1 / 26

الحقائق و الأباطيل في موقعة صفّين

الحقائق و الأباطيل في موقعة صفّين. إعداد جنات عبد العزيز دنيا. أخرج البخاري عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( لا تقوم الساعة حتى يقتتل فئتان فيكون بينهما مقتلة عظيمة دعواهما واحدة ) . صحيح البخاري مع الفتح (12/316) . قال ابن حجر في الفتح (13/92) : و المراد بالفئتين

rachel
Download Presentation

الحقائق و الأباطيل في موقعة صفّين

An Image/Link below is provided (as is) to download presentation Download Policy: Content on the Website is provided to you AS IS for your information and personal use and may not be sold / licensed / shared on other websites without getting consent from its author. Content is provided to you AS IS for your information and personal use only. Download presentation by click this link. While downloading, if for some reason you are not able to download a presentation, the publisher may have deleted the file from their server. During download, if you can't get a presentation, the file might be deleted by the publisher.

E N D

Presentation Transcript


  1. الحقائق و الأباطيلفي موقعة صفّين إعداد جنات عبد العزيز دنيا

  2. أخرج البخاري عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :( لا تقوم الساعة حتى يقتتل فئتان فيكون بينهما مقتلة عظيمة دعواهما واحدة ). صحيح البخاري مع الفتح (12/316) . قال ابن حجر في الفتح (13/92) : و المراد بالفئتين من كان مع علي و معاوية لما تحاربا بصفين ، و المراد بقوله : دعواهما واحدة ، أي دينهما واحد ، لأن كلاً منهما كان يتسمى بالإسلام ، أو المراد أن كلاً منهما كان يدّعي أنه المحق .

  3. لما فرغ علي رضي الله عنه من أمر البصرة ، فما أن أعطى أهلها بيعتهم و استقام له الأمر فيها ، رأى أن الشام يجب أن تبايع ، فأرسل كتاباً لمعاوية يطلب منه البيعة ، فأرسل معاوية يستشير رؤوس الشام، فأبوا البيعة إلا بأخذ الثأر من قتلة عثمان ، و كان هذا الرفض من معاوية هو الانتقام لمقتل عثمان ، و ندب معاوية الناس للأخذ بثأر عثمان و القصاص من قتلته ، و قد قام مع معاوية جماعة من الصحابةفي هذا الشان ،

  4. إذاً الاختلاف بين معاوية و علي هو في أيهما قبل ، فهو خلاف أولويات ، و هذا رد على من يزعم أن معاوية رضي الله عنه كان يريد و يطمع في الخلافة . و جاء رسول من معاوية إلى علي رضي الله عنه يبلغه ما قاله معاوية وأصحابه. في بداية ذي الحجة من سنة (36 هـ) خرج علي رضي الله عنه بجيشه متوجهاً نحو الشامفوصل إلى منطقة النخيلة ،فوصلت الأخبار إلى معاوية بتحرك جيش علي ،

  5. فتجهز هو أيضاً بجيش كبيرفخرج حتى عسكر في صفين – موضع على شاطئ الفرات من الجانب الغربي ، بقرب الرقة ، آخر تخوم العراق و أول أرض الشام . و حين عسكر علي رضي الله عنه بصفين سلك مع أهل الشام نفس الأسلوب الذي سلكه مع أهل الجمل ، فأرسل وفداً إلى معاوية يدعوه إلى الصلح ، ذكر أبو حنيفة الدينوري في الأخبار الطوال (ص 162) أن معاوية كتب إلى علي يقول له : فإن كنت صادقاً فأمكنا من قتلة عثمان نقتلهم به و نحن أسرع الناس إليك ، و إلا فليس لك و لأصحابك عندنا إلا السيف ،

  6. فوالله الذي لا إله غيره لنطلبن قتلة عثمان في البر و البحر حتى نقتلهم أو تلحق أرواحنا بالله و السلام . هنا قد يتساءل سائل لماذا أبقى علي رضي الله عنه علىأهل الفتنة في جيشه بعد أن فرغ من حرب الجمل ولم يخرجهم من جيشه أثناء توجهه إلى الشام ؟ الإجابة: كان سبب إبقاء عليّ على أهل الفتنة في جيشه أنهم كانوا سادات في أقوامهم ، فكان علي يرى أن يصبر عليهم إلى أن تستقر الأمور . فما يأمن لو عاملهم بأكثر منهذا من الشدة أنيمتد حبل الفتنة في الأمة . وقد أجاب عن ذلكالإمام الطحاوي في شرح الطحاوية(ص 483).

