1 / 57

سارة السديس بشائر السديس نوف الهزاني نوره الشايقي ماجدة الزهراني

. . . . . إعداد الطالبات:-. سارة السديس بشائر السديس نوف الهزاني نوره الشايقي ماجدة الزهراني. الاء الغامدي أسماء الحسن الجازي الضويان رهام الحربي الهنوف الحماد بثينة المبارك. تمهيد :.

Download Presentation

سارة السديس بشائر السديس نوف الهزاني نوره الشايقي ماجدة الزهراني

An Image/Link below is provided (as is) to download presentation Download Policy: Content on the Website is provided to you AS IS for your information and personal use and may not be sold / licensed / shared on other websites without getting consent from its author. Content is provided to you AS IS for your information and personal use only. Download presentation by click this link. While downloading, if for some reason you are not able to download a presentation, the publisher may have deleted the file from their server. During download, if you can't get a presentation, the file might be deleted by the publisher.

E N D

Presentation Transcript


  1.    

  2. إعداد الطالبات:- سارة السديس بشائر السديس نوف الهزاني نوره الشايقي ماجدة الزهراني الاء الغامدي أسماء الحسن الجازي الضويان رهام الحربي الهنوف الحماد بثينة المبارك

  3. تمهيد : التربية عملية مجتمعية دائمة ومستمرة،كما أنها نظام فرعي يتفاعل كما أنها نظام فرعي يتفاعل تأثيرا وتأثرا مع نظم المجتمع الأخرى ،لذلك فالقضايا التي تعالجها التربية أو التي تتعرض لها تكون عادة ذات طابع خاص بالمجتمع الذي تعيش فيه ،ونبت طبيعي لهذه العلاقة التفاعلية بين التربية والمجتمع ،يضاف إلى ذلك أن هناك ثمة خصوصية اجتماعية وثقافية ما تميز القضايا والمشكلات حين تعرض على بساط البحث التربوي طلبا للحل أو المناقشة .

  4. وهذا الفصل يعرض لبعض المشكلات التي يمكن للتعليم أن يسهم في مواجهاتها،ومن ثم العمل على حلها . ولهذا فإنه يسعى إلى تحقيق الأهداف التالية:- 1- معرفة ما المقصود بالمشكلة الاجتماعية . 2- معرفة الأسلوب العلمي في التعامل مع المشكلات المجتمعية . 3- تحليل لأهم المشكلات القائمة في مجتمعنا من حيث عواملها ومسبباتها ومعرفة الأدوار التي يمكن أن تقوم بها التربية لمواجهة تلك المشكلات . 4- اكتساب القدرة على التعامل مع مشكلات اجتماعية أخرى يمكن مواجهتها مستقبلا

  5. ماهية المشكلات الإجتماعية ؟؟؟ تعيش المجتمعات حياتها مستندة لمجموعة من القيم والمبادئ والأسس التي تعد المعيار الأساسي للحكم على كافة الأمور من حيث المقبول والمرفوض والصحيح والخاطئ ،وبحيث يمكن تحديد خط عام للمجتمع وتوجيه أساسي لحركته . ولهذا يعد الخروج عن هذا التوجه المجتمعي بمثابة انحراف يتعدى حدود التسامح الذي يقره المجتمع ،وهنا تظهر المشكلة الاجتماعية ، التي تعني (الخروج على التوجه العام للمجتمع بما يشكل خلل يحتاج إلى إعادة التوازن لنظامه وثقافته).

  6. وثمة خصائص لما يمكن أن نعتبره "مشكلة اجتماعية":- 1- أنها متداخلة حيث تتداخل عواملها ومسبباتها التي تعود إلى الأنظمة الفرعية في المجتمع ،فمشكلة الأمية على سبيل المثال قد تكون في ظاهرها مشكلة تعليمية ،إلا أنها ترتبط بالعديد من أنظمة المجتمع كالنظام الاقتصادي الثقافي والعائلي . 2- إنها لا يمكن أن يكون لها سببا واحدا مهما كان هذا السبب وجيها وقويا ،بمعنى آخر إن للمشكلة الاجتماعية أسبابا متعددة . 3- إن المشكلات الاجتماعية تتصف بالنسبية ،فهي تختلف باختلاف المجتمعات ،وتختلف في المجتمع الواحد من مرحلة زمنية إلى أخرى 4- إن المشكلات الاجتماعية تهم قطاع عريض من المجتمع ،وذلك تمييزا لها عن المشكلات الفردية التي قد تهم فردا واحدا أو عدد قليل من أعضاء المجتمع بصورة غير مؤثرة على التوجه العام للمجتمع وعلى حركته كما سبق التوضيح .

  7. ولكن كيف يمكننا تلمس خصائص أنفة الذكر فيما نعتبره (مشكلة اجتماعية)؟ مواجهة المشكلات الاجتماعية بطريقة عملية :- عندما تظهر مشكلة اجتماعية في أي مجتمع فغالبا يكون هناك عدة مواقف تنشأ حول سبل مواجهتها ، حيث يختلف التعامل مع المشكلات الاجتماعية طبقا لطبيعة المجتمع واتجاهاته نحو العلم واعتماده على المنهج العلمي في مواجهة المشكلات التي تعترض طريقه . الأسلوب العلمي لمواجهة المشكلات الاجتماعية يجب أن يراعى مايلي :- 1- جمع أكبر قدر من البيانات والمعلومات عن المشكلة موضوع المواجهة ومثال ذلك : إذا كان المجتمع السعودي يواجه مشكلة تترتب على عمل المرأة ،فلابد من جمع الحقائق والإحصاءات عن المشكلة في الماضي والحاضر ،وعن عدد المتعلمات وتوزيعهن في المراحل المختلفة ونسبتهن إلى مجموع السكان ، ونوع المؤهلات العلمية المتاحة ،وهكذا مع مراعاة الطرق المنهجية الصحيحة في جمع كمية البيانات ،لأننا لو جمعنا أرقاما خاطئة فلن نستطيع بعد ذلك التعامل مع المشكلة بطريقة صحيحة وموضوعية .

