1 / 62

المواطنة في غير ديار الإسلام بين النافين والمثبتين دراسة فقهية نقدية إعداد

المواطنة في غير ديار الإسلام بين النافين والمثبتين دراسة فقهية نقدية إعداد الدكتور/ صلاح الدين سلطان المستشار الشرعي للمجلس الأعلى للشئون الإسلامية ـ البحرين عضو المجلس الأوربي بحث مقدم للدورة السابعة عشرة للمجلس - البوسنة جمادى الأولى 1428 هـ / مايو 2007 م. تقسيم البحث - المقدمة.

gezana
Download Presentation

المواطنة في غير ديار الإسلام بين النافين والمثبتين دراسة فقهية نقدية إعداد

An Image/Link below is provided (as is) to download presentation Download Policy: Content on the Website is provided to you AS IS for your information and personal use and may not be sold / licensed / shared on other websites without getting consent from its author. Content is provided to you AS IS for your information and personal use only. Download presentation by click this link. While downloading, if for some reason you are not able to download a presentation, the publisher may have deleted the file from their server. During download, if you can't get a presentation, the file might be deleted by the publisher.

E N D

Presentation Transcript


  1. المواطنة في غير ديار الإسلام بين النافين والمثبتين دراسة فقهية نقدية إعداد الدكتور/ صلاح الدين سلطان المستشار الشرعي للمجلس الأعلى للشئون الإسلامية ـ البحرين عضو المجلس الأوربي بحث مقدم للدورة السابعة عشرة للمجلس - البوسنة جمادى الأولى 1428 هـ / مايو 2007 م

  2. تقسيم البحث - المقدمة. - المبحث الأول : المواطنة في القرآن الكريم والسنة النبوية . تمهيد : المواطنة لغة واصطلاحا . المطلب الأول : المواطنة في القرآن الكريم . المطلب الثاني : المواطنة في السنة النبوية . - المبحث الثاني : حكم المواطنة في غير ديار الإسلام بين المثبتين والنافين. المطلب الأول: من يمنع الإقامة والمواطنة في غير ديار الإسلام . المطلب الثاني : أدلة من يرى منع المواطنة في غير ديار الإسلام. المطلب الثالث : من يرى صحة المواطنة في غير ديار الإسلام . المطلب الرابع : أدلة من يرى جواز أو وجوب المواطنة في ديار غير الإسلام. المطلب الخامس : مناقشة وترجيح . الخلاصـــة.

  3. المقدمة المواطنة في غير ديار الإسلام من القضايا الشائكة التي تفرض نفسها على ذوي العلم والفقه أن يقدموا لها الكثير من الدراسات والأبحاث والفتاوى التي ترفع عنهم الحرج ، وتهيئ لهم فقهاً إصلاحيا مبادراً وليس فقهاً تسويغيا أو انعزالياً خائفاً متوجساً ، ذلك لأن المسلمين المقيمين في غير ديار الإسلام ليسوا عشرات الآلاف أو الملايين بل هم مئات الملايين (قرابة نصف مليار مسلم).

  4. المبحث الأول : المواطنة معناها وحكمها . المواطنة لغة :من وطن وأوطن هو المنزل الذي يعيش فيه الإنسان ، ومحله الذي يأوي إليه واتخذه سكنا يقيم فيه. قال الزمخشري : واطنته على الأمر وافقته وقال بن منظور المصري: واطن على الأمر : أضمر فعله معه، فإذا أراد معنى وافقه قال : واطأه وكذا قال الأزهري . وجِذر المواطنة وطن قال الفيروزبادي : الوطن محركة ويسكن : منزل الإقامة ، ومربط البقر والغنم والجمع أوطان ، وأوطن أقام ، وأوطنه ووطّنه واستوطنه : اتخذه وطنا ، ومواطن مكة مواقفها ومن الحرب مشاهدها ، وتوطين النفس تمهيدها .

