1 / 34

الأمن القومي الإسرائيلي

الأمن القومي الإسرائيلي. إعداد/ د. إبراهيم محمود حبيب. المبحث الأول. الإطار السياسي والعسكري للأمن القومي الإسرائيلي.

yan
Download Presentation

الأمن القومي الإسرائيلي

An Image/Link below is provided (as is) to download presentation Download Policy: Content on the Website is provided to you AS IS for your information and personal use and may not be sold / licensed / shared on other websites without getting consent from its author. Content is provided to you AS IS for your information and personal use only. Download presentation by click this link. While downloading, if for some reason you are not able to download a presentation, the publisher may have deleted the file from their server. During download, if you can't get a presentation, the file might be deleted by the publisher.

E N D

Presentation Transcript


  1. الأمن القومي الإسرائيلي إعداد/ د. إبراهيم محمود حبيب

  2. المبحث الأول الإطار السياسي والعسكري للأمن القومي الإسرائيلي

  3. تستلزم الطبيعة الدينية والوظيفية للدولة العبرية: أن يكون الإطار العام للأمن القومي إطاراً أمنياً عسكرياً بالدرجة الأولى, أما الإطار السياسي؛ فهو عملية تكميلية لسد الثغرات المفتوحة في الإطار العسكري، لذلك سنحاول من خلال هذا المبحث التعرف على مفهوم الأمن الإسرائيلي, وما هي مرجعياته ومحدداته ونظريته وأهدافه الإستراتيجية وطرق تحقيقها.

  4. أولاً: تعريف الأمن القومي الإسرائيلي. • يعرف الأمن القومي لأي دولة في العالم: "بأنه قدرة الدولة على الحفاظ على مصالحها, والدفاع عنها؛ ولكن تعريف الأمن القومي الإسرائيلي يكاد يكون شاذاً عن كل تلك المفاهيم, حيث يعرف ديفيد بن جوريون الأمن القومي الإسرائيلي بقوله هو: "الدفاع عن الوجود" • لذلك فإن مفهوم الأمن القومي الإسرائيلي يمتد ليشمل محاولة التأثير على خط التفاعلات الإقليمية, التي تضمن منع أي تحديد لقدرات إسرائيل السياسية والجيوبوليتيكية؛ مما سيجبر الأطراف العربية على القبول بها والتعامل معها على أساس واقعي لا يمكن تغييره. • كما يرى العسكريون الإسرائيليون أن مفهوم الأمن القومي يمتد ليشمل قضية النقاء اليهودي وضمان تدفق المهاجرين اليهود لإسرائيل والارتباط بقوة عظمى.

  5. ثانياً: نظرية الأمن الإسرائيلي. • أراد بن جوريون مؤسس النظرية الأمنية الإسرائيلية عام 1949م؛ الإجابة على سؤال مصيري يواجه تلك الدولة الناشئة يقول: كيف يمكن تحقيق الأمن لشعب قليل العدد يعيش في دولة صغيرة المساحة, محدودة الموارد, محاطة بكثرة عددية معادية؟ • أدركت القيادة الإسرائيلية أن: الإجابة على هذا السؤال ليست سهلة, وأنه يجب التغلب على محوري السؤال الرئيسيين المتمثلين في صغر حجم الدولة, والكثرة المعادية, فتم الاتفاق إلى تحديد ركيزتين أساسيتين لنظرية الأمن الإسرائيلي, اللتين تمثلتا بالأتي: • تجيش الشعب بكامله (كل الشعب هو جيش) • نقل الحرب إلى أرض العدو

  6. ولتثبيت تلك الركائز وضمان فاعليتها, أكد بن جوريون ومردخاي مالكيف (أول رئيس لهيئة الأركان الإسرائيلية) على ضرورة امتلاك المقومات التالية: • بناء جيش قوي يكون بمثابة العمود الفقري للمؤسسة الأمنية. • الحرب القصيرة. • تبني أسلوب الهجوم في القتال. • ضرورة امتلاك قوة ردع والعمل على تطويرها. • توفير المرونة الميدانية وسرعة الحركة في أرض المعركة.

