أطباء السودان ووزارتهم قصة مدينتين

1. أطباء السودان ووزارتهمقصة مدينتين لجنة أطباء السودان المكتب الإعلامي

2. بعض أعضاء لجنة أطباء السودان

3. نقابة الأطباء: منشأ الأزمة • كانت مشاكل الأطباء عبر تاريخ حكم السودان تُحل عبر جسمهم المشروع-نقابة الأطباء والتي يتم تكوينها بالانتخاب لا بالتعيين!! • بعد انقلاب يونيو حزيران عام 1989م انحاز الأطباءُ للديمقراطية ولم يُرحبوا بالحكومة الجديدة فوقعت الواقعة!! • في نوفمبر 1989م وبعد إضراب الأطباء الشهير بقيادة ب. مأمون محمد حسين, حُلّت النقابة-تبعًا لقانون حل النقابات-وحُكم على النقيب الباسل مأمون محمد حسين بالإعدام وكاد يُنفّذ. ولولا عنايةُ الله بتدخّل المجتمع الدولي لكانت باقعةً مالها من سابقة!!

4. الشهيد الحي : ب: مأمون محمد حسين آخر نقيب شرعي للأطباء

5. نقابة الأطباء: منشأ الأزمة • في صيف 1990م وفيي أبريل نيسان اعتقل جهازُ الأمن الطبيب علي فضل في طريقه من مستشفى الشعب إلى الخرطوم وتحت التعذيب فاضت روحه الطاهرة بعد خمسين يوما وأظهر التشريح العدلي وجود كسور بالجمجمة, وصعق كهربائي, ونزيف بالمخ...كما كتبه خبير التشريح العدلي آنذاك د. عبد المطلب ياسين..بعد خيبة البروفيسور بشير إبراهيم مختار كندرة –يعمل حاليا استاذ علم الأمراض بكلية الطب –جامعة الخرطوم-وشهادته الكاذبة أن سبب الوفاة هو نوبة ملاريا دماغية!!

6. الشهيد علي فضل: رحمة الله عليه

7. الأطباء: وسنوات الإنقاذ العجاف • وبعد إزالة جسم الأطباء الشرعي الحامي لحقوقهم, خلا الجو للإنقاذ وتعقبت الأطباء فصلاً, وتنكيلاً, وتشريدًا عبر آليات مختلفة: - تحولت وزارة الصحة من وزارة خدمية لوزارة استخباراتية صرفة,تستدعي الأجهزة الأمنية لقمع منسوبيها وحل مشاكلها. - وفقا لهذه السياسة قامت الوزارة باستحداث وظائف جديدة مثل الأمين العام, وعدد كبير من المدراء والمساعدين للمستشفى الواحدة حتى يعرف كل شاردة وواردة

8. الأطباء: وسنوات الإنقاذ العجاف • التفنن في قهر الأطباء وإذلالهم في سلسلة من الإجراءات تبدأ من بوابة المستشفى-طاقم أمني- حتى رجوعهم إلى الميز • غصب ميز أطباء الخرطوم قبالة شارع القيادة العامة ومنحه لوزارة الصناعة والتي هي الأخرى منحته لوزارة الاستثمار الخارجي!! وكان المسوغ أن الأطباء يشكلون خطرًا قرب مبنى مجلس الوزراء!!! علماً بأن مبنى مجلس الوزراء هو الآخر كان ملكًا للأطباء فتهاوت أملاكهم تباعًا • تكررت تحرشات مماثلة بميز أطباء أمدرمان ولولا تبعية الأرض للكنيسة المجاورة لنُبذ أطباء أمدرمان بالعراء وهم كظيمون!!

9. بعيد منتصف التسعينات وفي صيف عام 1996م هبّ بعض الأطباء لنصرة إخوانهم بعد اعتداء طاقم الأمن في بوابة م. الخرطوم على الأطباء فحدث الإضراب الشهير وكان من نتاجه فصل بعض الأطباء الشجعان لوقفتهم الباسلة مثل م. ميرغنيسنهوري, وم. أحمد التيجاني الطاهر • وبعدها أحكمت الأجهزة القمعية سطوتها على كل أطباء السودان بطشًا وتنكيلا وتشريدًا فامتلأت بهم المنافي البعيدة, بعد أن زالت تلك الأيام السعيدة