  5. والحق أن المعاني اللغوية التي ذكرها العلماء فيها ما يتعلق بالوطن من الجوانب التالية:. • الإقامة في مكان ما سواء كانت إقامة دائمة أم مؤقتة ، وقد جاء في موسوعة مصطلحات جامع العلوم أن الوطن ثلاثة : الوطن الأصلي ـhometown، place of birth وهو مولد الرجل في البلد، وقيل ما يكون بالتوطن بالأهل أو بالمولد ، ووطن الإقامة temporary residence : وهو موضع ينوي أن يستقر فيه خمسة عشر يوماً فأكثر من غير أن يتخذ مسكناً ، ووطن السكن home residence: وهو موضع ينوي الإقامة فيه أقل من خمسة عشر يوماً. • حب المكان الذي يقيم فيه الإنسان وهو ما أشار إليه الزمخشري • التوافق مع أهل هذا المكان أو المقيمين فيه ، وفيه معنى الموافقة من واطن ووطّن بمعنى ذلّ وخضع.

  6. ولعل هذه المعاني تظهر فيما استقر عليه مجمع اللغة العربية في تعريف الوطن بأنه : مكان إقامة الإنسان ومقره ، وإليه انتماؤه ولد به أم لم يولد . أما كلمة واطن بمعنى أن يعيش مع قوم في وطن واحد ففي المعجم الوسيط أنها محدثة،بمعني أنها جديدة في هذا الاستعمال. المواطنة اصطلاحا :علاقة بين فرد ودولة يحددها قانون تلك الدولة ، وبما يتضمنه تلك العلاقة من واجبات وحقوق في تلك الدولة.

  7. مصطلح المواطنة يساوي مصطلح الجنسية في كثير من الدول. • تعرف الجنسية بأنها : رابطة سياسية وقانونية بين الشخص ودولة معينة تجعله عضواً فيها وتفيد انتماءه إليها وتجعله في حالة تبعية سياسية لها.

  8. ليس ثمة اختلاف بينهما وإن كان لفظ المواطنة أقرب إلى الاستعمال اللغوي، والحقيقة المادية والمعنوية ، وكل دولة عندها في القانون الخاص تفضيل يختلف عن غيرها في حقوق وواجبات المواطنة ، تضيق وتتسع حسب مدى احترام وتقدير الإنسان.

  9. المطلب الأول : المواطنة في القرآن الكريم . • وردت مادة (وطن) في القرآن الكريم مرة واحدة في قولة تعالى: "لَقَدْ نَصَرَكُمُ اللّهُ فِي مَوَاطِنَ كَثِيرَةٍ"(التوبة : 25)أي مواضع وأماكن كثيرة. • ورد بمعناه اللغوي أو الاصطلاحي أو هما معا كثيرا في كلمة الدار حيث ورد ثماني عشرة مرة بمعنى الوطن .

  10. من المعاني التي وردت بالمعنى اللغوي فقط قوله تعالى:" َفخَسَفْنَا بِهِ وَبِدَارِهِ الْأَرْضَ" (القصص : 81). • ومما ورد بمعنى الوطن اللغوي والاصطلاحي • قوله تعالى : "وَالَّذِينَ تَبَوَّؤُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِن قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ"(الحشر : 9).

  11. 2. "فَجَاسُواْ خِلاَلَ الدِّيَارِ وَكَانَ وَعْداً مَّفْعُولاً" (الإسراء : 5). 3. "لا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ" (الممتحنة : 8). 4. ”وَأَوْرَثَكُمْ أَرْضَهُمْ وَدِيَارَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ وَأَرْضاً لَّمْ تَطَؤُوهَا“ (الأحزاب : 27). وقد جعل القرآن الكريم الإخراج من الوطن (الديار) مثل القتل سواء بسواء يتضح ذلك من قوله تعالى :"وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ لاَ تَسْفِكُونَ دِمَاءكُمْ وَلاَ تُخْرِجُونَ أَنفُسَكُم مِّن دِيَارِكُمْ" (البقرة : 84).

  12. ثانياً : المواطنة في السنة النبوية : • وردت أكثر من ثلاثين مرة وتعني المكان الذي يعتاده الإنسان ويتخذه محلاً سواء لعبادة أو سكن أو مشاهد للقتال أو الوطن الذي يعيش وينتمي إليه الإنسان بالمفهوم السياسي الشائع الآن. • روى أحمد بسنده عن أبي سلمة الأنصاري أن رسول الله نهى عن نقرة الغراب (أي في الصلاة أثناء السجود خاصة) وأن يوطّن الرجل مقامه في الصلاة كما يوطّن البعير. r

  13. روى البخاري في كتاب تفسير القرآن بسنده عن زيد بن ثابت أن أبا بكر قال له: ”إن القتل قد استحر يوم القيامة بالقُرَّاء في كثير من المواطن“.