  7. المرجعية الفكرية لنظرية الأمن الإسرائيلي: أولاً: المرجعية الدينية. استطاعت الصهيونية أن تسخر الدين لخدمة أغراضها السياسية, وتمثل ذلك بربط اليهودي وجدانياً بفلسطين, وتكريس مبدأ سيادته على الأمم, على اعتبار أن ذلك وعد إلهي لا بد من تحقيقه، وقد حاولت أن تجعل من حروب إسرائيل, حروب مقدسة؛ لأن الرب هو الذي يقودها, وفي ذلك يقول موشيه جورين حاخام الجيش الإسرائيلي أثناء حرب 1967م: "إن حروب إسرائيل الثلاث مع العرب في سنوات 1948، 1956، 1967م، إنما هي حروب مقدسة إذ دارت أولاها لتحرير إسرائيل, وقامت الثانية لتثبيت أركان الدولة، أما الحرب الثالثة فكانت لتحقيق كلمات أنبياء إسرائيل، ومن أجل تحرير وتثبيت وتحقيق أمن إسرائيل نؤمر بالقتال

  8. تابع ... المرجعية الفكرية لنظرية الأمن الإسرائيلي. تستند المرجعية الدينية من خمسة مصادر أساسية هي: • العهد القديم "التوراة": هناك العديد من النصوص التي يستند عليها من التوراة لربط اليهود بالأرض وحثهم على القتال: مثل "كل موضع تدوسه بطون أقدامكم لكم أعطيته كما كلمت موسى“ أي أن هذا النص يبيح لإسرائيل الحق بأن تتوسع دون قيد أو شرط, لأي أرض تطؤها أقدام جنودها. • التلمود: من النصوص التي وردت في التلمود وترغب وتشجع اليهود للسكن في فلسطين:"الأرض المقدسة هي أعلى من كل الأراضي“ "هواء فلسطين هو الأفضل في الكون، وهو يكفي لجعل الإنسان حكيما“ • فكرة الخلاص والعودة إلى أرض الميعاد: تتلخص هذه الفكرة بإعادة بعث الشعب اليهودي وعودته إلى الأرض التي وعدهم بها الرب مثل ما ورد في التوراة "وقال الرب: لنسلك أُعطي هذه الأرض من نهر مصر إلى النهر الكبير نهر الفرات”

  9. تابع ... المرجعية الفكرية لنظرية الأمن الإسرائيلي. • فكرة السيادة العالمية لليهود: تنبع هذه الفكرة من عقيدة التفوق والتمييز, حيث يعتقد اليهود أنهم شعب الله المختار وأن عليهم قيادة العالم الذي يجب أن يتحول إلى مجموعة من الخدم والعبيد (جويم) ولن يتحقق ذلك؛ إلا بعد العودة إلى أرض الميعاد. • استغلال اللاسامية: استطاعت الحركة الصهيونية أن تستغل موضوع اللاسامية لفرض هيمنتها على العالم, حيث تعتبر العنصر اليهودي هو العنصر السامي فقط, وأن معاداة الغرب لليهود؛ هي معاداة للسامية, وهو ما تحاول إسقاطه على العرب, مع أن العرب ساميون أيضاً.ً

  10. تابع ... المرجعية الفكرية لنظرية الأمن الإسرائيلي. ثانياً: المرجعية التاريخية. • لا يوجد في تاريخ المنطقة العربية ما يعرف باسم التاريخ اليهودي؛ صحيح أن اليهود استوطنوا بعض أجزاء من فلسطين أثناء حكم مملكة داوود وسليمان عليهما السلام, إلا أنهم لم يتركوا تاريخاً أو أثراً حضارياً: لأنهم كانوا عبارة عن قبائل بدوية متحركة لم تعرف المدنية والحضارة. • لذلك كلف بن جوريون مجموعة من المؤرخين اليهود لصياغة ما عرف باسم التاريخ العسكري اليهودي, وقد بذل هؤلاء المؤرخون جهداً كبيراً في ذلك, حيث ربطوا بين معارك العبرانيين في التاريخ القديم وحروب دولة إسرائيل في التاريخ الحديث ليقنعوا أنفسهم قبل غيرهم: أنهم أصحاب مهمة إلهية تخصهم بشرف إتمام رسالة الآباء والأجداد • وفي ذلك يقول بن جوريون "إن كل تاريخ إسرائيل القديم الذي يرويه لنا الكتاب المقدس هو بالدرجة الأولى تاريخ إسرائيل العسكري، لقد حارب اليهود الأوائل الأشوريين والبابليين والمصرين والعمونيين والفرس والإغريق والرومان؛ وحين هزموا على يد فيالق تيتطس بعد معركة يائسة، آثروا أن يقتلوا أنفسهم في ماسادة على أن يستسلموا"

