240 likes | 646 Views
جمع القرآن (الجزء الأول) إعداد جنات عبد العزيز دنيا. حفظ النبي للقرآن الكريم. كان العرب قبل الإسلام أمَّةً أمِّـيَّةً، لا تقرأ ولا تكتب، وقد كان العرب يحفظون في صدورهم ما يحتاجون إلى حفظه من الأنساب والحقوق والأشعار والخطب. فلما
E N D
جمع القرآن (الجزء الأول) إعداد جنات عبد العزيز دنيا
حفظ النبي للقرآن الكريم كان العرب قبل الإسلام أمَّةً أمِّـيَّةً، لا تقرأ ولا تكتب، وقد كان العرب يحفظون في صدورهم ما يحتاجون إلى حفظه من الأنساب والحقوق والأشعار والخطب. فلما كان النبي أُمِّـيًّا، كان النبى يعتمد على ذاكرته في الحفظ، فلما شرَّفه الله بالرسالة، وكان القرآن الكريم آيته التي تحدى بِها الناس كافة والعرب خاصةً - كان شديد الحرص على حفظ القرآن حال إنزاله - وهو من أشد الأحوال عليه، حتى لقد كان يعاني مشقة عظيمة لتَعَجُّلِهِ حفظَ القرآن الكريم، مخافة أن ينساه، حتى أنزل الله عليه ما يثبت به فؤاده، ويُطَمْئِنُهُ أن القرآن لن يَتَفلَّتَ منهُ: قال الله : {لاَ تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ * إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ * فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ}سورة القيامة، الآيات 16-18.
جمع القرآن في العهد النبوي شرَّف الله أمة الإسلام بخصيصة لم تكن لأحد غيرهم، وهي حفظهملكتاب ربهم عنظهر قلب. وكان من حرصهصلى الله عليه وسلم على تعليمصحابته للقرآن وحفظهم له أنه كان يتعاهد كل من يلتحق بدار الإسلام فيدفعه إلى من يعلمه القرآن.فعن عبادة بن الصامت رضي الله عنه قال: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يُشغَل، فإذا قَدِمَ رجل مهاجر على رسول الله صلى الله عليه وسلم دفعه إلى رجل منا يعلمه القرآن) ”رواه أحمد“ . وقد حفظ القرآن الكريم جَمعٌ من الصحابة يصعب حصرهم، عُرف منهم الخلفاء الراشدون، وطلحة، وسعد، وابن مسعود، وحذيفة بن اليمان، وأبو موسى الأشعري، وعبد الله بن عمر، وغيرهم كثير.
جمع القرآن في العهد النبوي وفي حديث قتادة قال: (قلت لأنس من جَمَع القرآن على عهد رسولالله صلى الله عليه وسلم، قال: أربعة كلهم من الأنصار: أُبي بن كعب، ومعاذ، وزيد بن ثابت، ورجل من الأنصار، يُكنى أبا زيد). متفق عليه . ومن الصحابيات اللاتي جمعن القرآن أم ورقة رضي الله عنها، وكان النبي صلى الله عليه وسلم قد أمرها أن تؤمَّ أهل دارها. والحديث في ”مسند أحمد“ .
كتابة القرآن في العهد النبوي أمر النبي بكتابة القرآن، بعد أن حفظه هو وأصحابه في الصدور، ونَهى في بداية الأمرعن كتابة غير القرآن ؛ حتى لا يلتبس به:عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:[لاَ تَكْتُبُوا عَنِّي شَيْئًا إِلاَّ الْقُرْآنَ فَمَنْ كَتَبَ عَنِّي شَيْئًا غَيْرَ الْقُرْآنِ فَلْيَمْحُهُ] رواه مسلم . قال النووي : وكان النهي عن كتابة الحديث حينخيف اختلاطه بالقرآن ، فلمَّا أُمن ذلك أذن في الكتابة ، وقيل: إنَّما نَهى عن كتابة الحديث مع القرآن في صحيفة واحدة ؛ لئلا يختلط فيشتبه على القارئ في صحيفة واحدة . وزاد الحافظابن حجروجهًا أن النهي خاص بوقتنزول القرآن خشية التباسه بغيره .