  14. روى ابن حبان في صحيحه عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال : "ولأن أكون قد قبلت هذه الثلاثة (أي الاكتفاء بثلاثة أيام كل شهر فقط) كان أحب إلي من أهلي ومالي ، لأن رسول الله  علم ضعف عبد الله ابنعمرو عما وطّن نفسه عليه من الطاعات. • روى أبو داود بسنده أن عثمان صلى بمنى أربعاً لأنه اتخذها وطناً . أي لم يصلٍ قصراً لأنها صارت له وطناً ومقاما.

  15. المبحث الثاني : حكم المواطنة في غير ديار الإسلام. {1} فتوى الشيخ يوسف الدجوى. {2} فتوى الشيخ محمد بن عبد الله بن سبيل. {3} فتوى الشيخ محمد سعيد البوطي. {4} فتوى الشيخ محمد بن سعيد القحطان. {5} فتوى الشيخ الدكتور محمد عبد القادر أبو فارس. المطلب الأول : من يمنع الإقامة والمواطنة في غير ديار الإسلام.

  16. المطلب الثاني : أدلة من يرى منع المواطنة والتجنس بغير ديار الإسلام . (1) آيات النهي عن موالاة الكافرين منها ما يلي :. • قوله تعالى" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاء بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ" (المائدة:51). أولا :من القرآن الكريم :.

  17. قوله تعالى :" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاء تُلْقُونَ إِلَيْهِم بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءكُم مِّنَ الْحَقِّ يُخْرِجُونَ الرَّسُولَ وَإِيَّاكُمْ أَن تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ رَبِّكُمْ إِن كُنتُمْ خَرَجْتُمْ جِهَاداً فِي سَبِيلِي وَابْتِغَاء مَرْضَاتِي تُسِرُّونَ إِلَيْهِم بِالْمَوَدَّةِ وَأَنَا أَعْلَمُ بِمَا أَخْفَيْتُمْ وَمَا أَعْلَنتُمْ وَمَن يَفْعَلْهُ مِنكُمْ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاء السَّبِيلِ" (الممتحنة:1).

  18. (2) آية النساء التي توجب الهجرة عند الاستضعاف: قوله تعالى: " إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلآئِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ قَالُواْ فِيمَ كُنتُمْ قَالُواْ كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الأَرْضِ قَالْوَاْ أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُواْ فِيهَا فَأُوْلَـئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَسَاءتْ مَصِيرا * إِلاَّ الْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاء وَالْوِلْدَانِ لاَ يَسْتَطِيعُونَ حِيلَةً وَلاَ يَهْتَدُونَ سَبِيلاً " (النساء : 97، 98). يتبع أولا : من القرآن الكريم :.

  19. ثانيا :من السنة النبوية :. عن جرير بن عبد الله أن رسول الله قال: "أنا برئ ممن يقيم بين أظهر المشركين ، قالوا يا رسول الله : ولم؟ قال: لا تتراءى نارهما”. ما رواه أبو داوود وغيره بسندهم عن سمرة بن جندب أن النبي قال: "من جامع المشرك وسكن معه فهو مثله" ، وفى رواية " لا تُساكنوا المشركين ، ولا تجامعوهم ، فمن سَاكنهم أو جامعهم فهو مثلهم”. وقد استدل عدد من العلماء بهذه الأحاديث على كفر أو فسق من يقيم بين المشركين. r r

  20. ثالثا :الإجماع على منع الإقامة بين المشركين :. قول الباحث سليمان توبولياك في رسالة عن الأحكام السياسية للأقليات المسلمة في الفقه الإسلامي بإجماع علماء الأمة على المنع .

  21. رابعا :الأدلة العقلية على كفر أو فسق المواطنة في غير ديار الإسلام . • أن المسلم سيضطر إلى الخضوع لغير حكم الله عز وجل. • الجنسية والمواطنة بين غير المسلمين تكثير لسوادهم وأحد مقومات وجودهم وأسباب قوتهم ، وهو جزء من الولاء لدولتهم .