  8. 2-أن تكون هناك بعض المعايير للحكم على حجم المشكلة ،فتعليم المرأة من الأشياء التي توافق عليها الشريعة الإسلامية ،ولذلك فإن سياسة التعليم في المملكة العربية السعودية تؤكد على مسألة تعليم المرأة ،وقد وضعت المملكة مجموعة من الضوابط لهذه المسألة تتسق مع التوجه الإسلامي للمجتمع السعودي ،ومن ثم فالخروج عن هذه الضوابط قد يمثل مشكلة اجتماعية وقد يختلف الأمر في مجتمع آخر نظرا للاختلاف في التوجه والأسس وبالتالي فلابد أن تكون رؤيتنا لأي مشكلة اجتماعية في ضوء المعايير التي ترتبط بخصوصية كل مجتمع . 3- التحليل العلمي للمشكلة وذلك بتحديد أبعادها ومعرفة أسبابها سواء المباشرة أو غير المباشرة . 4- التمييز بين السبب والنتيجة في التعامل العلمي مع المشكلة الاجتماعية فالمشكلات الناجمة عن تعليم المرأة السابق طرحها قد تكون نتيجة لمشكلات سابقة أخرى مثل : مشكلة التمسك ببعض الموروثات الثقافية الخاطئة ، وهي في نفس الوقت قد تؤدي إلى تأخر المجتمع وإلى نقص في استثمار الإمكانات المتوفرة لديه . 5- مراعاة الموضوعية والبعد عن الذاتية ،بحيث لاتغطي العواطف والأهواء الشخصية على التعامل مع المشكلة الاجتماعية فيؤدي ذلك إلى عدم رؤيتها بطريقة صحيحة .

  9. 6- أن يتم تحديد أسباب المشكلة ومبررات ظهورها فإذا كانت على سبيل المثال مشكلة ناجمة عن تعليم المرأة وترتبط بالمستوى الاقتصادي للأسرة فيتم البحث في قوة هذا السبب مقارنة بتأثير الموروثات الثقافية الأخرى لأن ذلك يساعد على طرح الحلول المناسبة لهذه المشكلة . 7- أن يتم التعامل مع المشكلات الاجتماعية وفق إطار مرجعي يدعم الرؤية الشاملة للمشكلات الاجتماعية وفي مجتمعنا فإن هذا الاطار يستمد أساسا من معطيات الشريعة الاسلامية وتوجيهات المربين والمفكرين .. 8- الاهتمام لطرح أكثر من حل بديل،على أن يتم تحديد المزايا والمخاطر المرتبطة بكل بديل . 9- العمل على أن يكون كافة الإجراءات العلمية في التعامل مع المشكلات الاجتماعية بغرض زيادة القدرة على استشراف المستقبل وتوقع المشكلات القادمة..

  10. العلاقة بين التربية ومشكلات المجتمع :- إن التحليل العلمي للتربية مفهوما وممارسة يؤكد ضرورة النظر إليها كجزء من منظومة المجتمع شأنها في ذلك شأن باقي عناصر المجتمع ونظمه، حيث تقوم التربية بعدد من الوظائف تقدمها للمجتمع وفي نفس الوقت فالمجتمع يؤدي بعض الوظائف لمنظومة التربية ؟ فقد يصل الأمر إلى شلل كامل في تحقيق المطلوب من التربية وهكذا... وإذا كانت التربية مسئولة عن إعداد الإنسان الذي يمثل النواة الأساسية للمجتمع فهي بذلك مسئولة عن نجاح المجتمع واستمراريته في تحقيق أهدافه لأن تربية الإنسان تهتم بإكسابه بعض القيم الاجتماعية المرغوبة ونهيه عن الأعمال غير المرغوبة وهي تعني تهذيب السلوك الإنساني وتوجيهه ولعل هذا يوضح أهمية دور التربية في مواجهة مشكلات المجتمع ولذلك تتنوع أساليب ومداخل التربية المساهمة في مواجهة مشكلات مجتمعها حيث يكون لها أكثر من دور بعضها وقائي والآخر علاجي وبالطبع يتحدد هذا أو ذاك حسب طبيعة المشكلات الاجتماعية وظروف المجتمع الموجودة فيه وكل هذا يمكن أن يتضح وبصورة أكثر في استعراض بعض المشكلات التي تواجه المجتمعات العربية عموما والمجتمع السعودي خصوصا والدور الذي يمكن أن تقوم به التربية في مواجهتها وذلك على النحو التالي:

  11. أولا : مشكلة الأمية :