  11. ثالثاً: محددات الأمن القومي الإسرائيلي. • ضيق رقعة الأرض وصغر حجم الدولة: • قلة عدد السكان ووجود أقليات معادية: • بعد إسرائيل عن أصدقائها: • إحاطتها بدول معادية وغير قابلة لوجودها: • هشاشة الاقتصاد القومي والاعتماد على المساعدات الخارجية:

  12. رابعاً: إستراتيجية الأمن القومي الإسرائيلي: الاهداف الاستراتيجية. • تجزئة الدول العربية وبلقنة الوطن العربي • تمكين الدولة اليهودية النقية من التكامل • تحويل إسرائيل إلى قلعة صناعية ودولة خدمات سياحية. • ربط الاقتصاد العربي بالاقتصاد الإسرائيلي من منطلق السيطرة ومبدأ التبعية • تجزئة دول المنطقة غير العربية • تحويل القدس إلى عاصمة عالمية مصرفية وصناعية.

  13. ومن أجل تحقيق الأهداف القومية المشار إليها أنفاً؛ كان لابد لمخططي السياسة الإسرائيلية من رسم الإستراتيجية التي تحققها, وهو ما تم بالفعل, فقد وضعت تلك الخطة على مستويين: المستوى الأعلى أطلق عليه اسم (الخطة الإستراتيجية الكبرى), أما المستوى الثاني فأطلق عليه اسم (الخطة الإستراتيجية لمعالجة مشاكل الأمن الجاري) وهي التي تطبق حالياً على الساحة الفلسطينية. وللعلم فإن المدة الزمنية لهذه الخطط تمتد من خمس إلى عشر سنوات تجدد بعد تقييمها.

  14. الخطة الإستراتيجية الكبرى: • مخطط بلقنة المنطقة: يهدف هذا المخطط إلى تقسيم المقسم وتجزئ المجزأ إلى دويلات قزميه صغيرة مبنية على أسس دينية مذهبية وعرقية؛ وذلك من خلال استغلال المشاكل الداخلية التي تعاني منها بعض الدول العربية التي تعيش فيها أقليات عرقية أو دينية أو قومية وتعزيز النزعة الانفصالية لدى هذه الأقليات, حيث أدت هذه السياسية في كثير من الأحيان إلى اندلاع حروب أهلية, وهو ما حث في أكثر من مكان. • تسعى إسرائيل من خلال هذا المخطط تحقيق هدفين أساسيين: الأول: يتمثل في أضعاف المحيط العربي وتفتيت قواه وتشتيتها حتى تستمر السيطرة الإقليمية والتفوق النوعي والاستراتيجي لها. الثاني: يتمثل في ضرورة إطفاء الشرعية الدولية على الدولة العبرية بحيث لا تبقى وحدها دولة دينية يشار إليها كعنصر شاذ في المنطقة؛ بل ستصبح دولاً كثيرة في المنطقة على هذا الأساس وهو ما سيساعد وبشكل كبير على تحقيق أحد أهم الأهداف القومية العليا المتمثل في تمكين الدولة اليهودية النقية من التكامل. • مخطط شد الأطراف: يهدف هذا المخطط إلى شد انتباه القلب العربي عن صراعه الحقيقي معها إلى مناطق الأطراف العربية ويتمثل ذلك في إدخال دول الأطراف العربية في صراعات إقليمية مع دول الجوار الإقليمي غير العربية، وقد طبق هذا المخطط عملياً,ً واتضحت ملامحه في الحرب العراقية الإيرانية, والتحالف مع تركيا في الشمال, ومع ارتريا وإثيوبيا ودول حوض النيل في الجنوب الأفريقي. • مخطط تكثيف الاستيطان: يستهدف هذا المخطط تكريس الواقع الاستيطاني في الأراضي الفلسطينية المتمثل في إيجاد تركيز للعنصر اليهودي لمنع إقامة دولة فلسطينية قابلة للحياة, واستخدام هؤلاء المستوطنين في عملية تبادل سكاني قد يتم الاتفاق عليها مع الفلسطينيين, لإنهاء حق العودة, وترحيل مليون ونصف المليون فلسطيني الباقون على أرضهم منذ عام 1948م إلى الدولة الفلسطينية العتيدة, ولتحقيق يهودية الدولة كما تطالب حالياً.

