Download
1 / 51
510 likes | 663 Views
الشريعة بين الايمان والأذعان. الاستاذ الدكتور والعالم الجليل والثائر حس جمعة. الشريعة بين الايمان والأذعان.
E N D
الشريعة بين الايمان والأذعان الاستاذ الدكتور والعالم الجليل والثائر حس جمعة
الشريعة بين الايمان والأذعان • يواصل الدكتور الداعية حسن جمعه سلسلة خطبه التى يتناول خلالها الاحداث الراهنة التى تمر بها البلاد منذ انطلاق الثورة المصرية .. وقد خصص خطبة الجمعة الماضية 6 -1-2012 -- التى استهل بها خطبه فى العام الجديد بمسجد المفتاح بالحضرة القبلية بالاسكندرية -- للتعليق على نتائج الانتخابات البرلمانية ، والفتنة التى تتعرض لها الدعوة ، ورؤيته لما تتعرض له الشريعة بين الايمان والاذعان .. فاليكم هذه الخطبة .
الشريعة بين الايمان والأذعان • إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستهديه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا و من سيئات أعمالنا ،إنه من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادى له.. واشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له و أشهد أن محمدا عبده ورسوله ، و صفيه من خلقه و خليله ، بلغ الرسالة و أدّى الأمانة ونصح للأمة وكشف الغمة وجاهد فى الله حتى أتاه اليقين .. فلم يدع خيرًا إلا دلّ أمته عليه ، و لم يدع شرًّا إلا حذر منه ، و نهى عن سلوك الطريق الموصلة إليه ، فجزاه الله عنا خير الجزاء ، و صلى عيه صلاة تملأ أقطار الأرض و السماء ، و سلم تسليمًا كثيرًا ، أما بعد ..
** الدعوة تفتتن ** قال تعالى " الم ، أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ " .. ان الفتنة فى الدعوة سنة ربانية من سنن الله فى كونه ، سنة ربانية لا تتبدل ولا تتغير ولا تتحول ولا تتخلف .. فالدعوة لهذا الدين ليست نزهة مسلية ، ولا هى عرضا قريبا ، ولا هى سفرا قاصدا .. لا .. انما الدعوة هى بناء يشيد لله فى الارض ، ليستظل الناس فى ظله .. ان الدعوة صرح يقام لله فى الارض ، يكون الحكم فيه لله ، ويكون السير فيه على منهجه .. ان الدعوة لهذا الدين ليست نزهة مسلية ، ولا هى ترف يمارس فى اوقات الفراغ .. كلا .. انها زلزلة .
** الدعوة تفتتن ** قال تعالى " أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُواْ الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُم مَّثَلُ الَّذِينَ خَلَوْاْ مِن قَبْلِكُم مَّسَّتْهُمُ الْبَأْسَاء وَالضَّرَّاء وَزُلْزِلُواْ ".. يقول مقاتل فى تفسير قوله تعالى " مَّسَّتْهُمُ الْبَأْسَاء " ..هى الفقر .. فالبأساء اذا هى الفتنة فيما يملك الانسان من مال ومتاع . ويقول ابن عباس فى تفسيره "الضَّرَّاء " .. هى السقم .. فالضراء اذا هى الفتنة فيما يصيب الانسان فى بدنه من آلام و أوجاع وأمراض .
** الدعوة تفتتن ** ويقول ابن كثير فى تفسير قوله تعالى " وَزُلْزِلُواْ ".. قال .. خوفا من الاعداء .. فالزلزلة اذا هى الفتنة النفسية ، وهى اشد انواع الفتن .. هى فتنة الانسان فى نفسه وروحه ، ومشاعره واحاسيسه ، وفى عقيدته و دينه .. ومن ثم يكون التعقيب بعدها " حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللّهِ أَلا إِنَّ نَصْرَ اللّهِ قَرِيبٌ " .
** ابتلاء الدعوة بالخير ** لقد ابتليت الدعوة طوال العقود الماضية بجميع مستويات وانواع الفتن .. ابتليت الدعوة بالبأساء وبالضراء وبالزلزلة ، ابتليت بالسجن والقتل ، ابتليت بالتشرد والتضييق ، ابتليت بالحصار والمنع .. ثم هى ذا تبتلى بالضد من ذلك كله ، وايضا جريا على سنة الله فى كونه وخلقه .. تبتلى الدعوة الأن بالحرية والتمكين ، تبتلى بفك أسرها وتحطيم أغلالها ، تبتلى بالانتشار بين الناس ، وفك الحصار عن دعاتها ..
** ابتلاء الدعوة بالخير ** وهو مصداق قوله تعالى " وَنَبْلُوكُم بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً " . قال ابن كثير فى تفسيره لهذه الآية ..أى نختبركم بالمصائب تارة و بالنعم أخرى لننظر من يشكر ومن يكفر ومن يصبر ومن يقنط . وقال ابن عباس " وَنَبْلُوكُم بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً ".. أى بالشدة والرخاء.