  12. تعتبر الثروة البشرية من أغلى ماتملكه المجتمعات فهي السبيل إلى صنع التقدم الحضاري ولهذا كان الاهتمام الكبير من جانب المسئولين في المملكة بإعداد القوى البشرية المتعلمة والمدربة ،وعلى الرغم من جهود المملكة في مجال التنمية البشرية ،فما يزال هناك بعض الجوانب التي تعوق مسيرة التقدم في المجتمع من بينها مشكلة الأمية التي قطعت المملكة فيها شوطا كبيرا إلا أن الطريق مازال يحتاج إلى مزيد من الجهود للقضاء عليها . ولهذا السبب فقد اهتمت السياسة التعليمية بالمملكة بقضية محو الأمية حيث تنص المادة رقم (181) في وثيقة التعليم والصادرة في عام (1390هـ)على أن مكافحة الأمية ((تستهدف تعليم القراءة والكتابة ومبادئ الحساب ،وتنمية حب الله وتقواه في القلوب ،وتزويد الأفراد بالقدر الضروري من العلوم الدينية)) وبذلك فهذه الوثيقة تؤكد على مايعرف بالأمية الأبجدية ، التي تقتصر على عدم القدرة على القراءة والكتابة ومبادئ الحساب. .

  13. وإذا تقصينا أسباب مشكلة الأمية في المملكة ،فسوف نجد أسبابا عديدة بعضها تعليمي يرجع إلى المؤسسة التعليمية وأخرى مجتمعية ترتبط بالعديد من المعطيات والأبعاد الموجودة في المجتمع ،فمن بين الأسباب التعليمية ارتفاع نسبة الرسوب والتسرب ،ففي تعليم البنات على سبيل المثال تصل نسبة المتخرجات من المرحلة الإبتدائية 96.7% ،وفي المرحلة المتوسطة تصل إلى 63% ،وذلك في غضون العام 1422/1423هـ، مما يعني أن النسبة المتبقية تنضم إلى طابور الأمية وتزيد هذه المشكلة تعقيدا. وتمثل مشكلة الأمية خطورة حقيقية على المجتمعات النامية ومن بينها المجتمع السعودي ،نظرا لما يترتب عليها من مشاكل في المجتمع ،ويكفي أن نشير إلى أن البرنامج الإنمائي للأمم المتحدة ،قد حدد خمسة مقومات للتنمية البشرية هي:التعليم ،الصحة والتغذية ،البيئة،العمالة ،الحرية السياسية ،وهذه المقومات متداخلة مترابطة ،لكن التعليم يمثل عاملاً مشتركا رئيسيا في تحسين الصحة والتغذية والحفاظ على سلامة البيئة ،وتوسيع فرص العمل ،وتدعيم المسئولية السياسية والاقتصادية ومن ثم فإن التنمية البشرية تعتمد على تأثير التعليم في تحسين الأوضاع الحياتية ولاعجب أن نجد أن غالبية الدول تركز في سياستها التعليمية على التوسع في التعليم ومكافحة الأمية كخيار أساسي للتنمية البشرية .

  14. ولعل هذا مادعى بالمسئولين عن التعليم في المملكة إلى إعداد خطة عشرينية لمكافحة الأمية للرجال والنساء على السواء اعتبارا من عام 1395هـ-1415هـ،وقد سبق هذا صدور المرسوم السامي الكريم في عام 1392هـ المتضمن الموافقة على نظام تعليم الكبار ومحو الأمية بالمملكة ،ولقد كانت من نتائج هذه الجهود أن شهد تعليم الكبيرات ومحو الأمية قفزات هائلة خلال السنوات المتتالية فبعد أن كان عدد المدارس عام 1402هـ (1294) مدرسة اشتملت على (3851) فصلاً،يدرس بها (54366) دارسة أصبح عدد المدارس (2361) مدرسة بها 8027 فصلاً يدرس بها (73299) دارسة بما يعني أن زيادة عدد المدارس بلغت 83% مقارنة بعام 1402هـ وبلغت الزيادة في الفصول 108% وبلغت نسبة الزيادة في الدارسات 35% وإن كان أهم مؤشر هو انخفاض نسبة الأمية بين النساء بنهاية العام الدراسي 1421هـ/1422هـ إلى 27.1% مما يعني أن اعداد الأميات أخذه في التناقص ،خاصة مع انتشار التعليم الابتدائي واتساع نطاقه وتعميمه ليشمل كل أبناء الوطن . ورغم ذلك تبقى الأمية مشكلة قائمة يجب مواجهتها .

  15. المواجهة التعليمية لمشكلة الأمية : تحتاج مشكلة الأمية إلى مواجهة حقيقية تتطلب العديد من الإجراءات والتدابير نظرا لتشعب أسبابها على أن الدور المنوط بنظام التربية والتعليم دورا مؤثرا وهو ينقسم الى جانبين : الأول وقائي والثاني علاجي ويهدف الجانب الأول الوقائي الى نشر التعليم واتاحته للجميع ومن ثم سد أحد روافد الأمية أما الجانب الثاني العلاجي فهو يتعلق بالإجراءات التي يمكن للتربية القيام بها حيال المواطن الأمي .. • 1- الدور الوقائي : • اقتراح التشريعات المناسبة بما يمكن المؤسسات التعليمية من النجاح في أداء أدوارها .. • تحسين العملية التعليمية بنية وتنظيما وتفاعلا .. • العمل على تقليل ان لم يكن منع عمليتي الرسوب والترسب فهما من اهم أسباب الإنزلاقالى الأمية • الاهتمام بالفئات الخاصة من الطلاب ضعاف التحصيل الدراسي • العمل على دعم البيئة المدرسية لتكوين بيئة تعليمية جاذبة ومحفزة على التعليم . • التوسع في قبول الطلاب ولا سيما في مرحلة التعليم الابتدائي • اعداد المعلم الواعي والفاهم لمشكلة الأمية وأبعادها المختلفة . • نشر الوعي التربوي السديد بين جماهير المجتمع وايجاد رأي عام مضاد لهذه المشكلة واثارة كافة المهتمين بالمشكلة للتعاون لحلها • اتباع أساليب موضوعية في التقويم لشرائح الأميين تمكن من اظهار قدراتهم ..

