1 / 53

اجتماعيات الـتـربـيـة

اجتماعيات الـتـربـيـة. أولاً: معنى اجتماعيات التربية وأهمية دراستها للمعلم : -. ظهور ( اجتماعيات التربية) أو علم ( اجتماع التربية ) قد واكب بدايات القرن العشرين وبطبع فقد سبقها جهود علماء وفلاسفة وذالك ابتداء من فلاسفة اليونان القدامى

Download Presentation

اجتماعيات الـتـربـيـة

An Image/Link below is provided (as is) to download presentation Download Policy: Content on the Website is provided to you AS IS for your information and personal use and may not be sold / licensed / shared on other websites without getting consent from its author. Content is provided to you AS IS for your information and personal use only. Download presentation by click this link. While downloading, if for some reason you are not able to download a presentation, the publisher may have deleted the file from their server. During download, if you can't get a presentation, the file might be deleted by the publisher.

E N D

Presentation Transcript


  1. اجتماعياتالـتـربـيـة

  2. أولاً: معنى اجتماعيات التربية وأهمية دراستها للمعلم : - • ظهور ( اجتماعيات التربية) أو علم ( اجتماع التربية ) قد واكب بدايات القرن العشرين وبطبع فقد سبقها جهود علماء وفلاسفة وذالك ابتداء من فلاسفة اليونان القدامى • واستمر هذا الاتجاه الاجتماعي لدراسة التربية لدى كثرة من مفكري العصور الوسطى وفي مقدمتهم عالم الاجتماع العربي المسلم " عبد الرحمن ابن خلدون " الذي اكد طبيعة العلاقة بين المجتمع والتربية ودور التربية في حل المشكلاتة .

  3. ومن العوامل التي ساعدت على ظهور علم اجتماعيات التربية الحديث وانتشاره خلال النصف الثاني من القرن العشرين ما يلي : • وعلى الرغم إن البداية الرسمية لعلم اجتماعيات التربية قد تحددت خلال السنوات الأولى من هذا القرن فأن جذوره ترجع إلى جهود وكتابات كل من " جون لوك " و " اوجست كونت " وغيرهم. نمو الاتجاه الإيجابي نحو الدور الاجتماعي والاقتصادي للتربية . حيث ازداد الوعي لدى فئات المجتمع والحكومة بأهمية التعليم في عملية التنمية الشاملة

  4. وساعد على انتشار الوعي بهذا الدور ظهور بعض النظريات والاتجاهات العلمية في التربية ومنها نظرية ( التعليم كإستثمار ) ونظرية ( رأس المال البشري ) التي أكدت على القيمة الأقتصادية والأنتاجية لـ التعليم . • النظرة الجديدة لتربية على إنها علم تبادلي بمعنى أنها تستفيد من العلوم الأخرى في بناء موضوعاتها . • التوسع في استخدام المنهج العلمي بطرقة وأدواته المختلفة • استمرار سيطرة الحركة الوظيفية البنائية على الفكر الاجتماعي التربوي في كل من أوروبا وأمريكا وظهور جهود متميزة في بحث العلاقة بين التربية والمجتمع .

  5. من التعريفات التي تناولت علم اجتماعيات التربية: • اجتماعيات التربية هي العلم الذي يدرس العلاقات القائمة بين التربية والمجتمع , والتربية بوصفها نظاما اجتماعيا , وتستند في ذالك الى المفاهيم والنظريات المتضمنة في علم الأجتماع وغيرة من العلوم الأجتماعية والأنسانية الأخرى

  6. ثانيا:مع التأكيد على الصلة العضوية بين علم اجتماعيات التربية وبين علم الاجتماع العام , الا أن هناك علاقة بينية مع باقي العلوم الأجتماعية والأنسانية • علم اجتماعيات التربية وعلم النفس :- • يعرفعلم النفس على انه الدراسة العلمية لسلوك الإنساني ومن هنا يتضح عنايته بفهم الإنسان من حيث هو فرد في المجتمع وبالمقارنة فعلم اجتماعيات التربية يدرس الإنسان بوصفة كائنا اجتماعيا , وبوصفه شخص ينتمي الى جماعه . نعرض لها فيما يلي :-

  7. يمكن القول أن علم اجتماعيات التربية يعتمد في معالجة موضوعاته على نتائج ونظريات علم النفس ويتضح ذلك من الأمثلة التالية:- • دراسة موضوع التنشئة الاجتماعية . • دراسة مشكلات التلاميذ عبر مراحل النمو المتعاقبة .