  22. رابعا :الأدلة العقلية على كفر أو فسق المواطنة في غير ديار الإسلام . 3. أن المسلم المتوطن في غير ديار الإسلام ملزم بالخدمة العسكرية ، وقد تشن هذه الدول حربا على المسلمين فيضطر إلى المشاركة معهم. 4. من الناحية التعليمية يخضع المتجنس لأنظمة تعليمية تقوم على أساس الكفر والضلال.

  23. رابعا :الأدلة العقلية على كفر أو فسق المواطنة في غير ديار الإسلام . • أن الامتيازات التي يحصل عليها المتجنس لا تكون إلا بعد كفره بالله تعالى. 6. انتماء المسلم إلى جنسية بلد أو دولة غير مسلمة مع الإقامة فيها محرم حرمة ذاتية.

  24. رابعا :الأدلة العقلية على كفر أو فسق المواطنة في غير ديار الإسلام . 7. الإقامة أو التجنيس يؤدي ـ حتما ـ إلى أن تتخطف الأولاد التيارات الجانحة عاجلا أو آجلا ، إلى الجنوح السلوكي والتربوي. 8. يؤدي إقامة العلماء وتوطنهم بالغرب إلى حالة نزيف عقلي وفكري للأمة الإسلامية.

  25. المطلب الثالث : من يرى صحة المواطنة في غير ديار الإسلام . ( 1 ) الشيخ محمد رشيد رضا. ( 2 ) الشيخ المراغي. ( 3 ) الشيخ العلامة : يوسف القرضاوي. ( 4 ) الشيخ جاد الحق شيخ الأزهر السابق. ( 5 ) المجلس الأوربي للإفتاء والبحوث. ( 6 ) الشيخ طه جابر العلواني رئيس المجلس الفقهي لأمريكا الشمالية سابقا. ( 7 ) د.عبدالكريم زيدان. ( 8 ) الشيخ محمد علي التسخيري.

  26. ( 9 ) عدد من الباحثين في دراسات علمية متخصصة في فقه الأقليات : • د.شريفة آل سعيد. • الباحث عمار منذر قحف. • الباحث سليمان توبولياك. • د. أحمد شلبيك.

  27. المطلب الرابع : أدلة من يرى صحة المواطنة في غير ديار الإسلام . أولا : الأدلة من القرآن الكريم :- • قوله تعالى :"فَسِيرُواْ فِي الأَرْضِ فَانظُرُواْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ " (النحل:36).ورد الأمر بالسير في الأرض ثلاث عشر مرة. 2. مناط آية سورة النساء. 3. قولة تعالى :" كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْراً لَّهُم مِّنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ" (آل عمران: 110) .

  28. قولة تعالى :" كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْراً لَّهُم مِّنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ" (آل عمران: 110) . • قولة تعالى : " وَآخَرُونَ يَضْرِبُونَ فِي الْأَرْضِ يَبْتَغُونَ مِن فَضْلِ اللَّهِ " (المزمل: 20).

  29. قوله تعالى : "وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِّلنَّاسِ بَشِيراً وَنَذِيراً وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ " (سبأ 28). هذه الآية وأترابها مما يفيد عالمية الإسلام توجب مايلي:. • أن رسالة الإسلام يجب أن تصل لكل أهل الأرض في أي مكان منها. • والرسول قد قبض ونحن حملة رسالته من بعده . • من الدعوة على بصيرة أن نكون على علم بما يلي :. • رسالة الإسلام التي سنحملها للناس . • واقع القوم الذين ندعوهم. • لغة القوم. • الطرائق المتعددة للدعوة العملية والقولية. • متابعة هذه الدعوة. r

  30. ثانيا: الأدلة من السنة النبوية والآثار:. روى البخاري بسنده عن عطاء بن أبى رباح قال : ”زرت عائشة مع عبيد الله بن عمير فسألتها عن الهجرة قالت : ”لا هجرة اليوم ، إنما كانت الهجرة إلى الله ورسوله وكان المؤمنون يفرون بدينهم إلى رسول من أن يفتنوا ، أما وقد أفشى الله الإسلام فحيثما شاء رجلٌ عَبَد ربه ، ولكن جهاد ونية“.