  16. الدور العلاجي : • يتحدد في الإجراءات التالية : • تحديد الخطط والأساليب لمواجهة مشكلة الأمية . • اعداد المناهج المناسبة لطبيعة المواطن وعمره وظروفه • تنمية الاتجاهات الإيجابية لدى الطلاب والمجتمع بالوسائل والحلول التي تتبع في مواجهة الأمية . • اتاحةامكانيات المدارس بكل تجهيزاتها ( أبنية ، معلمون ، اداريون ، مرافق وتجهيزات تعليمية ) لتكون مراكز لتنفيذ برامج محو الأمية .. • العمل على إتاحة فرصة استمرار المتحررين من الأمية في التعليم لدعم حافزيتهم وضمان عدم ارتدادهم للأمية مرة أخرى .. • هذا ومن الضروري أن تستمر الجهود الوقائية والعلاجية بالتوازي لمحاصرة • مشكلة الأمية في أي مجتمع ..

  17. ثانيا : التربية وقضية الأصالة المعاصرة : كثيرا ما تثار العلاقة بين التراث القديم والوافد الجديد أو بين الأصالة والمعاصرة أو بين القديم والحديث وقد يكون سبب ذلك حيرة البعض هل نستطيع أن نكون أصحاب أصول ومعاصرين في الوقت ذاته ؟؟ أي نحقق ذاتنا ونعيش عصرنا ؟؟ أم لابد لنا أن نختار بين أمرين إما أن نكون أصلاء ونضحي بالمعاصرة أو نكون معاصرين ونضحي بالأصالة ؟؟ وهل هذه العلاقة تمثل تضاد و تناقض ؟؟ فلا امل في الجمع بينهما أو هي علاقة التنوع والتكامل وهنا يمكن الجمع بينهما .. أن الاجابة على هذه الأسئلة قد تكتسب أهمية خاصة وخصوصا في هذه المرحلة التي تسعى فيها أمتنا لتحقيق ذاتها والحفاظ على هويتها في مواجهة طوفان العولمة .. وفي نفس الوقت يلاحظ أن الموقف في العلاقة بين القديم والحديث يتنوع بين مؤيد ومعارض ومتردد وفريق أخر يغلب عليه التوفيق .. والموقف الصحيح من كل هذا هو الذي يتخذ بعد الدراسة المتأنية لكل هذه الأمور لأن التسرع في مثل هذه الأمور قد يوقع صاحبه في هوة لا يخرج منها الى أن ما شاء الله ..

  18. الأصالة المعاصرة الأسس والمعاني : معنى الأصالة : تقوم الأصالة على دلائل تنبئ عنها ومعان تقوم عليها ومنها :: 1- ضرورة المعرفة الأكيدة والفهم الموضوعي لثقافتنا وبحيث يستند الفهم الىادوات الثقافة العربية ومناهجها الخاصة لا بأدوات ومناهج غريبة عنها والمثقف الأصيل هنا هو من وفق لمعرفة الثقافة من مصادرها الحقة اخذ منها بقدر مااتسع واديه اما من جهل الثقافة فموقفه منها موقف الجاهل لما يجهله .. 2- الاعتزاز بالانتماء الإسلامي العربي : فالاسلام هو المؤثر الأول في وضع هذه الثقافة والاسلام دين الله الواحد دين الرسل جميعا الذي لايقبل الله دينا غيره والعربي يعتز ايضا بانه ينتمي الى اهل رسول الله صلى الله عليه وسلم ويتكلم بلغة القرآن ويعمل على ان تكون العربية هي لغة الحياة ولغة العلم ولغة الثقافة وقد كانت هي لغة العلم الأولى في العالم كله لعدة قرون فلا يجوز أن تعجز أمتنا اليوم عما قامت به بالأمس. 3- العودة الى الأصول : فلابد أن نعود الى أصولنا وجذورنا العقائدية والفكرية والأخلاقية نستمسك بعراها ونتشبث بأهدافها ونحول اعتزازنا النظري والعاطفي الى سلوك عملي والا تحول واصبح ظاهرة مرضية اذا ظل مجرد كلام يتردد ..

  19. 4- احياء السلفية المجددة : فلابد من الحرص على التشبع بروح السلف الصالح لهذه الأمة وعلى رأس السلف الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين اخذين عنهم طريقتهم الكلية في فهم الدين والعمل به وليس الأقوال الجزئية التي تتأثر بضروف الزمان والمكان والعوائد والأحوال وهي تتغير بتغير موجباتها واتباع السلف يوجب علينا أن نجتهد لعصرنا كما اجتهدو لعصرهم وأن نفكر بعقولنا لتنظيم حياتنا كما فكروا هم بعقولهم .. 5- الاقتداء الواعي بتراثنا : فلا يتصور من امة عريقة أن تهمل تراثها وتاريخها وتلجأ الى التسول من الغير فتسول الأغنياء رذيلة تنكرها الأخلاق.. 6- الإسلام فوق التراث فالبعض قد يخلط بين الاسلام والتراث وهذا خطأ فادح فالاسلام ليس مجرد تراث يؤخذ منه ويترك الباقي والواجب ان يعبر عن الاسلام بااسمه الصريح والاسلام المتمثل في احكام القرآن والسنة هو فوق التراث بل هو الذي يحكم على التراث بالقبول أو الرفض فهو المعيار الذي لا يخطئ والهادي الذي لا يضل .. معنى المعاصرة : أن يعيش الانسان في عصره وزمانه في افكاره وقيمه وسلوكياته في انتصاراته وهزائمه في خضم أحداثه لا يعيش بعقلية وطريقة تفكير غير مناسبة لطبيعة هذا العصر وانما يبتكر من أساليب التفكير وطرق العيش ما يمكنه من اصلاح واقعه وتطويره الى الافضل ..