10. بوارق النصر • في مقتبل الألفية الجديدة أبت فتيةٌ من الأطباء إلا أن يعلو صوتُ رفضها لهذا الواقع المعيب..وتكونت لجنةُ صغار الأطباء-وهم كبارٌ بفعالهم-وبعد سنتين ونيف من الجهد المتصل وإعادة نسيج الأطباء انقدحت شرارة النصر وتدافعت جموع الأطباء يفيئون لهذا الظل وتحققت بعضُ مكاسب مهمة من هذه اللجنة من مضاعفة المرتب بشكله الحالي, وظلت بقية مطالبهم بتحسين بيئة العمل ومجانية العلاج حبيسة أدراج الوزارة بسبب إجبارهم على حل اللجنة تحت التهديد ..أما المكسب الأهم فهو استفاقتهم لنيل حقوقهم...وكان الخسران الكبير باستشهاد مقرّر اللجنة د. إيهاب طه في حادث إطلاق نار–لم تظهر تفاصيله حتى الآن-في طريق زالنجي

11. الشهيد إيهاب طه-رحمة الله عليك

12. وعاد الفارس من جديد • كان صيف عام 2009م شديد السخونة يغلي بوصول أوضاع الأطباء لدركٍ ماله من قرار حيث تردت أوضاعُ الصحة ومناخها لأسوء حال كان ذلك كافيًا لميلاد جسم فتيّ النشأة هو لجنة نوّاب الاختصاصيين وفي نجيلة مجلس التخصصات الطبية انتخبت رئيسها د.أحمد الأبوابي لتبدأ بعدها رياحُ تغيير هبّت من جديد لتوقظ مارد الأطباء من سباته بعد سنين لعبْنَ بنا شيبًا وشيّبننا مُرْدا

13. تقدّمت لجنةُ النواب بمقترح تحسين شروط خدمة الأطباء وجميع العاملين بالحقل الصحي للسيد رئيس الجمهورية بتاريخ يناير 2010م تندرجُ تحتها مطالبُ تتعلّق بالمرضى وتوفير لوازم علاجهم وتحسين مناخ العمل بالمستشفيات, وتحتها مطالب بترقية الأداء والمعيار المهني والأكاديمي و مطالب بتحسين الأجور باستشارة خبراء الأجور في ديوان شؤون الخدمة, وما يستحقه الأطباء دون إخلال بالهيكل الوظيفي العام وما لا يستحقونه لاعتبارات مقبولة.. • ورفعت المذكرة للسيد الرئيس.. ومع توجيهه بحل قضايا الأطباء...لم يسفر صُبحها بعد

14. ملحمة مسجد السيد علي ببحري

15. وبعد إهمالٍ معتاد من وزارة الصحة, ووضع المذكرة أدراج الإهمال, تمّ الاستجابةُ لها بعكسها فازدادت الأوضاع سوءًا من نفرٍ لا يتنفسون إلا في الأزمات... • السابع من فبراير شباط 2010م ونظرًا لتقاطر جموع الأطباء من كل الفئات ومباركتهم للجنة تم تسميتها للجنة إضراب أطباء السودان كآلية لتنفيذ إضراب الأطباء بعد تعذّر تكوين لجنة أطباء السودان بعد إعلان الجهاد عليها من منسوبي المؤتمر الوطني واتحاد أطباء السودان!!وتخريب الجمعية العمومية • بعد سلسلةٍ من الإضرابات في شهر فبراير شباط 2010م تلاه إضراب مارس آذار والذي دام سبعة عشر يوماً تخللته مفاوضات مملة هنا وهناك...وكانت أشهرهما لجنة ب. فضيل, ولجنة ب. غندور وفيهما نقاط أذيعت على رؤوس الأشهاد تم بموجبهما رفع الإضراب في باحة ميز الخرطوم وفي حشدٍ يقارب ملعب الكامب نو!! وبحضور جميع الأطراف وبضمانة اتحاد أطباء السودان