** ابتلاء الدعوة بالخير ** ومن ثم فان كانت الدعوة قد ابتليت بالشر فيما مضى ، فها هى ذا تبتلى الآن بالخير ، ها هى ذا تبتلى الآن بالفوز فى المجالس التشريعية ، ها هى ذا تبتلى الآن بالأغلبية البرلمانية ، ها هى ذا تبتلى الآن بكثرة الاتباع والمؤيدين والمناصريين ، بل ها هى ذا تبتلى الآن بتكالب المتزلفين والمنافقين والمداهنين .
** ابتلاء الدعوة بالخير ** ومن ثم ينطلق معظم الدعاة اليوم فى انحاء مصر من مشرقها لمغربها ، ومن شمالها لجنوبها ، ينطلقون متعرضين لسنة الله فى الابتلاء بالخير .. ينطلقون ولسان حالهم يقول كما قال المسلمون يوم حنين ( لن نغلب اليوم من قلة ) ، فابتلوا بالهزيمة .. وفيهم نزل قوله تعالى " وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنكُمْ شَيْئًا " . ذكر البيضاوى فى تفسيره لهذه الآية .. قال : كان المسلمون اثنى عشر ألفا فقالوا لن نغلب اليوم من قلة ، اعجابا بكثرتهم .. فانهزموا حتى بلغ فلهم مكة .
** اشكالية الخيار الديمقراطى ** ان نذر الفتنة انما تتمثل فى تصور " الاسلاميين " – مع تكرار تحفظنا على هذا الوصف ، والا فمصر كلها اسلاميون – انهم وحدهم " هم " من على دين صحيح ، وسائر الأمة على دين باطل .. وهم وحدهم – دون سائر الخلق – المعتصمون بالايمان ، وغيرهم ليس كذلك .. وهم وحدهم المتمسكون بتعاليم الدين ، وسائر الناس منفلتون منها .. وحسن الظن بالنفس أفة من أخطر آفات القلوب ..ومن ثم فهم يتصورون أنهم وحدهم الساعون لتطبيق شرع الله ، بينما سائر الناس يحاربونه.
** اشكالية الخيار الديمقراطى ** العجيب أننا هللنا لخيار الشعب فيما عرف بغزوة الصناديق ، وقلنا لقد اختار الشعب الاسلام .. ثم هللنا مرة ثانية بعد فوز ( الاسلاميين ) فى الانتخابات البرلمانية ، وقلنا – وللمرة الثانية – لقد اختار الشعب الاسلام . فلماذا اذا نرتاب فى اختيار الشعب حين يتعلق الأمر بتطبيق الشريعة ؟! .
** اشكالية الخيار الديمقراطى ** ومن هنا جاء الشرط العجيب ليستر عوار التحول من النقيض الى النقيض ، ومن الكفر بالديموقراطية الى الايمان بها .. من هنا جاء القبول بالخيار الديمقراطى بشرط المرجعية الاسلامية .. وهو شرط يفترض ابتداءا أن الشعب ان ترك له الخيار فسوف يختار غير حكم الاسلام ، هم يتصورون أن الشعب اذا ترك له الخيار فسوف يختار غير شريعة الله ، وعندها يتم اشهار الشرط فى وجهه .. ومن ثم يتم قهره على حكم الشريعة قهرا ان اختار غيرها .. الامر الذى يتنافى تماما مع التهليل السابق بأن الشعب اختار الاسلام .
** اشكالية الخيار الديمقراطى ** ان اشتراط المرجعية الاسلامية فى الخيار الديمقراطى انما يطرح اشكالين .. الاول هو " تخوين" الشعب ابتداءا ، بمعنى ان الخيار لو ترك له فان هذا الشعب الخائن لدينه ، المتنكر لاسلامه سوف يختار ما يتعارض مع دينه وشريعته ، بل ومع ثقافته وميراث أجداده . الاشكال الثانى أن هذا الطرح يهدم الخيار الديمقراطى من أساسه .
** اشكالية الخيار الديمقراطى ** فالديمقراطية هى خيارالشعب ، فان استثنيت ، أو اشترطت ، فقد جعلت الخيار لك ( لا) للشعب. ومن ثم فالناتج ليست الديمقراطية على الاطلاق .. فالديمقراطية بشرط ، ليست الديمقراطية ، سمها ما شئت غير ذلك .. ولكنها ليست الديمقراطية التى تعارف عليها العالم ، والا فلو عمم هذا التصور .. لأصبح لدينا ديمقراطية أمريكية بمرجعية بروتستانتية مثلا ، و ديمقراطية بريطانية بمرجعية كاثوليكية ، و ديمقراطية هندية بمرجعية هندوسية ، و ديمقراطية يابانية بمرجعية بوذية ...وهكذا . وهو ما لا يقول به أحد .