  20. تستند المعاصرة الى عدة دلائل ومعان أهمها : 1- ضرورة معرفة العصر : فالجهل بالعصر قد يفضي الى عواقب وخيمة أما المعرفة بمعطيات العصر فتساعد صاحبها على العيش والتفاعل ومثال ذلك : أن الفقيه والمربي والداعية لا يستطيع أن يصل إلى الصواب والرشد في مجاله اذا كان يجهل عصره ويخاطب أهله بلغة عصر اخر فلا مراء انهم يفهمون عنه ويجب على صاحب الرسالة أن يتحدث بلسان قومه حتى يفهمهم ويبين لهم الأدلة والبراهين المرتبطة بواقعهم .. 2- معرفة الواقع من تمام معرفة العصر : وهذه المعرفة لازمة لكل من يريد تقويم هذا الواقع أو إصدار حكم له أو عليه أو محاولة تغييره ولا بد أن تكون المعرفة باستخدام الأساليب العملية الموضوعية في الكشف والرصد والتحليل حتى نستطيع تشخيص الداء ووصف الدواء .. 3- التمييز بين الإيجابيات والسلبيات : فالعصر يضم ايجابيات كعصر للعلم والتخطيط وحقوق الإنسان واقتحام المستقبل ولكنه عصر تغلب فيه المادية والتبعية والتلوث والأمراض النفسية في ذات الوقت ايضا ..

  21. الموقف من إشكالية الاصالة و المعاصرة : أن النظرة الاحادية لأي أمر قد تجعل الانسان يقع في إشكالية وحرج لان نظرة ستكون قاصرة و ربما منحازة ولعل ما تم طرحه فيما سبق من تحديد لمعنى الاصالة و المعاصرة يوضح أن النفس من يدعون تمسكهم بالأصالة أو المعاصرة قد لا يفهمون أو لا يعلمون وفق متطلبات أيا منهما وثمة مواقف ثلاثة الاول : يقف مع الاصالة ويعتبر ما دونها غير صحيح ويفضي هذا الى عزلة عن العصر . أما الموقف الثاني : فهو موقف النقيض الذي يعتبر ضرورة التوجه نحو كل ما هو حديث و أن ذالك هو المخرج الامن للأمة أما الموقف الثالث : فهو يقف موقفا وسطا .

  22. ومن المعلوم أن لكل موقف تبعاته و التزاماته فالبحث المتعمق المنصف يظهر أن الغرب ليس كله شرا و لا ضلالا فكم فيه من علم نافع وكم فيه من عمل صالح و انجازات هائلة و امكانات ضخمة يمكن توظيفها لصالح الانسان . وقد قرأ الرسول الكريم  بعض الاحكام و التقاليد التى كان معمولا بها في الجاهلية حيث لم يجد فيها تناقض مع ما جاء به الاسلام وأقر أشياء اخرى مع بعض التعديل لتتفق مع هداية الاسلام عقيدة و شريعة . ورغم هذا الفهم الواضح للقضية والذي يرى أن عملية التواصل لا فكاك منها بينما يطلقون عليها الاصالة وهو ما يتعلق بتراث هذه الامة و تاريخها و ثقافتها العريقة وما يسمونه معاصرة وهو ما يتعلق بتفاعل و تواصل هذه الامة أو تلك مع غيرها من الامم بروح و أسلوب العصر الذي تعيشه الان .. نقول رغم هذا الوضوح فان البعض قد حاول التجاوز عن كل هذا الوضوح وجعل العلاقة بينهما علاقة تضاد لا تكامل و تواصل .

  23. دور التربية في مواجهة المشكلة الاصالة و المعاصرة : من البديهي ان كل امه امجادها ومفاخرها ومنجزاتها الحضارية وهي حريصة على استمرارها وتواصلها و الحفاظ عليها لان ذلك أمرا هاما لاستمرار هويتها و حيويتها و دورها في الحاضر و المستقبل لذلك فان على التربية باعتبارها أداة المجتمع في المحافظة على تلك الهوية وذلك الدور القيام بالعديد من المسئوليات , من خلال ما يلي :

  24. 1- التنشئة السليمة للأبناء : ان الحرص على التنشئة الاجتماعية السليمة لأفراد المجتمع من خلال العملية التربوية يؤدي دورا هاما في الوعي بالقيم و الثقافة الاجتماعية للأمة و مدى تميزها في جوانب معينه عن غيرها من الامم الاخرى لكن هذا التمايز لا يعني الانفصال أو الانعزال عن الغير و إنما يعني الوعي بالخصائص التى تميز الامة بداية من اللغه بوصفها جوهر الثقافة المجتمع او القيم و العادات و العقيدة و التراث المشترك الذي ينتمي إلية افراد المجتمع جميعا .