  7. كان في عسكر علي رضي الله عنه من أولئك الطغاة الخوارج الذين قتلوا عثمان ،كان موقفه منهم موقف المحتاط منهم ، المتبرئ من فعلهم . و هو و إن كان لم يخرجهم من عسكره فقد كان يعاملهم بحذر و ينظر إليهم بشزر ، حتى قال الإمام الطبري في تاريخه (4/445) : بأنهلم يول أحد منهم أثناء استعداده للمسير إلى الشام ،و هذه بادرة منه رضي الله عنه ليعلن تبرؤه من أولئك المارقين ، و يثبت قدرته على السيطرة على أمر المسلمين من غيرعون منهم ،

  8. أحداث هذه الحرب بدأ القتال وظل الأمر طيلة شهر ذي الحجة ، حتى إن المؤرخين يقولون أن معركة صفين حدثت فيها أكثر من سبعين جولة ووقعة . ذكره ابن حجر في الفتح (13/92) . فلما انتهى شهر ذي الحجة أرسل علي رضي الله عنه إلى معاوية و قال له : (هل لك إلىأن نتهادن شهراً و أن لا يحدث فيه قتال ، لعل أن نتفاوض و نتفاهم ؟) و كان الأمل في الصلح يحدوا الجميع ، بادر معاوية بالموافقة على إيقاف القتال في شهر المحرم .

  9. و انتهت الهدنة و بدأت غرة صفر و بدأت الوقعة . و استمر القتال ثلاثة أيام لا يتوقف . (المنتظملابن الجوزي - 5/118) .و ثبت بالإجماع أن علي بن أبي طالب لم يصادر شيئاً من أموال الجيش الآخر. و أما ما ذكره أبو مخنف من أخذ أموالهم التي كانت بالعسكر ، فهذا لا يصح إذ الإجماع منعقد على حرمة أموالهم و لم تصح هذه الرواية عند الفقهاء و لذلك لميأخذوا بها . ولم يكن الطرفان يكفر بعضهما ،

  10. لكن بعض الجند المتحمسين في جيش علي رضي الله عنه كانوا يلعنون و يكفرون الشاميين ، فلا يلقى من قادته إلا النهر و التوبيخ . طحنت المعركةألوفاً من الجانبين ، وهنا تفتق ذهن عمرو بن العاصعن فكرة التحكيم التيأنقذت الجيش الشامي من الهزيمة ، فأرسلمعاوية رجلاًيحمل المصحف إلى علي و يقول:بيننا و بينكم كتاب الله فقالعلي:أنا أولى بذلك بيننا كتاب الله. و توقف القتالو انسحب الفريقان ،

  11. وقدرمحمد بن سيرين عدد القتلى في هذه المعركة بحوالي سبعين ألفرجل كان منهم خمس و أربعين ألف شخص من جيش الشام ، أي كان نصف الجيش قد فني. يصف سالم بن عبيد الأشجعي و هو صحابي شهد المعركة موقف علي رضي الله عنه فيقول : رأيت علياً بعد صفين و هو أخذ بيدي ، و نحن نمشي بين القتلى فجعل علي يستغفر لهم حتى بلغ أهل الشام. فقلت له : يا أمير المؤمنين إنّا في أصحاب معاوية !؟ فقال علي : إنما الحساب عليّ و على معاوية . (مصنف ابن أبي شيبة - 15/303) .

  12. بل كان في الجيش من أهل الأهواء من يحرص على القتال ، الأمر الذي أدى إلى نشوب تلك المعركة الطاحنة ، و خروج الأمر من يد علي و معاويةرضيالله عنهما. (أشراط الساعة ليوسف الوابل ص 103) . و قد شاع بين الناس قديماًو حديثاً أن الخلاف بينعلي و معاوية رضي الله عنهما كان سببه طمع معاوية في الخلافة ، و أن خروج معاوية على عليّ و امتناعه عن بيعته كان بسبب عزله عن ولاية الشام .

  13. لكن الصحيح أن الخلاف بين علي و معاوية رضي الله عنهما كان حول مدى وجوب بيعة معاوية و أصحابه لعلي قبل إيقاع القصاص على قتلة عثمان أو بعده ، و ليس هذا من أمر الخلافة في شيء . إن معاوية رضيالله عنه كان من أفاضل الصحابة ، و أصدقهم لهجة ،و أكثرهم حلماً فكيف يعتقد أن يقاتل الخليفة الشرعي و يريق دماء المسلمين من أجل ملك زائل ،و هو القائل :(والله لا أخير بين أمرين ، بين الله و بين غيره إلا اخترت الله على ما سواه ). ( سير أعلام النبلاء للذهبي - 3/151) .