** اشكالية الخيار الديمقراطى ** ان من يرضى بالخيار الديمقراطى بشرط المرجعية الاسلامية ، فى حق شعب مسلم متدين بفطرته وشديد التمسك بدينه بحكم التاريخ بل والجغرافية ، انما هو بمثابة من تزوج امرأة شريفة عفيفة وشرط عليها ألا تخونه . . ومن هنا يكون الرد الطبيعى من المرأة على هذا الشرط هو التحقير والازدراء بل وطرد هذا الرجل من حياتها بالكلية . ان هذا الشعب العظيم أعرق وأعظم ، بل و أشد ايمانا من ( شيوخه ) الذين جعلوا أنفسهم أوصياء على خياره .
** سلطان القلوب على الضمائر .. منهج ربانى ** ان هذا الدين انما يعول فى المقام الاول على القلب لا على القانون .. ومن ثم يجعل التوبة بديلا عن اقامة الحد .ومن هنا ما ذكره ابن كثير فى تفسيره عن أبى أمامة (رضى الله عنه ) قال : ( ان رجلا أتى النبى صلى الله عليه وسلم ) فقال : يارسول الله أقم فى حد الله – مرة أو اثنتين – فأعرض عنه رسول الله (صلى الله عليه وسلم ) ، ثم أقيمت الصلاة ، فلما فرغ النبى (صلى الله عليه وسلم ) من الصلاة قال : ( أين هذا الرجل القائل أقم فى حد الله ؟ ) قال : أنا ذا .
** سلطان القلوب على الضمائر .. منهج ربانى ** • قال (صلى الله عليه وسلم ) : ( أتممت الوضوء وصليت معنا آنفا ؟ ) قال : نعم ، قال (صلى الله عليه وسلم ): ( فانك من خطيئتك كما ولدتك أمك ولا تعد ) .وأنزل الله على رسول الله (صلى الله عليه وسلم ) قوله تعالى " وَأَقِمِ الصَّلاَةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِّنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ ".ومن هنا تجد التوبة دائما بديلا عن اقامة الحد ، ومن ثم تجد فى القتل الخطأ مثل قوله تعالى : " فَمَن لَّمْ يَجِدْ فَصِيَامُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ تَوْبَةً مِّنَ اللّهِ " .
** سلطان القلوب على الضمائر .. منهج ربانى ** • بل التوبة مسقطة للحد فى حق الذين يحاربون الله ورسوله ، فتجد قوله تعالى فى حقهم " إِلاَّ الَّذِينَ تَابُواْ مِن قَبْلِ أَن تَقْدِرُواْ عَلَيْهِمْ فَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ " .والسارق ان تاب لم تقطع يده ، مالم تصل القضية الى الحاكم أو القضاء .. قال تعالى : " وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُواْ أَيْدِيَهُمَا جَزَاء بِمَا كَسَبَا نَكَالاً مِّنَ اللّهِ وَاللّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ " . ثم يقول " فَمَن تَابَ مِن بَعْدِ ظُلْمِهِ وَأَصْلَحَ فَإِنَّ اللّهَ يَتُوبُ عَلَيْهِ إِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ " .
** سلطان القلوب على الضمائر .. منهج ربانى ** • ان هذا المنهج الربانى يجعل من القلوب سلطانا على الضمائر ، ومن ثم يكفى المتهمة بالزنا كى يدرء عنها الحد .." ويدرؤا عَنْهَا الْعَذَابَ أَنْ تَشْهَدَ أَرْبَعَ شَهَادَاتٍ بِاللَّهِ إِنَّهُ لَمِنَ الْكَاذِبِينَ " .أخرج أبو داود والنسائى بسند قوى عن ابن عباس قال : شرب رجل فسكر فانطلق به الى النبى (صلى الله عليه وسلم ) فلما حاذى دار ابن عباس انفلت فدخل على العباس فالتزمه ( احتمى بالعباس ) ، فذكر ذلك للنبى (صلى الله عليه وسلم ) فضحك ولم يأمر فيه بشىء . وأخرج الطبرى عن ابن عباس قال : غزا النبى (صلى الله عليه وسلم ) تبوك فغشى حجرته من الليل سكران فقال النبى (صلى الله عليه وسلم ) : ليقم اليه رجل فيأخذ بيده حتى يرده الى رحله .