  25. 2- التواصل مع الاخر الثقافي : لابد أن تكون جميع العمليات التربوية و التعليمية مهتمة بإعداد الفرد ليتمكن من التواصل و التفاعل مع الاخر سواء بالفهم أو العمل المشترك أو تحديد الادوار مما يجعله قادرا على ان يعيش مع هذا الاخر في مودة و تعاون قال الله تعالى : (( يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر و أنثى و جعلناكم شعوبا و قبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم و إن الله عليم خبير )) وفي نفس الوقت فلقد خلق سبحانه و تعالى الناس أمما و قبائل و شعوبا و جعلها متجاورة و متشابكة المصالح كي تصبح قادرة على التعاون و الحياة المشتركة لذلك فالتربية التي تتغافل عن هذا الجانب تحكم على أبنائها بالعزلة .

  26. 3- الاهتمام ببناء الشخصية المتكاملة : تهدف التربية لتكون شخصية الفرد من كافة النواحي النفسية و العقلية و الجسمية وهي ان نجحت في بناء متوازن للفرد فإنها تمكنه من العمل مع واقعه ومع عصره بثقة في النفس و رؤية صحيحة للأمور مما يجعل اختياراته صائبة و مواقفه موضوعية

  27. 4- الاهتمام باللغة العربية في مدارسنا : فاللغة وعاء للفكر و التمكن منها يدعم الهوية الثقافية للمجتمع وفي نفس الوقت يجب الاهتمام بتعليم اللغات الاجنبية و لا شك ان تعليم اللغة العربية مع اللغات الاخرى سيدعم الموائمة بين الاصالة و المعاصرة

  28. ثالثا : الفجوة بين التعليم النظري الاكاديمي و التعليم الفني التطبيقي :

  29. طبيعة المشكلة و أثرها : نتيجة لما شهدته البلاد من نهضة عمرانية و ازدها في كافة الميادين بعد تزايد الموارد من عائدات الثورة البترولية التى حباها الله سبحانه وتعالى للمملكة و طلبا للإسراع في عملية التنمية و بناء ما يعرف بالبنية التحتية من ( طرق ، كباري ، خطوط هاتف ، مياه ….) فان الكثير من المشروعات اعتمدت على الايدي العامة التى يتم استقدامها من الخارج مما أدى الى ترسيخ عادات و مفاهيم زادت من النظرة المجتمعية المتدنية للعمل الفني ( اليدوي ، التطبيق ) في مقابل ( العمل النظري ، الفكري ) الاكثر حظوة و مكانة وذلك لارتباط قيمة العمل اليدوي ، الفني بالعمالة المتدنية الاجر .

  30. ولقد انعكست تلك النظرة على النظام التعليمي و كرست ما كان قائما منذ نشأته الاولى و التى جاءت مماثلة لدول عديدة بالمنطقة كانت اسبق منا تاريخيا في نشأتها لنظامها التعليمي وحيث انشأت هذه الدول نظامها التعليمي حاملا لتلك الثنائية الفجة بين نوعي التعليم ( عام و فني ) و يوضح الجدول الفجوة التى نعنيها بين التعليم النظري الاكاديمي وبين التعليم الفني ممثلة في ذلك التباين بين أعداد المقيدين في كلا النوعين :

  31. ولقد ادى هذا التباين بين اعداد المقيدين و الملتحقين بالثانوي العام مقارنة بالثانوي الفني الى التأثير على البناء الثقافي و الاجتماعي وزاد من حجم المشكلة و استمرارها ما يلي : • تزايد الاقبال على التعليم النظري الاكاديمي على حساب التعليم الفني لدى كافة المستويات الاقتصادية و الثقافية بالمجتمع • ارتباط المردود الاقتصادي للعمل و الوظيفة داخل المجتمع بنوع التعليم و بتلك الثنائية • توارث تلك النظرة من الآباء الى الابناء بصورة جعلت المجتمع يربط بين نوع المهنة و المكانة الاجتماعية للفرد

  32. اسباب وعوامل المشكلة

  33. الاسباب الاجتماعية : فتشير المعطيات التاريخية الى علو منزلة اصحاب مهنة الزراعة والتجارة بينما تقل المنزلة الاجتماعية للأفراد الذين يعملون بالحرف الشعبية . وعندما حدث التغير الاجتماعي وطرأ على النسق الاقتصادي التحديث والتنظيم وبدأت الحكومة تشرف على المهن الاقتصادية وحلت محل العائلة التي كانت تشرف على المهن في فترات زمنية سابقة , تغير اتجاه افراد المجتمع السعودي و اصبحت الغالبية من الشباب تفضل العمل بالقطاع الحكومي .

  34. ولكن ما يزال المجتمع السعودي يعلي من قيمة بعض المهن ويعزف عن مهن اخرى فالمجتمع لا يزال تشوبه بعض التحفظات تجاه التعليم المهني والصناعي حتى ان هناك اتجاها سلبيا ونظرة دونية للعمل الفني والصناعي من قبل الشباب الدارسين في المعاهد الصناعية فيرى غالبية منهم انه يناسب الافراد ذوي القدرات المحدودة في التحصيل العلمي

  35. الاسباب التعليمية والتربوية : ان المتأمل لمنظومة التعليم في المملكة العربية السعودية يلاحظ ان هناك العديد من العوامل التي ادت الى تدني النظرة للتعليم الفني والمهني ونوجز منها : -ان التعليم الفني لا يؤدي الى الالتحاق بالتعليم العالي والجامعي بسهولة -ان التعليم الفني والمهني من نصيب الطبقات المتوسطة والفقيرة غالبا حيث انهم اصحاب الطموح الاقل , وبالتالي فولي الامر يوجه الابن لهذه الانواع من التعليم لعلمه انها اقل تكلفة واسرع عائد -ان التعليم الفني والمهني اكثر كلفة من التعليم العام ومن ثم فالخريج لايعد الاعداد المطلوب وهذا الامر ينعكس على النظرة لهذا التعليم . -العجز الواضح في برامج (الارشاد والتوجيه المهني) خاصة في المدارس المتوسطة والثانوية وهي البرامج التي تساعد الطلاب على الاختيار السليم وتوجيههم الوجهة نحو اختيار مهنة المستقبل.