  8. علم اجتماعيات التربية وعلم الاقتصاد :- • تنصب جهود العلماء على دراسة الجوانب الاقتصادية لحياة الإنسان من إنتاج واستهلاك واستثمار ونمو اقتصادي , وهناك علاقة وثيقة بين التربية والأقتصاد حتى ان موضوع ( اقتصاديات التعليم ) يعد فرعا مهما من فروع علم اجتماعيات التربية . • ومن المفاهيم الاقتصادية الشائعة مسألة مدخلات ومخرجات التعليم والبطالة والتوظيف وغيرها .

  9. علم اجتماعيات التربية في علاقته بعلم السكان :- • وعلم السكان يتناول حركة السكان من هجرة ومواليد ووفيات وغيرها . ولها صلة وثيقة باجتماعيات التربية وذاك من حيث نظام التعليم يتأثر تأثراَ بالغا بحركة السكان. • وتساعد المعطيات والإحصاءات السكانية على دراسة الحركة السكانية داخل المدارس والمؤسسات التربوية وهذا يعني أن علم الاجتماع التربوي يستفيد من معطيات علم السكان في دراسة البنية الاجتماعية للمدارس والمؤسسات التربوية .

  10. علم اجتماعيات التربية في علاقته بعلم اللغة :- • يعرفعلم اللغة بأنه العلم الذي يبحث في ألفاظ اللغة ومعانيها وحركة تطورها وقد شكلت اللغة بوصفها احد أهم وسائل التنشئة الاجتماعية والاتصال بين أفراد المجتمع موضوع مهم من موضوعات علم اجتماعيات التربية .

  11. ثالثا: مجالات علم اجتماعيات التربية تجمع أدبيات علم اجتماعيات التربية على أن اهتمامه الرئيسي ينصب على دراسة وتحليل النظام التربوي كأحد النظم الفرعية ضمن نظام المجتمع العام .

  12. وفيما يلي تحديد لمجالات البحث والدراسة التي توليها اجتماعيات التربية اهتمامها في السياق التربوي المعاصر :- أ- دراسة النظام التربوي والمؤسسات التربوية من الداخل.. جـ- دراسة العلاقة بين المدرسة ومؤسسات المجتمع الأخرى.. ب- دراسة النظام التربوي في علاقته بنظم المجتمع الأخرى..

  13. أـ دراسة النظام التربوي والمؤسسات التربوية من الداخل ويشمل:- • الإمكانات والأدوار الاجتماعية والإدارية والفنية لفئات المجتمع المدرسي . • النظم التربوية والإدارية .  • البني الاجتماعية: منها بنية المدرسة , بنية حجرة الدراسة ... وغيرها . • العمليات الاجتماعية : منها الضبط الأجتماعي , التفاعل الأجتماعي ... وغيرهـ • المفاهيم الاجتماعية: منها القيم والثقافة وغيرها . • المشكلات الاجتماعية: داخل النظام التربوي منها الرسوب والأمية ... وغيرها . • أشكال التربية : التربية النظامية والتربية اللانظامية والتربية غير النظامية . • مراحل التعليم : جميع مراحل التعليم والتعليم العالي من حيث أهدافها وسياساتها .

  14. ب- دراسة النظام التربوي في علاقته بنظم المجتمع الأخرى ويضمن • التفاعل بين النظام التربوي والنظام السياسي . • التفاعل بين النظام التربوي والنظام الاقتصادي . • التفاعل بين النظام التربوي والنظام الطبقي . • التفاعل بين النظام التربوي ونظام الدين والعقيدة . • التفاعل بين النظام التربوي ونظام وقت الفراغ .

  15. جـ - دراسة العلاقة بين المدرسة ومؤسسات المجتمع الأخرى وتشمل • دراسة التفاعل بين المدرسة والمؤسسات السياسية . • دراسة التفاعل بين المدرسة والمؤسسات الاقتصادية . • دراسة التفاعل بين المدرسة والمؤسسات الاجتماعية . • دراسة التفاعل بين المدرسة والمؤسسات الثقافية .