** سلطان القلوب على الضمائر .. منهج ربانى ** • وقال (صلى الله عليه وسلم ) فيما رواه البخارى : فمن أصاب من ذلك شيئا ، يعنى قوله (صلى الله عليه وسلم ) ( لا تسرقوا ولا تزنوا ) ، فستره الله عليه ، ان شاء غفر له وان شاء عذبه . وأخرج أبن أبى شيبة بسند صحيح عن عكرمة أن ابن عباس وعمارا والزبير أخذوا سارقا ، فخلوا سبيله ، فقلت (عكرمة ) لابن عباس : بئسما صنعتم حين خليتم سبيله ، فقال ( أبن عباس ): لا أم لك أما لو كنت أنت لسرك أن يخلى سبيلك .. ومن هنا حديث ابن مسعود فى قصة الذى سرق فأمر النبى (صلى الله عليه وسلم ) بقطعه ، فرأوا منه أسفا عليه .. فقالوا : يا رسول الله فأنك كرهت قطعه ؟ .. فقال (صلى الله عليه وسلم ) : وما يمنعنى ( ما يمنعنى من كراهة اقامة الحد عليه ) لا تكونوا أعوانا للشيطان على أخيكم .. انه ينبغى للامام اذا أنهى اليه حد أن يقيمه ويقول النبى (صلى الله عليه وسلم ) والله عفو يحب العفو .
** سلطان القلوب على الضمائر .. منهج ربانى ** • من هنا قوله (صلى الله عليه وسلم ) فيما صححه الحاكم : ( تعافوا الحدود فيما بينكم ) يعنى ليعف بعضكم عن بعض كى لا تقام الحدود .ومن هنا يقول ابن حجر تعليقا على قصة ماعز ، وهو الذى وقع فى جريمة الزنا ، وذهب الى النبى (صلى الله عليه وسلم ) معترفا مطالبا باقامة الحد عليه .. ( يؤخذ من قضيته أنه يستحب لمن وقع فى مثل قضيته أن يتوب الى الله تعالى ، ويستر نفسه ، ولا يذكر ذلك لأحد .. و أن من اطلع على ذلك يستر عليه ولا يفضحه ، ولا يرفعه الى الامام ) .. ومن هنا ما قاله النبى (صلى الله عليه وسلم ) للرجل الذى أشار على ماعز بالاعتراف .. قال له (صلى الله عليه وسلم ) : ( لو سترته بثوبك كان خيرا لك) .
** الردع بالايمان .. لا بالعقاب ** • انه لابد من بناء النفوس اولا .. لابد وأن يملأ الايمان قلب العبد حتى لا يعود يرى الشريعة قانونا مسلطا على رأسه .. بل يراها كفارة لذنوبه ، ومن ثم يسعى هو بنفسه اليها مطالبا بها ، لا أن تفرض عليه ، فيسعى للتفلت منها والتحايل عليها .. ومن هنا نلاحظ أن حد الرجم على قسوته لم يردع ماعزا ولا الغامدية عن اقتراف الفاحشة .. وهما .. من هما ؟! .. هما صحابيان .ومع ذلك وبالرغم من قسوة الحد ، الا أنهما جاءا الى النبى (صلى الله عليه وسلم ) مصرين وملحين على اقامته عليهما .. المفارقة أن كلا منهما لم يأت للنبى (صلى الله عليه وسلم ) قائلا ( أرجمنى ) بل قال كل منهما للنبى (صلى الله عليه وسلم ) : (طهرنى ) .. فالحد لم يردع ماعز ولا الغامدية بل ردعهما الايمان .
** الردع بالايمان .. لا بالعقاب ** • انه ليس الحد هو الرادع ، وانما هو الايمان الذى يعمر القلب ، والا فالحد ليس مقصودا لذاته .ومن هنا نجد رسول الله (صلى الله عليه وسلم ) يحاول أن يثنى ماعز عن الاعتراف ، ولكنه يصر ، فلما لم يجد رسول الله من أقامة الحد بدا ، أقامه .. ومع ذلك لم يحاول (صلى الله عليه وسلم ) أن يسأل عن الطرف الأخر ، والمفترض أنه مستحق للعقوبة نفسها .. فلا يسأل النبى (صلى الله عليه وسلم ) ماعزا مثلا عن المرأة التى زنا بها ، كما لا يسأل الغامدية عن الرجل الذى زنت معه .
** الردع بالايمان .. لا بالعقاب ** • فالاسلام لا يهدف الى ايقاع العقوبة ، بقدر ما يهدف الى بث الايمان .. فمهما اقترف العبد من المعاصى ، ثم تاب بينه وبين ربه .. فان توبته هذه تعفيه من الاعتراف ، ومن ثم تعفيه من العقاب ، بل هى الكفيلة بتحويل سيئاته الى حسنات.. ومن هنا قوله تعالى " إِلَّا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُوْلَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ " .ومن هنا نجد أن كلمة التوبة باشتقاقاتها قد وردت فى القرآن فى سبعة وثمانين موضعا ، بينما لم ترد كلمة شريعة باشتقاقاتها الا فى ثلاثة مواضع فقط ، وفى سورتين من القرآن ، الشورى والجاثية .. فى الشورى " شَرَعَ لَكُم مِّنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحًا " .. وفيها أيضا " أَمْ لَهُمْ شُرَكَاء شَرَعُوا لَهُم مِّنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَن بِهِ اللَّهُ " .. وفى الجاثية " ثُمَّ جَعَلْنَاكَ عَلَى شَرِيعَةٍ مِّنَ الْأَمْرِ فَاتَّبِعْهَا " .