  15. الخطة الإستراتيجية لمعالجة مشكلات الأمن الجاري • تسير إسرائيل وفق هذه الخطة علي محوريين أساسيين: • المحور الأول: يتمثل في الدخول في عملية مفاوضات مستمرة في إطار ما يعرف بعملية السلام دون تحقيق نتائج فعلية على الأرض يمكن أن تفضي إلي أقامة سلام مع العرب والفلسطينيين, وتحاول إطالة أمد المفاوضات من خلال الدخول في التفاصيل والابتعاد عن القضايا الجوهرية, وربط أي اتفاق باختبار نوايا الطرف العربي, والتركيز الأساسي في عملية المفاوضات على الحلول المرحلية فقط.

  16. الخطة الإستراتيجية لمعالجة مشكلات الأمن الجاري • المحور الثاني: يتمثل في فرض الوقائع على الأرض من خلال تكريس الاستيطان كما ورد سابقاً، وتهويد القدس وترحيل الفلسطينيين منها، وحصر سكان الضفة الغربية في معازل، والاستيلاء على الثروات الطبيعية والاستمرار في العمل الدءوب لبناء الهيكل مكان المسجد الأقصى, وبالتالي يشكل المحوريين المذكورين إستراتيجية السياسة الخارجية والدفاعية لإسرائيل

  17. وفي منهجية تعاملها مع العرب في إطار عملية السلام, والتي تحددت ثوابتها باللاءات العشر التالية: • لا للانسحاب الكامل إلى حدود 1967م. • لا لتقسيم القدس. • لا لسيادة عربية كاملة على جبل الهيكل (المسجد الأقصى) • لا لدولة فلسطينية ذات استقلال كامل. • لا لإيقاف عمليات الاستيطان أو تفكيك المستوطنات الأمنية الرئيسية. • لا لعودة اللاجئين الفلسطينيين. • لا لتحالف استراتيجي عربي يضم بعض أو كل دول المواجهة والعمق العربي. • لا لامتلاك أي دولة عربية برنامج نووي. • لا لأي خلل في الميزان العسكري القائم حالياً بين العرب وإسرائيل. • لا لحرمان إسرائيل من مطالبها المائية في الأنهار العربية

  18. المبحث الثاني إسرائيل والمنظومة الإقليمية

  19. يقول أرئيل شارون إن الأمن القومي الإسرائيلي يمتد من جاكرتا إلى المحيط الأطلسي أي أن كل العالم الإسلامي أينما تواجد فإنه يشكل تحدياً للأمن القومي الإسرائيلي. • لذلك تتعامل إسرائيل مع المنظومة الإقليمية من خلال نظريتها الأمنية كمحيط معادي، لا يمكن أن تأمنه؛ وهو ما يؤكده هنري كسينجر بقوله: إن السياسة الإسرائيلية لا تمتلك سياسة خارجية. • وبناءاً على ذلك قامت برسم خريطة إستراتيجية لسياستها الخارجية لمواجهة هذه المنظومة لاستيعابها مع فرض حالة من التخلف والفقر عليها لضمان استمرار التفوق الإسرائيلي النوعي في كل المجالات، مما يحقق الأمن والاستقرار لها, وقد شملت هذه المنظومة كل الدول العربية والإسلامية, ومناطق نفوذها على اعتبار أنها مصدر للتهديد.