  36. الحلول التربوية كمدخل لمواجهة الفجوة بين التعليم العام والتعليم الفني : من الضروري البدء بتعديل النظرة الاجتماعية من اجل الارتقاء بقيمة العمل ولاسيما اليدوي منه في المجتمع السعودي , فان نظرة الاسلام الى العمل بعامة الى الحرف المهنية والتقنية بخاصة نظرة كلها تكريم و اجلال وتكمن في انه جعلها ضرورة من ضروريات الحياة كما رتب عليها الاجر وجعلها من افضل وسائل الكسب ورفع من شان تعليمها وتعلمها . ومما يدل على ذلك ان الاسلام قرن العمل بالجهاد حيث قال الله تعالى : { وآخرون يضربون في الارض يبتغون من فضل الله وآخرون يقاتلون في سبيل الله}. (المزمل:20)

  37. وفي نفس الوقت فحكم العمل اليدوي والتقني يعد من فروض الكفاية التي اذا قام بها بعض افراد المجتمع قياما يسد حاجة المجتمع ويدفع عجلته للتقدم والرقي بها سقط الاثم عن الباقين و الا اثمت الامة كلها ولذلك قال الامام بن تيمية رحمه الله : (لهذا قال غير واحد من الفقهاء من اصحاب الشافعي ,واحمد بن حنبل وغيرهم كأبي حامد الغزالي : ان هذه الصناعات فرض على كفاية فانه لا تتم مصلحة الناس الا بها ).

  38. ولاشك فان اصلاح النظرة الدونية تجاه العمل ولاسيما اليدوي منه, يكمن في تغليب القيم الدينية الاسلامية داخل برامج التعليم العام وبخاصة برامج التعليم اليدوي والمهني والتقني, والعمل التقني في الاسلام يتطلب مهارة ودقة واتقانا, والإحكام مطلوب في كل شيء يعلمه الانسان , ولا تستقر الحياة ,ولا تتقدم الامم, ولا تنضبط الامور الا عندما تكون متقنة ومحكمة, والاسلام حث على الاتقان, ففي الحديث الذي صححه الالباني في السلسلة الحديثة رقم (1113) يقول رسول الله :( ان الله تعالى يحب اذا عمل احدكم عملا ان يتقنه)

  39. هذا وقد حرص الغرب على ان يبقى المسلمون محتاجين الى علومهم وصناعتهم ومنتجاتهم التقنية التي غزت اسواقنا ووفرت الاحتياجات الاساسية والكمالية,مما اضعف اشتغالنا بالصناعة, وبالطبع فهذا يتعارض مع الدين الاسلامي ويؤكد هذا ما ورد في القران الكريم من اهتمام بالعمل المهني وجعله نعمة تستوجب الشكر,حيث قال الله تعالى : {ليأكلوا من ثمره وما عملته ايديهم افلا يشكرون} (يس:35) وقد نوه القران الكريم بشأن الكثير من الصناعات مثل الحديد : {وانزلنا الحديد فيه بأس شديد ومنافع للناس} (الحديد,25)

  40. ولتطوير اداء العمل المهني و التقني و دعمه فلابد من الاهتمام بالاعتبارات التالية: -ان يكون اساس الدعوة للتعليم المهني, اعتبارا ان العمل يعد قربا وعبادة الى الله. -الاستفادة من جهود علماء المسلمين في مجال ترسيخ قيمة العمل المهني,ومن ثم ابراز هذه الجهود في هذا المضمار. -ان سعادة الانسان مرهونة بعمله سواء في الدنيا والاخرة. -ان الاهتمام بالتعليم المهني من شانه توفير العمالة اليدوية والتقنية المسلمة , وبالتالي الحد من نمو القوى العاملة غير المسلمة. -فتح المسارات بين التعليم المهني والفني من ناحية وبين التعليم من ناحية اخرى وكذالك اتاحة فرص الالتحاق بالتعليم الجامعي امام خريجي التعليم الفني. -ادخال تخصصات حديثة في التعليم الفني فهذا من شانه ان يدعم مكانته الاجتماعية . -استحداث انماط واشكال جديدة للتعليم الفني ((كالتناوب بين التعليم والعمل)) .

  41. رابعا: التربية ومشكلات تعليم المرأة : منذ ان اسس المغفور له-بإذن الله تعالى- الملك عبد العزيز المملكة العربية السعودية في عام 1351هـ_ 1931هـ, دخلت الجزيرة العربية عهدا حضاريا جديدا, كانت اهم نقله فيه هي الاستقرار والالتفات الى عملية تطوير الانسان نفسه, وقد بدا مع هذا التاريخ نهضة تعليمية شاملة, لمست جوانب حياة الفرد السعودي ذكرا كان ام انثى. ومنذ عام 1354هـ حدث نوع من التطوير والتجديد في مضمون وشكل الكتاتيب النسائية بتأثير من الحركة التعليمية المتطورة للبنين , واصبحت مشابهة في بعض خصائصها للمدارس النظامية , اذ تم تطويرها بإدخال مواد اضافية . الا ان الانطلاقة الحقيقية لتعليم البنات في المملكة بدأ مع عام 1380هـ, بانشاء الرئاسة العامة لتعليم البنات المسؤول الاول عن تعليم الفتاة في المملكة .