** الردع بالايمان .. لا بالعقاب ** • المفارقة أن السورتين مكيتان ، حيث لم يكن التشريع قد نزل بعد .. ومن ثم فحتى كلمة شريعة فى السورتين جاءت بمعنى الايمان الذى فى القلوب وليس بمعنى القوانين المنظمة لحياة الناس .
** المجتمع المنشود ** • انك لوسألت أى مرشح اسلامى يسعى لدخول مجلس الشعب من أجل تطبيق سرع الله كما يقول .. لو سألته : ما هى صورة المجتمع المسلم المثالى ، المحكوم بشرع الله ، فى نظرك وتصورك ؟ .لو سألته : ما هى صورة المثلى – فى تصورك لهذا المجتمع المسلم ؟ ، الصورة التى تحب أن تراها ماثلة أمامك على ارض الواقع ؟ .
** المجتمع المنشود ** • لو سألته .. لأجابك .. أحب أن أرى النساء جميعا ملتزمات ( بالزى الاسلامى ) والممثل فى الجلباب السابغ الفضفاض والخالى من الزينة ... أحب أن أرى فصلا تاما بين الرجال والنساء فى أماكن العمل ، وقاعات الدرس ، والمواصلات العامة ، والشواطىء ، والمحلات والاسواق والمولات ... أحب أن لا أرى اختلاطا بين الذكور والاناث فى جميع مراحل التعليم بدءا من الروضة وحتى المرحلة الجامعية ... أحب أن أرى المناهج الدراسية وقد خلت من كل ما يخالف شرع الله ، فلا يدرس أبناؤنا تاريخ الفراعنة مثلا ، ولا نظرية النشؤ والارتقاء لداروين ... أحب أن أرى مناهج دراسية تقوم على تنشئة أجيال تعرف دينها معرفة صحيحة ...
** المجتمع المنشود ** • أحب للمدارس أن تخرج أجيالا تعرف العقيدة معرفة صحيحة ، فضلا عن المامها بكافة علوم الشريعة من فقه وأصول وحديث ولغة وسيرة ، الى أخر العلوم الشرعية ... أحب أن أرى دور اللهو كلها وقد أغلقت أبوابها ، من دور للسينما وقاعات للمسارح ، والملاهى والمراقص ، وحفلات الغناء ومهرجانات الافلام ... أحب أن أرى جميع المساجد التى بها قبور وقد سويت بالأرض ... أحب أن أقضى تماما على ما يسمى بموالد الأولياء بما فيها من بدع شركية ، واختلاط ماجن ، ولهو فاجر ... أحب أن أرى حدود الله وقد طبقت ، وخضعت لها رقاب العلمانيين والليبراليين ... أحب أن أرى الزناة يرجمون أمام الملأ فى الساحات ، والقتلة تضرب أعناقهم ، واللصوص يقطعون ، وشراب الخمر يجلدون
** المجتمع المنشود ** • أحب أن تحطم جميع التماثيل فى الميادين والمتاحف والمعابد الفرعونية ... أحب ألا أرى صليبا فى عنق مسيحى ، وأن لا أسمع جرسا لكنيسة ، و أن لا أصادف فى طريقى قسا بملابس كهنوتية ، ويا حبذا لو هدمنا الكنائس كلها وقمنا بتهجير النصارى ... أحب أن يكون الجهاز الاعلامى اسلاميا صرفا ، فلا يسمح لعلمانى بالحديث أو لليبرالى بالظهور فى التلفاز ...
** المجتمع المنشود ** • أحب أن لا يصرح لجريدة ليبرالية أو علمانية بالصدور ... أحب أن يمنع كل صاحب بدعة من اعتلاء منبر ، أو القاء درس فى مسجد ... ثم يقول لك بعد ذلك كله ... أحب أن أرى وزارة للأمر بالمعروف والنهى عن المنكر ، تقوم على مراقبة التزام المجتمع بكل ما سبق ، وزارة كل مهمتها أن تتتبع أماكن اللهو فتقوم باغلاقها ، وتتتبع الخارجين على الشرع فتأخذ على أيديهم ... وليس لى وراء ذلك كله من مطلب أخر !!!.