كتابة القرآن في العهد النبوي كتابة القرآن في العهد النبوي وكان صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم يستعملون فيكتابة القرآن ما تيسر لهم وما توفر في بيئتهم من أدوات لذلك، فكانوا يستعملون الجلود والعظام و الألواحوالحجارة ونحوها، كأدوات للكتابة، فعنالبراءرضي الله عنه قال: لما نزلت {لا يستوي القاعدون من المؤمنين}قال النبي صلى الله عليه وسلم: [ادعُ ليزيداً، وليجئ باللوح والدواة والكتف]، ثم قال [إكتب]رواهالبخاري. وفي حديثزيدعندما أمرهأبو بكررضي الله عنه بجمع القرآن قال: ( فتتبعتُ القرآن أجمعه من العسب واللخاف والأضلاع والأقتاب) رواهالبخاري. والعسب: جريد النخيل. واللخاف: صفائح الحجارة. والأقتاب: الخشب الذي يوضع على ظهر البعير .هذه الآثار وغيرها تدلنا على عظيم بلاء الصحابة رضي الله عنهم في كتابة القرآن، وما تحملوه من المشاق لتدوينه والحفاظ عليه. وبقي القرآن مكتوباً على هذه الأشياء محفوظاً عند النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه، ولم يجمع في صحف أو مصاحف في عهده صلى الله عليه وسلم.
كتابة القرآن في العهد النبوي قالالقسطلاني: وقد كان القرآن كله مكتوباً في عهده صلى الله عليه وسلم، غيرمجموع في موضع واحد، ولا مرتب السور، وقُبض رسول الله صلى الله عليه وسلم وحال كتابة القرآن على ما ذكرنا .ولسائل أن يسأل: لماذا لم يَجمع النبي صلى الله عليه وسلم القرآن في مصحفواحد كما فعل أبو بكر وعثمان فيما بعد؟ وقد أجاب العلماء أن مرد ذلك كان لاعتبارات عدة منها ما يأتي : - أنه لم يوجد من دواعي كتابته مجموعاً في مصحف واحد مثل ما وجد على عهد أبي بكروعثمانرضي الله عنهما . - أن النبي صلى الله عليه وسلم كان بصدد أن ينزل عليه من الوحي ما قد يكون ناسخاً لبعض آيات القرآن . - أن القرآن لم ينزل جملة واحدة بل نزل مفرقاً، ولم يكن ترتيب الآيات والسور على ترتيب النزول، ولو جُمِعَ القرآن في مصحف واحد وقتئذ لكان عرضة لتغير المصاحف كلها كلما نزلت آية أو سورة .
ترتيب الآيات كان جبريل ينزل بالآيات على رسول الله ، ويرشده إلى السورة التي هي منها، ويرشده أيضًا إلى موضعها من تلك السورة. وكان النبي بعد ذلك يأمر كتبة الوحي بكتابتها، وإدراجها في الموضع الذي أرشده إليه جبريل. عَنِ ابْنِ الزُّبَيْرِ قَالَ:(قُلْتُ لِعُثْمَانَ هَذِهِ الآيَةُ الَّتِي فِي الْبَقَرَةِ { وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنْكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجًا ..}إِلَى قَوْلِهِ: {غَيْرَ إِخْرَاجٍ }قَدْ نَسَخَتْهَا الأُخْرَى فَلِمَ تَكْتُبُهَا؟ قَالَ: تَدَعُهَا، يَا ابْنَ أَخِي لا أُغَيِّرُ شَيْئًا مِنْهُ مِنْ مَكَانِهِ). فهذا حديثٌ صريحٌ في أن إثبات هذه الآية في مكانِها مع نسخها توقيفي، لا يستطيع أحدٌ أن يتصرَّف فيه، لأنه لا مجال للرأي في مثلهفعن عُثْمَانَ بن عَفَّانَ، قال: (كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم مِمَّا تَنَزَّلُ عَلَيْهِ الآيَاتُ فَيَدْعُو بَعْضَ مَنْ كَانَ يَكْتُبُ لَهُ، وَيَقُولُ لَهُ: ضَعْ هَذِهِ الآيَةَ فِي السُّورَةِ الَّتِي يُذْكَرُ فِيهَا كَذَا وَكَذَا).وروى أبو صالح عن ابن عباس في سورة الأنعام، قال: هي مكية، نزلت جُملة واحدة، نزلت ليلاً، وكتبوها من ليلتهم.