  16. خامساً: مفهوم المجتمع : بعض الآراء النظرية لفهم وتفسير المجتمع: يعد مفهوم (المجتمع) من أهم المفاهيم في علم اجتماعيات التربية ذات الصلة الوثيقة بعمل المدرسة والمعلم، وثمة آراء نظرية عديدة في تراث علم الاجتماع حول تحديد ماهية المجتمع وطبِيعته 1/ فهناك رأي يقول بأن الفرد سابق في وجوده على المجتمع ، ومن ثم يؤكد اصحاب هذا الاتجاه بأهمية إشباع حاجات الأفراد ، واعتبار المجتمع ما هو إلا وسيلة لتحقيق غايات الأفراد وحماية حقوقهم وحرياتهم وممتلكاتهم.

  17. 2/ وهناك وجهة نظر أخرى ظهرت في تاريخ الفكر الاجتماعي وتنادي بأن المجتمع هو كيان شامل قائم بذاته ، له أهدافه ومصالحه العليا والتي يسعى إلى تحقيقها والتي تعبر عن أهداف ومصالح جميع افراده ، وما الفرد إلا عضو فيه عليه أن يعمل على تحقيق أهداف ومصالح مجتمعه ، ويتنازل عن رغباته ونزعاته الفردية لتحقيق الصالح العام. 3/ وجهة أخرى تقوم على فكرة التوفيق بين النزعتين السابقتين ، فالمجتمع ماهو إلا تعبير عن إرادة الأفراد وأنه لا يمكن لهم أن ينتظموا في مجتمع إلا عن طريق التعاقد فيما بينهم، وفي هذا التعاقد – غير مكتوب – إقرار ضمني بالتنازل عن بعض حقوقهم الطبيعية الفطرية من أجل مصلحة المجتمع. ونتيجة لهذا يسعى المجتمع إلى توفير الأمن والأمان والظروف المواتية لحياة الأفراد ومن ثم تنشأ العلاقات والتفاعلات الاجتماعية فيما بينهم على أساس الأخذ والعطاء وتبادل المنافع الاقتصادية وحماية بعضهم البعض

  18. 4/ وثمة نظرة سيطرت لحقبة طويلة على الفكر الاجتماعي تقوم على فكرة المشابهة العضوية للمجتمع بالكائن الحي من حيث تركيبه ووظائفه و دورة حياته ، وأنه يمكن تفسير حركة المجتمع ووظائفه بقوانين مشابهة للقوانين التي يخضع لها الانسان يمر بمراحل نمو مختلفة تتمثل في الطفولة والشباب والنضج والشيخوخة ثم الوفاة ، فالمجتمع يمر ايضاً بأطوار ومراحل نمو مختلفة ، من قوة وضعف أو من تخلف ثم مراحل أخرى من النمو والتقدم والازدهار • 5/ وتأتي نظرة الإسلام إلى المجتمع لتتجاوز كافة هذه النظرات الوضعية ، وتتضمن وضع أسس متينةومبادئ رصينة يقوم عليها

  19. كيان المجتمع المسلم ، والآيات والأحاديث التي تتناول هذه الأسس والمبادئ هي جميعها التي توجه مفهوم المجتمع المسلم وتوجه حركة أفراده.. وكان المصطفى صلى الله عليه وسلم هو أول من طبق تلك المبادئ وأرسى قواعد المجتمع الإسلامي في المدينة المنورة ، وفي مقدمتها القواعد الشرعية والفقهية ، والقيم الأخلاقية والمثل العليا ، وقواعد البناء الاقتصادي ، والأساس المتين للأسرة ، والقواعد الخاصة بالشورى وإقامة العدل والثواب والعقاب ، والحقوق والواجبات بين الحاكم أو الإمام وبين الرعية ، وغير ذلك. • آراء بعض علماء الاجتماع في مفهوم المجتمع: • لقد كانت النظريات السابقة بمثابة اتجاهات شاعت على مدى تاريخ التفكير الاجتماعي ، على أننا لمزيد من العلمية والموضوعية نتجه إلى تحديد المجتمع من وجهة نظر بعض العلماء المعنين بالاجتماع الإنساني، وذلك فيما يلي:

  20. أبو نصر الفارابي: • - أيرى أن الإنسان لا يستطيع أن يبقى وأن يبلغ أفضل كمالاته إلا من خلال مجتمعه ، ودعا الفارابي الإنسان الذي هو عضو في المجتمع أن يعمل على تحسين نفسه، وتحسين الآخرين في المدينة واشترط التوافق والانسجام بين نوعي النشاط العقلي ، والنشاط العملي لضمان سعادة الفرد والمجتمع على السواء. عبد الرحمن بن خلدون: • - فيرى في مقدمته المشهورة أن الإنسان مدني بطبعه، أي أنه لا يستطيع أن يعيش منعزلاً عن الناس، فهو كائن اجتماعي يشعر بالحاجة إلى سواه من الناس، للتعامل معهم، والاختلاط بهم وإعطائهم والأخذ منهم، وهو في حاجة دائمة إلى بني جنسه، لإشباع حاجته الأساسية.

  21. جون ديوي: عالم التربية الأمريكي في العصر الحديث: فيرى أن المجتمع يعني تلك الرابطة التي تشد الأفراد بعضهم على بعض حينما يعملون معاً بغية إنجاز الكثير من الأهداف تعريف أوتاوي: • - فهو يفرق بين مفهوم المجتمع والجماعة ويرى أن الاختلاف بينهما يقوم على (نوع ودرجة التنظيم) ، فنجد أن المجتمع أعلى تنظيماً ، وأنه يضم في داخله أكثر من جماعة ، وكلاهما أي الجماعة والمجتمع يستلزم وجود بعض العوامل المشتركة ، كالحياة في إقليم جغرافي معين ، وكذا الإحساس بالانتماء إلى نفس المجموعة.

  22. علي عبد الواحد وافي: وهو واحداً من علماء الاجتماع العرب المحدثين في مصر ، ويرى: ( أن المجتمع يطلق على مجموعة من أفراد تربطهم رابطة معروفة لديهم ، ولهم أثر دائم، أو مؤقت في حياتهم، وفي علاقاتهم بعضهم مع بعض فهو – أي المجتمع- يطلق على جماعة المسلمين، وجماعة المسيحيين، وجماعة اليهود، وجماعة العرب، وأفراد المدينة.. والقرية.. والحي.. والأسرة، كما يطلق على من تتألف منهم جماعة أو كلية أو مدرسة أو فصل دراسي، أو جمعية، أو مؤسسة، أو نقابة..) ويلاحظ أن التعريف السابق يربط مفهوم المجتمع بطبيعة المكان ونوعية الأفراد الذين يتواجدون في هذا المكان..

  23. وبصفة عامة فهناك مجموعة من المقومات والعناصر التي ورد بعضها بطريقة جزئية في ذكر التعريفات آنفة الذكر، ولكن لابد من تواجدها معاً في أي تعريف يتصدى لفهم المجتمع، وهذه العناصر هي: • 1/ الحدود الجغرافية للمجتمع. • 2/ السكان. • 3/ التفاعل الاجتماعي بين الأفراد. • 4/ الاعتماد المتبادل. • 5/ التنظيم الاجتماعي. • 6/ الشعور بالانتماء. • 7/ الدين الواحد.

  24. وثمة تعريف شامل للمجتمع بناء على ضرورة تواجد كافة هذه العناصر، وينص على: -(أن المجتمع عبارة عن جماعات من البشر يعيشون معاً فوق رقعة من الأرض امتلكوها، وتفاعلوا مع مقوماتها (موقعاً وتضاريس ومناخ... الخ) واستثمروها لخيرهم، كمل تفاعلوا فيما بينهم، ومع من حولهم مكونين تاريخاً خاصاً بهم، كما أن لهم نظماً اجتماعية خاصة بهم، وثقافة مشتركة تجمع بينهم، وكل ذلك في ظل دين يحكم حركة الحياة من حولهم، ويوجه سلوكهم، وتنبع منه قيمهم ومثلهم) ومن هذا التعريف الأخير ومن قراءة للتعريفات التي سبقته، يمكن استخلاص نتائج مهمة بالنسبة لمفهوم المجتمع، وهي أن المجتمع ليس شيئاً جامداً وإنما هو كيان عضوي ديناميكي أي يتسم بالحيوية والتفاعلية، وأن أي مجتمع متقدماً أو بدائياً فإنه يقوم على التنظيم، وأن أي مجتمع كان لابد له من إطار فكري عقائدي يوجه حركة افراده ويستمدوا منه قيمهم، وقد يوجه هذا الإطار الفكري في الأديان السماوية، وقد يتضمن الفلسفات والمذاهب الوضعية.