** النموذج السعودى ** • نقول لهذا المسلم الغيور على دينه ، حسنا ...ان هذا المجتمع الاسلامى النموذجى المثالى الذى تنشده ، بل وتحلم به .. موجود بالفعل على أرض الواقع ، بل هو على بعد خطوات منا!! .. واقصد به المملكة العربية السعودية.و أزيد على ما قلته أنه محظور على المرأة هناك أن تخرج بغير محرم ، حتى ولو كانت ستقود سيارتها بنفسها ، والمناهج الدراسية فى السعودية وحتى على مستوى المدارس الابتدائية كفيلة بتخريج لا أقول علماء بل أولياء ، فضلا عن أنه لا يوجد بها مكان واحد للهو ، كذلك لا يوجد بها معبد ولا كنيسة ولا دير .. فهل المجتمع السعودى هو المجتمع المنشود ؟!.
** النموذج السعودى ** • ان المملكة السعودية – كما هو معروف – هى أكبر حليف للولايات المتحدة الأمريكية فى المنطقة ، وهى الدولة الضامنة لسلامة وأمن الدولة الصهيونية ، وهى الدولة التى لم تطلق رصاصة واحدة ولم تشارك فى أى معركة خاضتها الدول العربية ضد الكيان الصهيونى على مدى تاريخ الصراع العربى الاسرائيلى .بل عندما تجرأ الملك فيصل وقام بوقف تصدير النفط للولايات المتحدة أثناء حرب اكتوبر عام ثلاثة وسبعين احتجاجا على تدخلها المباشر الى جانب دولة اسرائيل .. عندما فعلها الملك فيصل .. قام السعوديون أنفسهم بقتله !.
** النموذج السعودى ** • هذا على مستوى الخارج ، أما على مستوى الداخل .. فيكفى فقط أن نقول ان مسارح وملاهى ودور السينما فى مصر لا يعمرها فى مواسم الأجازات الا السعوديون خاصة والخليجيون عامة .. فما أن يحل موسم الأجازات الصيفى حتى ينزح السعوديون والخليجيون – القادر منهم بطبيعة الحال – ينزحون من بلادهم الى مصر وغيرها ، متحررين من أعباء الشريعة ، منفلتين من قيودها ، منعتقين من أغلالها .. الى حيث ملاهى مصر ومراقصها ، ولهوها و غناؤها ومسارحها ، ودور السينما فيها ... بل ان المرأة الخليجية – وهو معروف أيضا – ما أن تصعد الطائرة حتى تسارع بخلع جلبابها كاشفة عن مفاتنها ، متحررة من شريعة ربها !.
** النموذج السعودى ** • ناهيك عما يحدث داخل البيت السعودى من فساد وانحدار أخلاقى ، مما لا أود الخوض فيه ، فهو معروف للكافة .. يكفى أن اقول ان الكثير من المصريين العاملين فى السعودية لا يخافون شيئا قدر خوفهم من اصطحاب صبيانهم معهم !! .. ناهيك عما يتعرض له العاملون فى السعودية من ظلم وعسف واضطهاد، ناهيك عن معاملتهم معاملة الخدم والعبيد .ناهيك كذلك عن أموال البترول المنهوبة من قبل حكامها ، فالسعودية هى أكبر دولة منهوبة على مستوى العالم كله !!.
** النموذج السعودى ** • فضلا عن أن الحدود لا تطبق الا على رعايا الدول الأجنبية من غير السعوديون سواء العرب والأسيويين والأفارقة .. ول تطبق على الأمراء و الأشراف الا ان وقعت المظالم بينهم ، كما أنها لا تطبق على كل أبيض البشرة أزرق العينين .لذا فالسعودية من أشد دول العالم عنصرية .. ومن هنا فأحكام الشريعة لم تهذب أخلاق السعوديين ، فضلا عن أن تردعهم عن معاصيهم .
** الشريعة مرتبطة بالعقيدة ** • أين يقع الخلل اذا ؟.ان الخلل انما يكمن فى أن المشرع السعودى لم يضع فى اعتباره أن المجتمع المسلم ليس قوانين تسن ، انما هو نفوس تربى .ومن هنا وبعدما كان العامل الأعظم فى تفعيل الشريعة هو الايمان بها .. فانه تحول فى النهاية الى الاذعان لها ، وما أعظم الفارق بين حلاوة الايمان ومرارة الاذعان .ففقدت أحكام الشريعة فى السعودية قداستها ودفأها وتحولت الى مظاهر وطقوس ومراسم فاقدة الروح ، منزوعة الدفء ، ثلجية الأداء .