ترتيب السور وعلى ذلك فإن الإجماعمنعقد على أن ترتيب الآيات في السورة كان بتوقيف من النبي صلى الله عليه وسلم، وأنه لا مجال للرأي والاجتهاد فيه، ولم يُعلم مخالف لذلك، أما ترتيب السور، فالقولالأرجح عند أهل العلم أن النبي صلى الله عليه وسلمفوَّض أمره إلى أمته من بعده،يعني أن ترتيب السور فعله الصحابة رضي الله عنهم. عن حديث ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ:(قُلْتُ لِعُثمَانَ: مَا حَمَلَكُمْ عَلَى أَنْ عَمَدْتُمْ إِلَى سُورَةِ الأَنْفَالِ وَهِيَ مِنَ الْمَثَانِي، وَإِلَى سُورَةِ بَرَاءةٌ وَهِيَ مِنَ الْمِئِينَ فَقَرَنْتُمْ بَيْنَهُمَا، وَلَمْ تَكْتُبُوا بَيْنَهُمَا سَطْرَ بِسْم اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ فَوَضَعْتُمُوهَا فِي السَّبْعِ الطِّوَالِ، فَمَا حَمَلَكُمْ عَلَى ذَلِكَ؟ قَالَ: وَكَانَتْ سُورَةُ الأَنْفَالِ مِنْ أَوَائِلِ مَا نَزَلَ بِالْمَدِينَةِ، وَكَانَتْ سُورَةُ بَرَاءةٌ مِنْ أَوَاخِرِ مَا أُنْزِلَ مِنَ الْقُرْآنِ، قَالَ: فَكَانَتْ قِصَّتُهَا شَبِيهًا بِقِصَّتِهَا، فَظَنَنَّا أَنَّهَا مِنْهَا، وَقُبِضَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَلَمْ يُبَيِّنْ لَنَا أَنَّهَا مِنْهَا، فَمِنْ أَجْلِ ذَلِكَ قَرَنْتُ بَيْنَهُمَا، وَلَمْ أَكْتُبْ بَيْنَهُمَا سَطْرَ بِسْم اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، وَوَضَعْتُهَا فِي السَّبْعِ الطِّوَالِ).
ترتيب السور قال شيخ الإسلام ابن تيمية: ترتيب السور بالاجتهاد لا بالنص في قول جمهور العلماء من الحنابلة والمالكية والشافعية فيجوز قراءة هذه قبل هذه، وكذا في الكتابةوأما ترتيب الآيات فهو منزل منصوص عليه، فلم يكن لهم أن يقدموا آية على آية في الرسم كما قدموا سورة على سورة؛ لأن ترتيب الآيات مأمور به نصاً. وبعد، فهذا جملة القول في مسألة جمع القرآن في عهده صلى الله عليه وسلم، ومنه يتبيَّن أن القرآن قد دُوِّن في عهده صلى الله عليه وسلم، وفي ذلك ردٌّ على من زعم أن القرآن لم يدون في عهده صلى الله عليه وسلم.
العرضة الأخيرة على جبريل كان جبريل عليه السلام في رمضان من كل عام يعارضالرسول صلى الله عليه وسلم (يستعرضه ما أقرأه إياه) ، بما سبقوتم نزوله من سور وآيات القرآن حسب الترتيب الذي بينه له، حتى إذا كان رمضان الأخير في حياة النبي صلى الله عليه وسلم عارضه جبريل به مرتين سورة سورة وآية آية، وهذا ما يسمُّى بالعرضة الأخيرة، ثم أُثبت في المصاحف على هذا التأليف، وهو الموجود اليوم في أيدي المسلمين. وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: كَانَ يَعْرِضُ عَلَى النَّبِيِّ الْقُرْآنَ كُلَّ عَامٍ مَرَّةً فَعَرَضَ عَلَيْهِ مَرَّتَيْنِ فِي الْعَامِ الَّذِي قُبِضَ فِيهِ .وعَنْ عائشةَ في حديث وفاة النبيأنَّ فَاطِمَةَ قَالَتْ: إِنَّهُ أَسَرَّ إِلَيَّ فَقَالَ: [إِنَّ جِبْرِيلَ كَانَ يُعَارِضُنِي بِالْقُرْآنِ فِي كُلِّ عَامٍ مَرَّةً، وَإِنَّهُ عَارَضَنِي بِهِ الْعَامَ مَرَّتَيْنِ، وَلاَ أُرَاهُ إِلاَّ قَدْ حَضَرَ أَجَلِي ]. وقد ورد من الروايات ما يدل على أن من الصحابة من حضر تلك العرضة كزيد بن ثابت، وعبد الله بن مسعود وغيرهم.