  20. تقوم الإستراتيجية الإسرائيلية على تقسيم المنظومة الإقليمية إلى ست دوائر رئيسية: أولاً: دائرة وادي النيل • تضم هذه الدائرة كلاً من مصر والسودان ودول منابع نهر النيل، وتتصدر هذه الدائرة مصر. • تنظر إسرائيل إلى مصر باعتبارها القوة الأكبر بين الدول العربية القادرة على مواجهتها؛ بسبب ما تمتلكه من مصادر القوة الذاتية من ثقل سكاني, وعلمي, وتاريخي, وجيوبوليتكي؛ فعلى مر العصور, لم تستطع أي قوة احتلال غازية للشرق الأدنى السيطرة عليه إلا من خلال السيطرة على مصر أولاً, ومن هذا المنطلق بنيت إستراتيجية المواجهة مع مصر, لتحافظ على التفوق النوعي الإسرائيلي, وإشغال مصر في مشاكل داخلية وأمنية واقتصادية الخ, ولن يتم ذلك إلا من خلال إضعاف الدولة المصرية وإرباكها وخلق مؤثرات ضاغطة عليها من الداخل, وفي مناطق النفوذ والمصالح، لصرف توجهاتها القومية بعيداً عن خط حدودها.

  21. ثانياً: دائرة الشام تضم هذه الدائرة كلاً من سوريا ولبنان والأردن إضافة إلى العراق, وترى الإستراتيجية الإسرائيلية أن سوريا هي من يتصدر هذه الدائرة، بعد أن كان العراق ينافسها قبل غزوه عام 2003م، فسبق لإسرائيل أن اعتبرت العراق مصدر الخطر الأكبر إلى أن تم تدمير قوته واحتلاله على يد الولايات المتحدة, وقد اعترف الرئيس الأمريكي السابق جورج دبليو بوش في مقابلة إذاعية له مع إحدى القنوات الأمريكية: أن غزوه للعراق كان لتحقيق هدفين هما: حماية إسرائيل، والاستيلاء على النفط. تنظر إسرائيل لدول هذه الدائرة بكثير من الأهمية كونها تشكل خط التماس المباشر معها حيث يبلغ طول خط الحدود مع دولها أكثر من خمسمائة كيلو متر. مما يعرض عمقها الإستراتيجي الهش للتهديد المباشر.

  22. ثالثاً: دائرة الخليج. • تضم تلك الدائرة دول الخليج الست إضافة إلى اليمن، تتصدر السعودية هذه الدائرة بلا منازع, وذلك لقوتها العسكرية والاقتصادية والسكانية والإستراتيجية، وهذا لا يعني أن لا أهمية لباقي الدول بل على العكس، فإسرائيل لم تستطع أن تحدث اختراقه في علاقاتها مع السعودية، ولكنها استطاعت أن تفعل ذلك مع كل من قطر، وعمان، حيث أنشأت مكاتب لرعاية المصالح المشتركة.

  23. رابعاً: الدائرة المغربية • تضم هذه الدائرة كلاً من ليبيا وتونس والجزائر والمغرب وموريتانيا وتنظر إسرائيل إلى المغرب والجزائر بصفتهما الدولتين اللتين تتنافسان على زعامة هذه الدائرة. • بشكلٍ عام لا ترى إسرائيل في دول هذه الدائرة خطراً إستراتيجياً عليها كون تلك الدول تبتعد عنها بالآلف الكيلو مترات، إضافة إلى تخلفها التكنولوجي والعلمي، وضعفها السياسي والاقتصادي، إضافة إلى الاهتمام الأوروبي الواضح بهذه المنطقة كونها تشكل الحديقة الخلفية ومناطق نفوذه, وهذا لا يعني أن إسرائيل لا تتحرك في تلك الدول بل على العكس فإن بصمتها واضحة وفي أكثر من موضع، وخصوصاً في الأحداث الدامية في الجزائر, ومحاولتها إذكاء النعرات الطائفية بين العرب والبربر في أكثر من مرة.

  24. خامساً: الدائرة الإفريقية • على الرغم من أن أفريقيا كانت قارة مجهولة بالنسبة للعاملين في الخارجية الإسرائيلية في خمسينيات القرن الماضي, إلا أن التفكير الاستراتيجي تجاه هذه القارة كان موجوداً وأخذ يتعزز بقوة خصوصاً بعد نيل العديد من دول هذه القارة الاستقلال, مما أعطاها أهمية كبيرة في الأمم المتحدة نتيجة لكثرتها العددية. • لقد كان الإدراك الإسرائيلي لأهمية القارة السمراء محدداً بطبيعة الصراع العربي الإسرائيلي, والتطلع للاستفادة من الدور الإفريقي في هذا المجال الذي كانت تسيطر عليه مصر بامتياز حتى توقيع اتفاقية كامب ديفيد مع إسرائيل عام 1979م. • تتصدر جنوب أفريقيا هذه الدائرة, على اعتبار أن عدداً كبيراً من اليهود يعيش فيها, إضافة إلى العلاقة الوثيقة التي كانت تربطها بنظام التميز العنصري.

