Download
1 / 10
E N D
إن في حياة المسلم بعض المناسبات التي عليه أن يتفاعل معها إيجابيا و يمكن تحقيقه بتغيير نمط حياته و كسر روتينها المعتاد بما صلح من القول و العمل , و من هذه المناسبات السنوية – الأيام العشر من ذي الحجة – لما فيها من فرص التقرب إلى الله تعالى و تزويد النفس البشرية بالغذاء الروحي الذي يعين المؤمن على مواجهة الحياة . فلنشارك أخواتي الحجاج الكرام في تلبيتهم و استجابتهم لربهم لما فيها من معان عظيمة أولاها: لبيك اللهم لبيك أي أنا مقيم يا رب على طاعتك ، ألازمهاو لا أبرح عنها . و لنستشعر أهمية هاته الاستجابة بخضوعنا لله و تجرد أرواحنا من كل أمر سوى رضا الله في الدنياو الجنة يوم نلقاه . العشر المتميزة بسم الله الرحمن الرحيم العشر المتميزة
يقول رسول اللهصلى الله عليه و سلم: " ما من أيام العمل الصالح فيها أحب إلى الله من هذه الأيام( يعني أيام العشر)قالوا : يا رسول الله ، و لا الجهاد في سبيل الله ؟ قال :" و لا الجهاد في سبيل الله إلا رجل خرج بنفسه و ماله فلم يرجع من ذلك بشئ "رواه داود. فلتكن استجابتناسريعة بإقبالنا على أمر الله و إقامتنا على الطاعة دون انقطاع ، لان الاستمرارية في تواصلنا مع خالقنا العظيم من خلال أنواع العبادة و العمل الصالحبكل إخلاص ، تأهلنا لبلوغ الغاية التي نصبو إليها من فوائد و منافع في الدنيا و الفوز بالجنة و النجاة من النار.
فماهي العوامل التي تعيننا على هاته الاستجابة ؟
ما هي المعوقات في طريق هذه الاستجابة ؟ - موت القلب ( بسبب الغفلة، البعد عن الله ، إتباع هوى النفس ، قلة اليقين في الله ...) يقول تعالى: "فإن لم يستجيبوا لك فاعلم أنما يتّبعون أهواءهم"50القصص - القرح أو الابتلاء ( المؤمن لا يضعف أمام الصعوبات و الجراحات بل يتحدّى هذه الظروف و يتمم مسيرته الإيمانية باستجابته لله.) يقول تعالى : "الذين استجابوا لله و الرسول من بعد ما أصابهم القرح "172آل عمران>
التطبيق :تحديد العمل الصالح في هته الأيام : -صيام هذه الأيام أو ما تيسر منها – وبالأخص يومعرفة – ولاشك أن جنس الصيام من أفضل الأعمال وهو مما اصطفاه الله لنفسه ، كما في الحديث القدسي : " الصوم لي وأنا أجزي به ، انه ترك شهوته وطعامه وشرابه من أجلي " وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال : قال رسول اللهصلى الله عليه وسلم : " ما من عبد يصوم يوماً في سبيل الله إلا باعد الله بذلك اليوم وجهه عن النار سبعين خريفاً " متفق عليه . ( أي مسيرة سبعين عاماً ) ، وروى مسلمرحمه الله عن أبي قتادة عن النبيصلى الله عليه وسلم قال: " صيام يوم عرفة أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله والتي بعده "
- الإكثار منذكر اللهسبحانه وتعالىودعائه وتلاوة القرآن الكريم لقوله تبارك و تعالى: "وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ“( سورة الحج : الآية 28). قال : ” قال رسول اللهصلى الله عليه وسلم : " ما من أيام أعظم عند الله ، ولا أحب إليه العمل فيهن من هذه الأيام العشر ، فأكثروا فيهن من التكبير ، والتهليل ، والتحميد“ -كثرةالأعمال الصالحة من نوافل العبادات كالصلاة والصدقة والقراءة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر و مساعدة لمن هوفي حاجة لهته المساعدة: كفرج الكرب على المؤمن أو التيسير عن المعسر أو الستر على المسلم.
يقول رسول اللهصلى الله عليه و سلم : "من نفّس عن مسلم كربة من كرب الدنيا نفّس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة ومن ستر مسلما ستره الله في الدنيا والآخرة ومن يسر على معسر يسر الله عليه في الدنيا والآخرة والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه ومن سلك طريقا يلتمس فيه علما سهل الله له به طريقا إلى الجنة وما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم إلا حفتهم الملائكة ونزلت عليهم السكينة وغشيتهم الرحمة وذكرهم الله فيمن عنده ومن أبطأ به عمله لم يسرع به نسبه"
قال أبو ذر الغفاري: " أوصاني خليلي بسبع : _ أمرني بحب المساكين و الدنو منهم .. _ بأن أنظر إلى ما هو دوني و لا أنظر إلى ما هو أعلى مني .. _ بأن أصل رحمي .. _ أن أقول الحق و لو كان مرا .. _ أن أكثر من لا حول و لا قوة إلا بالله ( الاستشعار بالضعف و الانكسار و الخضوع لله( .. _ أن لا أخشى في الله لومة لائم ( لتحقيق اليقين بالله و أن بيده نفعي و ضري(..“ و بالله التوفيق
و بالله التوفيق و على نبينا الصلاة والسلام لا تبخل علينا بالدعاء جزاك الله خيرا