العرضة الأخيرة على جبريل قال أبو عبد الرحمن السلمي :قرأ زيد بن ثابتً على رَسُول اللهِ في العام الذي توفَّاه الله فيه مرتين، وإنَّما سمِّيَت هذه القراءة قراءة زيد بن ثابت؛ لأنه كتبها لرَسُول اللهِ ، وقرأها عليه وشهد العرضة الأخيرة، وكان يقرئ الناس بِها حتى مات، ولذلك اعتمده أبو بكر وعمر في جمعه، وولاه عثمان كتبة المصاحف . وعن محمد بن سيرين عن كَثِير بن أفلَحَ قال: لَمَّا أراد عثمان أن يكتب المصاحف جمع له اثني عشر رجلاً من قريش والأنصار، فيهم أُبَيُّ بن كعبٍ وزيد بن ثابت، قال: فبعثوا إلى الرَّبعَةِ التي في بيت عُمَرَ، فجِيء بِها، قال: وكان عثمانُ يتعاهدهم، فكانوا إذا تدارءوا في شيء أخَّروه، قال محمد: فقلت لكَثِيرٍ -وكان فيهم فيمن يكتب: هل تدرون لم كانوا يُؤَخِّرونه؟ قال: لا، قال محمد: فظننت أنَّهم إنَّما كانوا يُؤَخِّرونه لينظروا أحدثهم عهدًا بالعرضة الآخرة، فيكتبونَها على قوله. وهكذا فقد كانت هذه العرضة عمدة هذه الأمة في معرفة القرآن، إذ إنَّها قد جمعت ما ثبتت تلاوته من الكتاب الحكيم، وأخرجت ما ثبت نسخه.
الْقُرْآنَ أُنْزِلَ عَلَى سَبْعَةِ أَحْرُفٍ بين الله تعالى أنه أنزل القرآن الكريم بلغة العرب، ولغة العرب مختلفة اللهجات، بحيث يوجد في كل لهجة بعض الكلمات التي لا يفهمها ولا يعرفها أهل اللغة الأخرى، فسهل الله تعالى على الأمة بإنزال القرآن على سبعة أحرف. ففي الصحيحين عنابن عباسرضي الله عنهما، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (أقرأني جبريل على حرف فراجعته، فلم أزل أستزيده ويزيدني حتى انتهى إلى سبعة أحرف)قالابن حجرفي الفتح: ونقلأبو شامةعن بعض الشيوخ أنه قال: أنزل القرآن أولاً بلسان قريش، ومن جاورهم من العرب الفصحاء، ثم أبيح للعرب أن يقرؤوه بلغاتهم التي جرت عادتهم باستعمالها على اختلافهم في الألفاظ والإعراب، ولم يكلف أحد منهم الانتقال من لغته إلى لغة أخرى للمشقة، كل ذلك مناتفاق المعنى.