  31. الحديث السابق فيه أمور يجب التوقف عندها, أهمها: • "لا هجرة" مقصود بها واقعة حال تخص عصر النبوة. • الحديث يقر المقصد من الهجرة إلى الله تعالى ورسوله أنها ترتبط ليس بالمكان وإنما بمقدار التمكين الذي يراه المسلم لدينه ودعوته. • الاستنفار إذا كان للحرب والقتال فهو أيضا للدعوة إلى الله عز وجل. r

  32. من هذه الأدلة في القرآن الكريم والسنة النبوية ننتهي إلى صحة المواطنة في غير ديار الإسلام سواء كان مواطناً أصلياً أو طلب الجنسية ليكون مواطناً من رعايا دولة غير إسلامية , وإن كان هناك تفصيل آخر في شروط هذه المواطنة أو طلب الجنسية والتي تدور أغلبها حول مدى تحقيق المقاصد الشرعية للفرد والأسرة والجماعة المسلمة ، وأمة الإسلام سواء في دينها أو نفسها أو نسلها أو عرضها أو عقلها أو مالها . وهذه تحتاج إلى بحوث متخصصة أخرى .

  33. المناقشة والترجيح . المستوى الأول :المراجعات المنهجية أولا : هناك لغة مكررة في خطاب إخواننا الذين كفّروا أو فسقوا من طلب الجنسية والمواطنة في غير ديار الإسلام باستعمال متكرر لعبارات "الدولة الكافرة ، بلاد الكفر ، الإقامة بين الكفار، ..." والحق أنه من الأولى مراجعة هذا الخطاب الحاد.

  34. ولعلي هنا أقترح أن نعيد فهم ما يلي : • لغة القرآن الكريم عبر رسالات الأنبياء جميعاً. • لغة النبي صلى الله عليه وسلم مع غير المسلمين سواء في مكة أو المدينة. • ما فعله كثير من الصحابة ومنهم سيدنا عمر رغم شدته في صلح الحديبية وغيرها. • ما كتبة العلامة الشيخ يوسف القرضاوي في بحثه خطابنا الإسلامي في عصر العولمة, وانتهى إلى جوانب منهجية ضرورية في لغة الحوار هي :

  35. يؤمن بالوحي ولا يغيب العقل . • يحرص على المعاصرة ويتمسك بالأصالة . • يدعو إلى الروحانية ولا يهمل المادية . • يدعو إلى الجد والاستقامة ولا ينسى اللهو والترويح . • يتبنى العالمية ، ولا يغفل المحلية . • يتبنى المستقبل ، ولا يتنكر للماضي . • يتبنى التيسير في الفتوى والتبشير في الدعوة . • يدعو إلى الاجتهاد ولا يتعدى الثوابت . • ينكر الإرهاب الممنوع ويؤيد الجهاد المشروع . • يصون حقوق الأقلية ولا يحيف على الأكثرية . • ينصف المرأة ولا يجور على الرجل .

  36. لايصلح استعمال لغة القطع في الظنيات: يوجد بشكل متكرر استعمال لغة القطع في مقام الاجتهاد الذي يقوم كله على الظن, وتحول الفقيه من الاجتهاد الظني إلى الحكم القطعي فهذا خروج عن ضوابط وخصائص الاجتهاد. ثانيا:

  37. ثالثا:لغة الإجمال دون التفصيل لا تتوافق أيضاً مع النظر الفقهي السديد: (الحكم بالجملة بحرمة أو كراهة الإقامة والمواطنة في كل الديار غير الإسلامية).

  38. رابعا:عزل النصوص عن بعضها أو سياقها. ومن الأمثلة على ذلك ما يلي : • آية الممتحنة الأولى" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاء تُلْقُونَ إِلَيْهِم بِالْمَوَدَّةِ....“ • وتركوا الآية التي تكملها من السورة نفسها" لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ....“ 2. إلحاح على الآيات الداعية إلى قتال المشركين كافة مثل قولة تعالى "وَقَاتِلُواْ الْمُشْرِكِينَ كَآفَّةً....“دون ذكر للآية نفسها من سورة الممتحنة السابقة التي تحث على البر والقسط معهم.