** الشريعة مرتبطة بالعقيدة ** • من هنا نقول ان أية دولة تريد تطبيق الشريعة دون ارادة حقيقية من شعبها ..ستفقد الشريعة روحها وطابعها الايمانى ، وتصبح مجرد مجموعة قوانين من قوانين الدولة .. يسعى الناس للتنصل منها ويتحايلون على مخالفتها .انه مالم تكن هناك عقيدة ، فلن تكون هناك شريعة .انما مجموعة من القوانين فاقدة الحرارة ، فاقدة التأثير ، يسعى الجميع للتنصل منها ، بل وسهل مخالفتها .. مهما كان وازع السلطان ، والا فهل منع ضرب الرقاب فى السعودية الانحلال الأخلاقى فيها ؟!.
** الشريعة مرتبطة بالعقيدة ** • لذا نقول للذين يتمسكون بقول عثمان ( رضى الله عنه ) : ان الله يزع بالسلطان مالا يزع بالقرآن .. نقول لهم ان وازع السلطان سوف ينهار سريعا ، ما لم يبن على أساس متين من وازع القرآن .كان رسول الله (صلى الله عليه وسلم ) يعول فى تطبيق قوانين الشريعة على وازع الدين ، لا على التخويف من العقوبة .. فيقول (صلى الله عليه وسلم ) فيما صح عنه : لا يزنى الزانى حين يزنى وهو مؤمن ، ولا يشرب الخمر حين يشرب وهو مؤمن ، ولا يسرق حين يسرق وهو مؤمن ، ولا ينتهب نهبة يرفع الناس اليه فيها أبصارهم حين ينتهبها وهو مؤمن .
** الشريعة مرتبطة بالعقيدة ** • مع الاسف الشديد فان الخطاب الاسلامى فى الفترة الاخيرة يعمل على تعظيم أمر الشريعة .. حتى طغى الاحساس بتعظيم الشريعة على العقيدة ذاتها ... فما عاد أحد الأن يعول عليها فى اصلاح المجتمع .. ومن هنا بات الجميع منتظرا عصا المجلس التشريعى السحرية والتى سيضرب بها الحجر فتنبثق منه عيون العسل واللبن والخير والرخاء .
**صراع المذاهب ** • اننا ان اردنا تطبيق الشريعة ، فلابد للحاكمأن يعتمد مذهبا فقهيا واحدا من المذاهب الأربعة المشهورة .. والا فمحاولة صياغة قوانين تشريعية توافقية منتقاة من المذاهب الأربعة ؛ الحنفية والمالكية و الشافعية والحنبلية ؛ سوف تواجه صعوبة شديدة ، بل قد تبؤ بالفشل فى نهاية الأمر.. ذلك أن الاختلاف بين المذاهب اختلاف أصول .. بمعنى أن الاختلاف بينها يعود الى قواعد الوصول الى الحكم فى كل منها .. ومن هنا فاختلاف تلك الأصول يحول دون صهر المذاهب فى بوتقة واحدة .
**صراع المذاهب ** • سيجد الحاكم المسلم نفسه أمام معضلة حقيقية يصعب حلها ، الا بفرض مذهب واحد على الأمة كلها .ز وهو ما اضطرت اليه دولة الخلافة العثمانية ، حين فرضت المذهب الحنفى على جميع الدول الخاضعة لسلطانها.ولأن كثيرا من الناس لم يتخلصوا بعد من التعصب للمذاهب – خاصة المذهب الحنبلى – لذا تجد الكثير من الناس يرفضون أحكام الشريعة المطبقة الأن فى مصر فيما يخص قوانين الأحوال الشخصية مثلا .. ولذا قل من يقبل أن تزوج المرأة نفسها بدون اذن وليها ، طبقا للمذهب الحنفى الذى يجيز ذلك .. بل ويراه البعض زنا صريحا .
**صراع المذاهب ** • فأى مذهب فقهى سيتم تفعيله ونحن لم نتخلص بعد من آثار التعصب للمذاهب الفقهية .. بل نحن لم نتخلص بعد من آثارالتعصب للجماعات الدعوية .. و تأمل الصراع الدائر الأن فى الدوائر الانتخابية بين مختلف الفصائل الاسلامية ، ترى التنابذ بالألقاب ، بل والتنابذ بالألفاظ ، بل فى بعض الأحيان التنابذ بالشوم والعصى ، بل فى بعض الدوائر الانتخابية بالآلى والرشاش .
**صراع المذاهب ** • لم نتخلص بعد من أثار التعصب لا للجماعات ، بل للشيوخ أنفسهم .. فالساحة الاسلامية الآن تعج بمئات الشيوخ .. وكل شيخ له منهجه ، وتصوره ، وأتباعه المتعصبون له ، بل المقدسون لذاته .فأى قوانين تشريعية تلك التى سيتوافق عليها الجميع ؟!. ومن ذا الذى سيقبل بتفعيل حكم شرعى يتعارض مع آراء شيخه وتوجهاته ؟!.. ولا أقول جماعته وحزبه ، بل لا أقول قناعاته ومذهبه ، ومن ثم فقبل المطالبة بتطبيق الشريعة .. يجب علينا أن نطالب أولا بنبذ التعصب للمذهب ، وللجماعة ، وللشيخ ، بل و للهوى أيضا .