الْقُرْآنَ أُنْزِلَ عَلَى سَبْعَةِ أَحْرُفٍ جاء فى في سنن أبي داودعن حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال:[سمعت هشام بن حكيم بن حزام يقرأ سورة الفرقان على غير ما اقرؤها وكان رسول الله صلىالله عليه وسلم أقرأنيها فكدت أن أعجل عليه ثم أمهلته حتى انصرف ثم لببته بردائه فجئت به رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت يا رسول الله إني سمعت هذا يقرأ سورة الفرقان على غير ما أقرأتنيها فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم اقرأ فقرأ القراءة التي سمعته يقرأ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم هكذا أنزلت ثم قال لي اقرأ فقرأت فقال هكذا أنزلت ثم قال إن هذا القرآن أنزل على سبعة أحرف فاقرؤوا ما تيسر منه] قال الشيخ الألباني : صحيح . وقالابن حجرأيضاًموضحاً ذلك: إن الإباحة المذكورة لم تقع بالتشهي -أي أن كل أحد يغير الكلمة بمرادفها في لغته- بل المراعى في ذلك السماع من النبي صلى الله عليه وسلم.
القراءات إن الأحرف السبعة المذكورة في الحديث، ليست هي القراءات السبع المشهورة الآن.فالقراءات هي: اختلاف ألفاظ الوحي المذكور في كتابة الحروف أو كيفيتها من: تخفيف، وتثقيل وغيرها. وتعدد القراءات كان بوحي من الله لحكمة،لا عن تحريف وتبديل .فإن جماعة من التابعين وأتباع التابعين كرسوا حياتهم، ووهبوا أعمارهم، على قراءة القرآن وإقرائه، وعنوا العناية التامة بضبط ألفاظه، وتجويد كلماته، لذلك نسبت القراءة إليهم فقيل: قراءة فلان كذا وكذا، فنسبة القراءة إليهم نسبة ملازمة ودوام لا نسبة اختراع وابتداع.والقراء الذين تواترت قراءاتهم وتلقتها الأمة بالقبول هم عشرة ، ولكل منهم راويانهما أشهر من روى عنه. وأشهرهم : - قراءة نافع المدني، وأشهر من روى عنه، قالون و ورش . قراءة عاصم الكوفي، وأشهر من روى عنه شعبة و حفص . ولنضرب أمثله على ذلك لنبين الفرق بين روايتي ورش وحفص :
(تابع) القراءات المثال الأول : قال تعالى:(في قلوبهم مرض فزادهم الله مرضاً ولهم عذاب أليم بما كانوا يَكذِبون).[ سورة البقرة : 10]. قرأ حفص ( يَكذبون) بفتح الياء وسكون الكاف وكسر الذال.وقرأ ورش (يُكَذِّبُون) ؟ بضم الياء وفتح الكافوتشديد الذال المكسورة. المثال الثانى : في المدّ: في قول الله تعالى: (مالك يوم الدين)، قرأها حفصٌ بإثبات المدِّ (مالك)، وقرأها ورش (ملك) بدون مدّ. المثال الثالث : في النون الساكنة: مثل قول الله تعالى: (ن * والقلم وما يسطرون) قرأها ورشٌ عند الوصل بإظهار النون، وقرأها حفصٌ عند الوصل بالإدغام. وإن القراءات مبنيَّة على التلقي والرواية، لا على الرأي والاجتهاد، وإن جميع القراءات التي وصلت إلينا بطريق صحيح، متواتر أو مشهور، منزَّلة من عند الله تعالى، وموحي بها إلى النبي صلى الله عليه وسلم، لذلك وجدنا أهل العلم يحذرون من أخذ القرآن من غير طريق التلقي والسماع والمشافهة .
المراجع • http://saaid.net/book/open.php?cat=2&book=717 • http://www.ibnothaimeen.com/all/books/article_16982.shtml • http://www.al-eman.com/Islamlib/viewchp.asp?BID=156&CID=8#s4 • مجموع فتاوى ابن تيمية :المجلد الثالث عشر ( ( 276 من 645 ) ) • http://www.islamweb.net/ver2/Fatwa/FatwaCategory.php?lang=A&CatId=368 • http://tafsir.org/books/open.php?cat=90&book=766 • موقع الشيخ حسين يعقوب http://www.yaqob.com/site/docs/articles_view.php?a_id=78&cat_id=4 • (جمع القــــــــرآن الكـــــــــريـمحفظـاً وكتابـةً) أ . د. علي بن سليمان العبيـد الأستاذ بقسم القرآن وعلومه بكلية أصول الدينجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلاميةhttp://tafsir.org/books/open.php?cat=90&book=764 gannatdonya@gmail.com