  39. 3. هناك إلحاح كثير على أن الجهاد هو القتال ، وهذا قد يكون بعض الحق في معنى الجهاد لكن لا يجوز أن نتغافل عن أول آية نزلت في الجهاد في قوله تعالى :"فَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَجَاهِدْهُم بِهِ جِهَاداً كَبِيراً"(الفرقان52). 4. هناك عزل آيات الولاء عن النصوص الكثيرة التي تبيح التعامل مع أهل الكتاب بيعا وشراء، طعاما وزواجاَ، مما يعني أن الولاء الذي جعلوه مجرد وجود علاقة مع غير المسلم نوع من الفسوق أو المروق من الدين ، وهو خلاف نصوص التوصية خيرا بأهل الذمة، وحسن التعايش مع الجيران ، والأقارب

  40. ثانيا : المراجعات التفصيلية القضية الأولى : ارتباط المواطنة بالولاء والبراء : لقد رأيت غلواً في الشرق والغرب في قضية الولاء يحتاج حقيقة إلى مزيد من الدراسات والأبحاث العلمية الدقيقة لتحرير هذه القضية الشائكة ، من مظاهر هذا الغلو في الجانبين ما يلي:- 1. هناك من صححوا جميع الأديان، وطالبوا بفتح العلاقات دون حدود مع أي إنسان بصرف النظر عن دينه أو لغته أو ....، وقد تزايدت هذه الدعوة في أمريكا على سبيل المثال بعد أحداث 11 سبتمبر 2001م

  41. 2. هناك على الجانب الآخر من اعتبروا أن أي مستوى من التعامل مع غير المسلمهو نوع من الولاء الذي يفسق صاحبه أو يكفر حسب مستويالتشدد لدى هؤلاء, ومن الأمثلة ما يلي :- • ما جاء في كتاب :”رسالتان في أهل الذمة“. • ما جاء في كتاب : ”أحكام أهل الذمة“. • ما جاء في كتاب : "الجنسية في الشريعة الإسلامية" تحت عنوان مخاطر التجنس.

  42. بعد هذا العرض يبدو جليا أن هناك غلوا لدى الجانبين ، فلا يمكن أن تكون الأديان الأخرى الآن صحيحة بعد أن قطع القرآن بتحريفها ، وحسم القضية في قوله تعالى : (وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِيناً فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ" (آل عمران:85) ، كما لا يجوز أن يكون التعامل مع غير المسلم مثل التعامل مع أخي في الإسلام مع وجود أخوة إنسانية عامة ، وأخوة وطنية لكن تبقى أخوة الإسلام أقوى الأواصر لقوله تعالى :"إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ "(الحجرات:10) .

  43. وأيضا يجب أن يكون لكل مسلم موقف من الدول التي تظلم الشعوب الضعيفة مهما كانت جنسية هذا المسلم من أهل هذه البلد أو غيرها. أما الجانب الآخر من الغلو فهو يجافي المقاصد العامة للشريعة الإسلامية التي بعث بها النبي صلى الله عليه وسلم رحمة للعالمين. وصار من فرائض الإيمان أن يكون كل مسلم ومسلمة داعية إلى الله تعالى, وأول شروط الدعوة هي البصيرة بخصائص الرسالة والمدعوين وفنون توصيل الرسالة.

  44. وفقا لقاعدة ما لا يتم الواجب إلا به فهو واجبأن يكون فهم آيات الولاء والبراء على نحو يسمح دائما بالتعامل الراقي مع غير المسلمين حتى يروا في سنن الإسلام فيطمعون فيه ، وأية أحكام تخالف ذلك هي ضد مقاصد الشريعة ، وخصائص الإسلام.