16. رفع إضراب مارس 2010م

17. وكالمعتاد..نقضت الحكومة عرى الاتفاقات عروةً عروة, وتعقبت الأطباء المضربين بالفصل والتشريد, وضربت بكل الاتفاقية عرض الحائط • وبعد الإعلان عن انعقاد الجمعية العمومية في يوم الأربعاء بالميز في الثاني من يونيو حزيران..استبقت الجهات الأمنية الحدث فاعتقلت عضوي اللجنة د. ولاء الدين إبراهيم العبيد, ود. الهادي بخيت النور في وقت الظهيرة ومن أمام الميز-إطلق سراح الأول بعد ساعات, وأعيد اعتقال الثاني, تلاه اعتقال قائد المسيرة د. أحمد الأبوابي • ومع إصرار الأطباء لعقد جمعيتهم العمومية في الميز وساحة م. الخرطوم ومجلس التخصصات وقعت قوات الشرطة والأمن ضربًا وكسرا وإراقةً للدماء

18. وقدم الأطباء يومذاك-رفقةَ أشبالهم من طلبة الطب-ملحمةً تاريخية في الفداء والتضحية..ستبقى في تاريخُ الكفاح المهني لوقتٍ طويل وسيحتفظ بها احتفاظ الشحيح بماله.. • وفي سعارٍ محموم تواصلت الاعتقالات هنا وهناك واضيف إلى ركب المعتقلين د.أشرف حماد, ومحمود خير الله, وعبد العزيز علي جامع وأحمد عبد الله خلف الله • لم يفت ذلك في عضد الكتيبة البيضاء (البلانكو) فاستلم الراية أسودٌ بواسل • في 14 يونيو 2010م أعلن عن رفع الإضراب بناءً على اتفاقية بين اللجنة والجمعية الطبية على أن يرفع الإضراب تزامنا مع إطلاق سراح المعتقلين وتنفيذ جميع الاتفاقات السابقة والموقعة,مع التزام الجمعية الطبية بالوقوف مع الأطباء حال حدوث خروقات • التزمت اللجنة بما عليها..لم يتم إطلاق سراح المعتقلين ولم تلتزم الجمعية الطبية بالوقوف مع خيار الأطباء فتواصل الإضراب

19. وبعد أطولِ إضرابٍ يشهده تاريخُ البلاد –ثلاثة أسابيع-تم رفعُ الإضراب المشروط بعد إطلاق سراح الأطباء والاتفاق على تنفيذ جميع الاتفاقيات السابقة بما فيها مذكرة تحسين شروط الخدمة (في مطلع 2011م بالتزام من نائب رئيس الجمهورية تناقلته جميع وسائل الإعلام) في اتفاق أطرافه-الاتحاد, والجمعية الطبية, ولجنة الأطباء في 23-6-2020م بضمانة وزير الصحة الاتحادية ووزير الدولة بالصحة السابقين!!

20. وبعد متابعة دقيقة فور رفع الإضراب الشهير لمعرفة سير الاتفاقيات, لم تبدُ إلا ومضاتٌ فقط على الطريق • في 23 رمضان من نفس العام وفي سياق الاعداد لبرنامج اجتماعي رمضاني وروحي, تم الإعداد له بكلية الطب بجامعة الخرطوم-بعد التنسيق مع العميد الهمام ب. عمار الطاهر وطلاب الطب ذُعرت الأجهزة الأمنية فسارعت باستدعاء رئيس لجنة الأطباء د.أحمد الأبوابي, ونائبه د. عبد العزيز علي جامع لمكاتب جهاز الأمن ببحري, وألغي الإفطار الجماعي...(يحسبون كُلّ صيحةٍ عليهم!! همُ العدوّ فاحذرهم قاتلهم اللهُ أنى يؤفكون)

21. والآن وكما تغنى عندليب السودان (كاد يمضي العام)..وبعد جرد الحساب نوجز القضية في نقطتين: 1- وزارةٌ يقعُ منسوبوها في أربعة إضرابات في شهرين ويقالُ أربعةٌ من مسؤوليها في عام واحد لخليقةٌ أن تتغيّر (إهمال متعمّد, إضرابات , اتفاقيات ممهورة بتواقيع وتوجيهات معلنة من السيد رئيس الجمهورية ثم لا تنفيذ!! 2- واتحادٌ ظلّ يقفُ عائقًا أمام مطالب منسوبيه بعد أن اغتصب دورًا من صميم اختصاص نقابة الأطباء المغيّبة عمدًا

22. مع تحيات: المكتب الإعلامي للجنة أطباء السودان الثاني من أبريل نيسان 2011م