  42. ويلاحظ ان تطوير تعليم المرأة في المجتمع السعودي يعبر عن رغبة مجتمعية قوية تزكي تعليمها, ولهذا فقد اكدت وثيقة التعليم الصادرة عن اللجنة العليا لسياسة التعليم في المملكة عام 1390هـ - 1970هـ في مادتها الثامنة, على حق تقرير التعليم للفتاة في ضوء الشريعة الإسلامية , وتؤكد الوثيقة أيضا على مبدأ المساواة بين الرجل والمرأة في التعليم ,حيث اعتبرته واجبا إسلاميا للجميع. و اذا كان البعض يرى ان تعليم البنات في المملكة قد تأخر عن تعليم البنين لسنوات ليست بالقليلة ,فذلك كان نتيجة للعديد من العقبات التي واجهت حركة التعليم بشكل عام وتعليم الفتاة بشكل خاص, ومن بين هذه العقبات المعارضة ما جاء منها من بعض اولياء الامور , ومن بعض العناصر المتحفظة التي خشيت ان يؤدي تعليم الفتاة الى افساد لها وخروج عن واجباتها الشرعية والأسرية.

  43. ولقد تبنى سماحة الشيخ (محمد بن ابراهيم ال الشيخ ) - يرحمه الله - وغيره من العلماء الرد على المعترضين على تعليم المرأة , وبينوا ان الاسلام دين العلم للجميع , وان النصوص الكثيرة التي تخص طلب العلم عامة شاملة للرجال والنساء, وان هناك فرقا بين مبدأ تعليم المرأة, وبين ما يجب ان تتعلمه , فمن حيث المبدأ, فأن تعليم المرأة واجبا ومباحا-بالمعنى الفقهي –مثل تعليم الرجل , اما اسلوب تعليمها وكيفيته فهذا له احكامه الخاصة.

  44. والملاحظة الاساسية في الاعتراضات على مسالة تعليم المرأة انها كانت تتركز حول قصر تعليم المرأة على سنوات محدودة , ولكن من تطور المجتمع وانتشار التعليم بين صفوف الرجال بدأت الاعتراضات تتلاشى وتتقلص, وربما الان تكاد غير موجودة ,ويؤكد على ذلك التطور الاحصائي لتعليم الفتاة في المملكة منذ انشاء الرئاسة العامة لتعليم البنات سنة 1380هـ ولنأخذ التعليم الابتدائي مثالا لهذا التطور. فقد بدا افتتاح المدارس الابتدائية للبنات في نفس العام الذي تأسست فيه الرئاسة بإنشاء (15)مدرسة ضمت وقتها (5180) تلميذة. وفي العام التالي سنة 1381هـ تضاعف عدد المدارس ليصبح (31)مدرسة, وفي عام 1385هـ صار العدد (135)مدرسة, وفي عام 1390هـ تضاعف هذا العدد عدة مرات ليصبح (357) والجدول التالي يبين التطور الذي حدث في اعداد مدارس المرحلة الابتدائية وأعداد الطالبات بها بمستويات الحكومي والأهلي, وذلك من 80-1381هـ وحتى 90-1391هـ.

  45. توجيهات تعليم المرأة في المملكة

  46. 1/التربية للأنوثة : فأنوثة المرأة هبة إلهية وضرورة بشرية والأنوثة هي أحد شقي الإنسانية , وهي مكملة للرجولة في تحقيق أهداف الحياة الإنسانية وعمارة الكون وإصلاحه, وهي نصف المجتمع البشري, لذا وجب تعهدها بالرعاية والتربية بما يتناسب مع قيم المجتمع وأصوله الدينية الراسخة , حتى تنشأ المرأة معتزة بأنوثتها ,كما يعتز الرجل السوي برجولته.

  47. 2/الإعداد للحياة الزوجية: فوظيفة المرأة الأساسية هي بيت الزوجية هكذا أراد الله سبحانه وتعالى لها, ولذا فالتربية الإسلامية الصحيحة للمرأة مطالبة بأن تعمل على تهيئة الفتاة في كل مراحلها لاسيما مرحلة المراهقة على هذه المهمة العظيمة, وأن تعمل على إمدادها بالمهارات والخبرات الضرورية اللازمة لإنجاز هذه المسؤولية الكبيرة على وجه الأكمل.

  48. 3/الإعداد للأمومة: وهي أسمى عاطفة في الوجود , وبذالك خصها الله بالتكريم والإحسان , والأمومة اليوم لم تعد تنهض على أساس الغريزة والعادة والتقليد فحسب بل إنها تقوم على أساس قوى من العالم , فتعليم الطفل ومراحل نموه وتدريبه على القيم والأخلاق الحميدة والخصال الطيبة تؤكد على أهمية تعلم المرأة الكثير من العلوم الدينية والاجتماعية والنفسية, حتى تستطيع أن تؤدي الدور المطلوب منها على أكمل وجه في داخل الإطار الإسلامي الرشيد باعتبارها المدرسة الأولى لتربية الطفل المسلم.

More Related