** ان لم يطلبها الناس فلن تصلح حال المجتمع ** • ان هذا الدين يقوم على دعامتين اثنتين هما العقيدة والشريعة ..العقيدة هى الأصل والشريعة فرع منها .. العقيدة تقوم على الايمان بالله وملائكته ورسله وكتبه واليوم الآخر ، والجنة والنار .. الى آخر أصول العقيدة .. أما الشريعة فهى القوانين المنظمة لحياة الناس .ومما يدل على أن العقيدة هى الأصل أنها لا تتغير أبدا ، ولا تختلف من نبى الى نبى أو من رسول الى رسول ، بينما الشريعة تختلف وتتغير بل وتنسخ .
** ان لم يطلبها الناس فلن تصلح حال المجتمع ** • قال تعالى " شَرَعَ لَكُم مِّنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ ". من هنا نرى ان معظم أنبياء الله ورسله انما جاءوا بالعقيدة فقط .. دون أن تنزل عليهم شريعة منظمة لحياة الناس ، بل ترك أمر الشريعة للناس ينظمونه وفق المصلحة التى يرونها .. ومن هنا ظل الاسلام قائما فى مكة ثلاثة عشر عاما دون شريعة منظمة لحياة الناس ، ومع ذلك كان الدين كاملا غير منقوص .
** ان لم يطلبها الناس فلن تصلح حال المجتمع ** • أما قوله تعالى " الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ " .. فليس معناها أن الدين فى مكة كان ناقصا .. بل معناها كما قال القرطبى فى تفسيره" الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ " ..قال : أى أعلمتكم برضاى به لكم دينا . ومن هنا كان الدين الذى جاء به رسل الله وانبياءه كاملا غيرمنقوص رغم عدم تضمنه قوانين منظمة ، بل كان كاملا رغم أن بعضهم لم يستطع أن يقيم الشريعة التى انزلها الله اليه فى قومه .. ذلك لأن اقوامهم لم يكونوا مؤهلين بعد لقبول شرع الله فيهم . فها هو صالح عليه السلام ينهى قومه عن ذبيحة محرمة فيخالفون أمره " فَعَقَرُواْ النَّاقَةَ وَعَتَوْاْ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِمْ " .
** ان لم يطلبها الناس فلن تصلح حال المجتمع ** • ولوطا ينهى قومه عن علاقة جنسية غير مشروعة ومن ثم " وَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلاَّ أَن قَالُواْ أَخْرِجُوهُم مِّن قَرْيَتِكُمْ إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ ".وشعيب –عليه السلام – ينهى قومه عن مجرد تطفيف الكيل والميزان فيكون ردهم " لَنُخْرِجَنَّكَ يَا شُعَيْبُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ مَعَكَ مِن قَرْيَتِنَا ".بل ان يوسف –عليه السلام – رغم تمكين الله له فى مصر الا أنه لم يستطع أن يفرض شريعة يعقوب واسحاق وابراهيم على أهلها، ومن ثم يقول مؤمن آل فرعون " وَلَقَدْ جَاءكُمْ يُوسُفُ مِن قَبْلُ بِالْبَيِّنَاتِ فَمَا زِلْتُمْ فِي شَكٍّ مِّمَّا جَاءكُم بِهِ ".
** ان لم يطلبها الناس فلن تصلح حال المجتمع ** • لا تستطيع قوة حتى و ان كانوا رسل الله المؤيدين من السماء أن تقيم شرع الله فى قوم رغما عنهم مالم يبلغ بهم الايمان حد المطالبة به بأنفسهم . لذلك كان شرط الديمقراطية بمرجعية اسلامية شرطا فاقدا للاعتبار .. فقد روى الامام أحمد عن أبى ميسرة أن عمر أبن الخطاب (رضى الله عنه ) .. لما نزل تحريم الخمر قال : اللهم بين لنا فى الخمر بيانا شافيا ، فنزلت " يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ "
** ان لم يطلبها الناس فلن تصلح حال المجتمع ** • .. فدعى عمر فقرئت عليه ، فقال اللهم بين لنا فى الخمر بيانا شافيا ، فنزلت " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَقْرَبُواْ الصَّلاَةَ وَأَنتُمْ سُكَارَى " .. فدعى عمر فقرئت عليه ، فقال اللهم بين لنا فى الخمر بيانا شافيا ، فنزلت " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالأَنصَابُ وَالأَزْلاَمُ رِجْسٌ مِّنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ * إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاء فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَن ذِكْرِ اللّهِ وَعَنِ الصَّلاَةِ فَهَلْ أَنتُم مُّنتَهُونَ " .. فقال عمر انتهينا انتهينا .