  14. و يمكن أن نقول إن معاوية رضي الله عنه كان مجتهداً متأولاً يغلب على ظنه أن الحق معه ، يقول النووي في شرح صحيح مسلم : بأن الروايات – أي عن النبي صلى الله عليه وسلم – صريحة في أن علي رضي الله عنه كان هو المصيب المحق ،و الطائفة الأخرىأصحاب معاوية كانوا بغاة متأولين ،و فيها التصريح بأن أصحاب الطائفتين مؤمنون لا يخرجون بالقتال عنالإيمان و لا يفسقون . و لهذا فإن علياً رضي الله عنهتألم و تكدر بقتال أهلالجمل و قال بعد صفين :

  15. لو علمت أن الأمر يكون هكذا ما خرجت .( مصنف ابن أبي شيبة - 15/275) و (15/293) . و قد ندم بعض من شارك في القتال كما في الصحيح. عن شقيق بن سلمة حين سئل هل شهدت صفين ؟ قال : نعم و بئست صفون .( صحيح البخاري) مع الفتح (13/296) . وروى ابن سعد في الطبقات (3/143- 144) ، و أبو نعيم في الحلية (1/94) ، عن ابن سيرينقال : لما قيل لسعد بن أبي وقاص رضي الله عنه ألا تقاتل؟إنك من أهل الشورى

  16. و أنت أحق بهذا الأمر من غيرك ؟ قال : لا أقاتل حتى يأتوني بسيف له عينان و لسان يعرف المؤمن من الكافر ، فقد جاهدت و أنا أعرف الجهاد . إن الرواية المشهورة عن اجتماع الحكمين غير صحيحة لم تصمد أمام النقد العلمي إسنادا و لا متنا ، و قد خالفتها روايات أخرى زادتها ضعفا و استبعادا ، أهمها رواية الدارقطني الصحيحة الإسناد و المتن .

  17. قصة التحكيم؟ وما مدي صحتها؟ فى نهاية "صفين" كانت الغلبة لجيش علي بن أبي طالب، وهنا رفع جنود معاوية المصاحف علي الرماح إشارة إليالرغبة في تحكيم الشرع وإيقاف رحى الحرب، وبالفعل توقفت الحرب واتفق الطرفان علي التفاوض فيما بينهما في " دومة الجندل".وحضر هذه المفاوضات عمرو بنالعاص نائباً عنمعاوية، وحضر أبو موسي الأشعرينائباً عنعلي بن أبي طالب، وقيل اتفقالطرفان أن يخلعا علياً ومعاوية عن الخلافة،

  18. ويُجعل الأمر شوري لاختيار خليفة للمسلمين.فلما قام عمرو بن العاص وأبو موسي الأشعري ليخبرا الناس بما اتفقا عليه، تقدم أبو موسي فقال: أني خلعتعلياً كما خلعت سيفي هذا، وخلع سيفه فقام عمروبن العاص فقال: أني أثبت معاوية في الأمر كما أثبت سيفيفي عاتقي، فحدث الشقاق والخلاف!!! وبناءً علي هذه القصة المكذوبة خرج المنافقون وأشباه الرجال يطعنون في الصحابي الجليل عمرو بن العاص ويتهمونه بالدهاء والمكر والخديعة

  19. وغيرها من التهم الباطلة، ويصفون أبا موسيالأشعري بأنه كان أبله ضعيف الرأيمخدوعاً فيالقول. وتحقيق هذه القصة: 1- ذكر هذه القصة الإمام ابن كثير في"البدايةوالنهاية" بسند فيه محمد بن إسحاق وهو مدلس وقد عنعنه. 2- ذكر هذه القصة ابن جرير الطبري بسندٍ فيه أبوجناب الكلبي وهو مما ضعفه المحدثون ورموهبالتدليس 3- قال الإمام ابن العربي المالكي: وما نقل في هذه القصة كله كذب صراح،

  20. ما جري منهحرف قط إنما وضعه المبتدعة وتوارثه أهل المجانة والجهارة بالمعاصي. فمثل هذه الأخبار التي تخوض في شأن الصحابة إنما تَشْتَم منها رائحة المبتدعة منالروافض والشيعة الكارهين لأصحاب النبي صلي الله عليه وسلم . والصحيح في خبر هذه القصة هو ما رواه الدارقطني بسندٍ صحيح:"أن أبا موسي الأشعري لما اجتمع بعمرو بن العاص اتفقا أن يجعلا الأمر للصحابةالذين مات النبي صلي الله عليه وسلم وهو عنهم راض"،