  25. سادساً: الدائرة الإسلامية • تضم هذه الدائرة مجموعة الدول الإسلامية المؤثرة وتحدد إسرائيل خطورة دول هذه الدائرة بحسب قوتها العسكرية النووية, حيث تصدرت باكستان هذه الدائرة بعد امتلاكها القنبلة النووية, وهو ما اعتبرته إسرائيل تهديداً لأمنها القومي؛ على اعتبار أن القنبلة النووية الباكستانية هي قنبلة إسلامية. • تحاول إسرائيل إقامة علاقات دبلوماسية مع كل الدول الإسلامية؛ لتلافي خطرها, ومثال ذلك توغلها في دول أسيا الوسطى (كازاخستان, أوزباكستان) عقب انهيار الاتحاد السوفيتي السابق, كما أنها تسعى لتحقيق ذلك مع اندونيسيا وماليزيا أيضاً.

  26. المـبحــث الـثالــث تحديات الأمن الإسرائيلي

  27. كثيرة هي التحديات التي تواجهه إسرائيل بسبب نشأتها غير الطبيعية, ودورها كدولة وظيفية للمشروع الغربي في المنطقة العربية, لذلك سنحاول تسليط الضوء على أهم ثلاث أخطار رئيسية, ومثلها ثانوية على المستويين الخارجي والداخلي.

  28. التحديات الخارجية أولاً: التحديات الرئيسية: يحدد جهاز الاستخبارات العسكرية ”أمان“ التحديات الرئيسية الخارجية التي تواجه الأمن القومي الإسرائيلي في ثلاث مصادر رئيسية: • المشروع النووي الإيراني. • حكم حماس في غزة. • الانسحاب الأمريكي من العراق.

  29. التحديات الخارجية ثانياً: التحديات الثانوية. • تأثر العلاقة الإستراتيجية مع الولايات المتحدة الأمريكية. • خطورة تغير بعض الأنظمة الحاكمة في الدول العربية المؤثرة. • تزايد نسبة العداء الأوروبي لليهود

  30. التحديات الداخلية أولاً: التحديات الرئيسية يرى الإسرائيليين أن أهم ثلاث تحديات رئيسية تواجه الأمن القومي الإسرائيلي على المستوى الداخلي: 1. الخطر الديمغرافي الفلسطيني. 2. تفكك المجتمع الإسرائيلي (التفرقة العنصرية وازدياد التميز الطبقي والاثني) 3. التركز السكاني في منطقة تل أبيب.

  31. التحديات الداخلية ثانياً: التحديات الثانوية. كثيرة هي التحديات الثانوية التي تواجهه الأمن القومي الإسرائيلي, والتي يمكن استعراض أهم ثلاثة منها بما يلي: 1. ازدياد ظاهرة التطرف الديني . • عسكرة التعليم: تغلغل المفاهيم العسكرية في التعليم المدني الإسرائيلي, لدرجة وصلت إلى رياض الأطفال, ويحاول القائمين على التعليم في إسرائيل الذين ينتمي أغلبهم إلى اليمين الصهيوني المتطرف إلى تعميق الانتماء الديني لدى أبناء الشبيبة الإسرائيلية بشتى الوسائل. • انهيار اليسار الإسرائيلي, وجنوحه نحو اليمين في أفكاره ومبادئه بحيث لم يصبح بينه وبين اليمين فروق تذكر, وهذا ما أكدته نتائج الانتخابات الأخيرة. • انتشار المدارس الدينية للتيار الصهيوني المتطرف في الجيش والتحاق خريجيها في الوحدات القتالية الخاصة التي تسهل الوصول إلى قيادة الجيش وتبوء المناصب الرفيعة فيه. • التحريض المستمر ضد العرب والفلسطينيين والحث على قتلهم من خلال فتاوى دينية لكبار الحاخامات في إسرائيل.

