، إلا كان له به صدقة ) رواه البخاري 2320.

8. الفوائد من هذه القصة : 5- فضل النفقة على العيال : قال الرسول صلى الله عليه وسلم : ( دينار أنفقته في سبيل الله . ودينار أنفقته في رقبة . ودينار تصدقت به على مسكين . ودينار أنفقته على أهلك ) رواه مسلم 995. وقال الرسول صلى الله عليه وسلم : ( كفى بالمرء إثما أن يضيع من يقوت ) رواه أبوداود. في سبيل الله : في طاعة الله . في رقبة : أي في عتق رقبة .