  21. هذا هو الحق البين الذي لا نحيد عنه طرفة عين. فماذا بعد الحق إلا الضلال!!! أما أن تناول مثل هذه الأخبار المكذوبة التي تقدح في صحابة النبي صلي الله عليه وسلم كعمرو بن العاص ويتهمونه بالخديعة والمكر والدهاء.فهذا من الافتراء الكاذب، ونقول :إن القول الذى نسبوه إلى عمرو أثناء التحكيم وهو:( وأثبت صاحبي معاوية ) هو باطل قطعاً ؛ فإنه لم يقل أحد ينتسب إلى الإسلام إن معاوية كان خليفةقبل التحكيم حتى يثبته حَكمه فيها بعده ، ولم يدعها هو لا قبله ولا بعده .

  22. قال القاضي أبو بكر بن العربي في القواصم والعواصم: قد تحكم الناس في التحكيم فقالوا فيه مالا يرضاه الله ، وإذا لحظتموه بعين المروءة دون الديانة رأيتم أنها سخافة حمل على تسطيرها في الكتب في الأكثر عدم الدين، وفي الأقل جهل متين، ثم قال : وزعمت الطائفة التاريخية الركيكة أن أبا موسى كان أبله ضعيف الرأي مخدوعاً في القول ، وأن ابن العاص كان ذا دهاء وأرب حتى ضربت الأمثالبدهائه تأكيداً لما أرادت من الفساد ، اتبع في ذلك بعضُ الجهال بعضاً

  23. وصنفوا فيه حكايات ، وغيره من الصحابة كان أحذق منه وأدهى ، وإنما بنوا ذلك على أن عمراً لماغدر بأبى موسى في قصة التحكيم صار له الذكر في الدهاءوالمكر، ثم ذكر الأسطورة باختصار ثم قال : هذاكله كذب صراح ما جرى منه حرف قط ، وإنما هو شيء أخبر عنه المبتدعة ووضعته التاريخية للملوك ؛ فتوارثهأهل المجانة والجهارة بمعاصي الله والبدع .. ثم ذكر أنالذي رواه الأئمة الثقات الأثبات كخليفةبن خياطوالدارقطني عن عقبة بن عامر ،

  24. أن النبيصلي الله عليه وسلم قال: "أسلم الناس وآمنعمرو بنالعاص". قال الألباني يرحمه الله:وهذه منقبةلعمرو إذ شهد له النبي صلي الله عليه وسلم بالإيمانوهذا يستلزم الشهادة له بالجنة ، فلا يُطعن فيه -كما فعله بعض المعاصرين- لخلافه مع عليبن أبي طالبلأن هذا نوع من الاجتهاد وليس إتباعاً للهوي. وعن أبيهريرة: قال النبي صلي الله عليه وسلم: "ابنا العاص مؤمنان هشام وعمرو". قال ابن تيمية:من سبعمرو بن العاص أو غيرهمن الصحابة فهو مستحق للعقوبة باتفاق أئمة الدين.

  25. قال ابن عمر: "لا تسبوا أصحاب محمد، فلمقام أحدهم ساعة خير من عمل أحدكم عمره".وعن أبي سعيد الخدرى أن النبي صلي الله عليه وسلم قال: "لا تسبوا أصحابي فوالذي نفسي بيده لو أنفق أحدكم مثل أحدٍ ذهباً، ما بلغ مُد أحدهم ولا نصيفه".وقال جابر بن عبد الله : ”صحبت عمرو بن العاص، فما رأيت رجلاً أبين قرآناًولا أكرم خلقاً ولا أشبه سريرة بعلانية منه“. وأخرج أحمد عن طلحة مرفوعاً:”عمرو بن العاص من صالحي قريش “.

  26. ونقل الذهبي قال:”كان زيد بن ثابتكاتب الوحي، وكانمعاوية كاتباً فيما بين رسول الله صلى الله عليه وسلم وبين العرب“. توفي عمرو بن العاص رضى الله عنه في ليلة الفطر سنة ثلاث وأربعينبمصر. هؤلاء هم صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم درجوا علي نهج الرسول وهديهوبه اقتدوا، رضي الله عنهم - الصحابة الكـرام - وأخزيكارهيهم البُهت اللئام. gannatdonya@gmail.com

More Related