  32. التحديات الداخلية 2. الانهيار الأخلاقي للدولة. يرصد كبار المفكرين ورجال الدولة أهم ظواهر انهيار المنظومة في النقاط التالية: • قرار الوكالة اليهودية بالتوقف عن محاولة إقناع اليهود في أرجاء العالم بالهجرة إلى إسرائيل، لأن مخاطر العيش في إسرائيل أكبر من مخاطر القوى اللاسامية في الشتات. • تزايد مظاهر انفضاض اليهود عن إسرائيل، حيث تشير نتائج دراسة أجريت في أوساط اليهود الأمريكيين أن 70% منهم لم يزوروا إسرائيل ولا يعتزمون زيارتها؛ بينما عبر50% منهم عن عدم اهتمامه لزوال إسرائيل. • انهيار التماسك الأسري اليهودي وازدياد ظاهرة الزواج المختلط. فقد أظهر تقرير خاص جنوح اليهود في العالم إلى الزواج المختلط؛ إذ بين التقرير أن أعلي نسبة للزواج المختلط موجودة في روسيا وأكرانيا حيث بلغت 80%, وفي ألمانيا وهنجاريا 60%, وفي الولايات المتحدة 54%, بينما في إسرائيل لم تتجاوز النسبة 5%. • تزايد نسبة الهجرة العكسية من إسرائيل إلى الخارج, حيث وصل عدد الإسرائيليين الذين يعيشون في الخارج إلى 750 ألفشخص. يقول روفي ريفلين رئيس الكنيست السابق: لقد تغلغل اليأس في نفوس الإسرائيليين من مستقبل كيانهم، والذي يعبر عنه سعي أعداد متزايدة من الإسرائيليين للحصول على جوازات سفر أوروبية لاستخدامها في الفرار من الدولة عند الحاجة. معتبراً أن هذا السلوك لم يكن يصدر عن هؤلاء الإسرائيليين لولا الشعور المتأصل في نفوسهم بأن الدولة في طريقها للتفكك والزوال. • يقول إيرز ايشل مدير مدرسة " إعداد القادة " في تل أبيب: إن أحد مصادر هدم منظومة القيم يتمثل في حقيقة أن قادة الدولة لم يعودوا مثالاً يقتدى به للشباب الإسرائيلي. ويؤكد أنه في الوقت الذي يصرح قادة الدولة مهددين بشن مزيد من الحروب، إلا أنهم يستثون أبنائهم من تحمل عبء هذه الحروب.

  33. التحديات الداخلية 3. الفساد السياسي. تعاني إسرائيل من سلسلة فضائح تحيط بزعمائها في قضايا فساد وسلوكيات غير أخلاقية, وتتمثل هذه القضايا في الاختلاس, والتلاعب بالمال العام, والواسطة والمحسوبية, والفضائح الجنسية. ولقد طالت هذه القضايا أعلى هرم السلطة بدءاً من رئيس الدولة ورئيس والوزراء, مروراً بأعضاء كنيست, وقضاة خانوا الأمانة, حاخامات قاموا بأعمال مشينة, ورئيس هيئة الأركان وقائد عام الشرطة المتهمين بالتقصير, وإنتهاءاً بسلطات الضريبة والموظفين الصغار في كل المجالات. أما الخطورة الحقيقية لفساد النظام السياسي فتكمن في الحالة الناتجة عن تشظي هذا النظام إلى أحزاب اثنيه صغيرة تعمل وفق مصالحها الخاصة, بعيداً عن المصلحة الإسرائيلية العليا. وقد أدت هذه الظاهرة إلى زعزعة الثقة الشعبية بهذا النظام المتآكل، الغير قادر على تجسيد السياسة التي يقرها, وعجزه عن محاربة الفقر والبطالة. ويعتقد علماء الاجتماع والسياسة والإستراتيجية في إسرائيل: أن مشكلة الفساد السياسي نابعة من أزمة القيادة التي تعيشها إسرائيل أصلاً, ووجود أشخاص غير مؤهلين في أعلى هرم السلطة يفتقدون إلى الرؤية الإستراتيجية, والتمسك بالروح التوراتية التي أقيمت عليها الدولة العبرية.

  34. تمت بحمد الله

More Related