  45. وبحكم أن هذه قضية محورية في الحكم بالحل أو الحرمة عند الفريقين فإنني أحب أن أضعها موضع التحرير الفقهي كما يلي: إذا جمعنا آيات الولاء مع النصوص الأخرى خاصة السنة التطبيقية فسنجد أن هناك تعاملاً قويا في جوانب عديدة في حياة النبي  وأصحابه تفيد أن الولاء لا ينفي التعامل الذي فيه التراحم والبر والإحسان والتلاقي والتهادي والمداينة والمداهنة والمشاركة المالية والعمل معهم أو لديهم أو يعملون لدينا والعلاج عندهم أو يعالجون لديناوتوضح ذلك الأدلة التالية :-

  46. 1. ضرورة التراحم مع أي إنسان: ما رواه البخاري بسنده عن جرير بن عبد الله قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (لا يرحم الله من لا يرحم الناس). 2. جواز التهادي بين المسلم وغير المسلم: ما رواه البخاري بسنده عن أبي حميد الساعدي قال : (غزونا مع النبي  تبوك وأهدى ملك آيلة للنبي  بغلة بيضاء وكساه بردا). 3. جواز التعامل المادي مشاركة ومداينة ومراهنة: ما رواه مسلم بسنده عن عبد الله بن عمر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم : (أنه دفع إلى يهود خيبر نخل خيبر وأرضها على أن يعتملوها من أموالهم ولرسول الله صلى الله عليه وسلم شطر ثمرها).

  47. 4. جواز العمل مع غير المسلم أو لديه أو العكس أن يعمل غير المسلم معنا أو لدينا : ما رواه البخاري بسنده عن عائشة رضي الله عنها : (واستأجر النبي  وأبو بكر رجلا من بني الديل ثم من بني عبد بن عدي هاديا خريتا، والخريت الماهر بالهداية ، وهو على دين كفار قريش فأمناه فدفعا إليه راحلتيهما ووعداه غار ثور بعد ثلاث ليال فأتاهما براحلتيهما صبيحة ليال ثلاث فارتحلا وانطلق معهما عامر بن فهيرة والدليل الديلي فأخذ بهم أسفل مكة ، وهو طريق الساحل).

  48. 5. جواز العلاج لديهم : ما رواه أبو داود بسنده عن سعد بن أبي وقاص قال : (مرضت مرضا أتاني رسول الله يعودني فوضع يده بين ثديي حتى وجدت بردها على فؤادي فقال إنك رجل مفئود ، ائت الحارث بن كلدة أخا ثقيف فإنه رجل يتطبب فليأخذ سبع تمرات من عجوة المدينة فليجأهن بنواهن ثم ليدلّك بهن).

  49. أعتقد أن معنى الولاء المحرم مع غير المسلم ينحصر في ثلاث خصائص مجتمعة لا منفردة هي:- • 1. الحب القلبي للمشركين وبغض المسلمين . • لقوله تعالى :"هَا أَنْتُمْ أُولَاءِ تُحِبُّونَهُمْ وَلَا يُحِبُّونَكُمْ" [آل عمران : 119]. • 2. الطاعة لغير المسلمين فيما لا يرضي الله تعالى. • لقوله تعالى يصف حال المنافقين في غزوة بني النضير:" وَلَا نُطِيعُ فِيكُمْ أَحَدًا أَبَدًا" [الحشر : 11]. • 3. نصرة غير المسلمين على المسلمين. • لقوله تعالى عنهم أيضا :"لَئِنْ أُخْرِجْتُمْ لَنَخْرُجَنَّ مَعَكُمْ وَلَا نُطِيعُ فِيكُمْ أَحَداً أَبَداً وَإِن قُوتِلْتُمْ لَنَنصُرَنَّكُمْ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ " [الحشر:11].

  50. أما آحاد هذه الشروط الثلاثة فليس من الولاء لما يلي : - • الأصل أن يحب الرجل زوجته غير المسلمة (الكتابية) وأن يحبها أبناؤها وأقاربها مادامت غير محاربة لله ورسوله ولدينه . • إذا أطاع المسلم غير المسلمين فيما يخالف الشرع من باب الهوى أو طاعة الشيطان أو تقليد العرف الغالب أو..... ، وهو يعتقد صحة الشرع الحنيففهذه لا تخرج أبداً من الملة لأنه مثل تارك الصلاة تشاغلاً وتكاسلاً وليس منكراً لفرضيتها . • أن من ساعد غير المسلمين ضد المسلمين جبناً وخوراً وضعفاً وهوانا فلا يحكم بكفره.

More Related