  25. سادساً: لماذا يدرس المعلم المجتمع؟ • إذا كان موضوع التربية هو الإنسان، بجسمه وعقله وفكره ووجدانه واتجاهاته وما لديه من أفكار ومعتقدات، فإنه لا يمكن تصور هذا الإنسان مستقلاً أو منعزلاً عن المجتمع الذي يعيش فيه. ذلك لأن الإنسان لا يعيش ولا ينمو في فراغ وإنما في مجتمع ومن أجل المجتمع الذي هو عضو فيه، يتفاعل معه، يؤثر فيه، ويتأثر به.. • وتأتي أهمية دراسة المعلم للمجتمع من النقاط التالية: • 1/ أن طبيعة دور المعلم تتحدد في ضوء المجتمع الذي يحيا فيه، وكذا فإن الإطار الاجتماعي يحدد هوية وطبيعة عمل مؤسسات التربية، ومن هنا فإن فهم هذا الإطار الاجتماعي يشكل ضرورة لعمل المعلم ولنجاحه في عمله..

  26. 2/ أن فهم المجتمع ونظامه وثقافته ومشكلاته تنعكس مباشرة على عمل المعلم أياً كان تخصصه، وهذا الفهم لازم ضروري حتى لا يكون مغترباً أو منعزلاً يعمل هو في واد والمجتمع يؤكد على مطالب قد لا تستقر في وعية.. ومن هنا لزم على المعلم فهم ما يسعى إليه المجتمع من عملية التربية، وهذا لن يتأتى إلا بالدراسة الواعية لمجتمعه.. • 3/ فهم نظام المجتمع والمؤسسات القائمة فيه يعبر عن ضرورة للمعلم فهناك من تلك التنظيمات من له صلة مباشرة بدوره مثل: الأسرة، قطاعات العمل، الإعلام، دور العبادة، الجماعات العلمية والمهنية والثقافية.

  27. 4/ المعلم في جانب مهم يعد داعية، بمعنى أنه يبشر بالقيم والمثل العليا التي يسعى إلى إقرارها المجتمع، ومالم يكن على وعي ودراية ومعرفة بتاريخ وتراث ودين هذا المجتمع لن يتأتى له أن ينهض بدوره هذا. • 5/ أن دراسة المعلم للمجتمع تمكنه أيضاً من حل كثير من مشكلات التلاميذ ، حيث أنهم يأتون من بيئات ثقافية واجتماعية منوعة مما يطلق عليها (بالثقافات الفرعية)، وكما يقال (فكل إنسان يحمل ثقافته على كتفيه)، وهذا يعني حتمية فهم المعلم للمجتمع والثقافات الفرعية التي تتواجد فيها المدرسة.

  28. سابعاً: مفهوم التربية: • معنى اللغوي: • ففي العربية ينصرف المعنى إلى إصلاح الفرد ورعايته والحفاظ عليه من الاعوجاج أو التدهور أو التخلف، وهي –أي كلمة تربية- أصل الفعل المضارع يربو وماضية ربا، وهذا يدل على النماء والازدهار سواء كان إطلاق الكلمة على النبات أو الحيوان أو الإنسان.. ففي اللغة العربية ترادف كلمة التربية وتتقارب معها كلمات ومعان أخرى مثل: التعليم، الرعاية، التنمية، التنشئة، التوجيه، الإرشاد، التثقيف، التأديب، التهذيب..

  29. التربية في مفهوم بعض العلماء والمربين: • - أفلاطون (427 – 347 ق.م): حيث يرى أن الإنسان يتكون من ثنائية العقل والجسم، وأن التربية بطبيعتها إضفاء كل جمال ممكن على الجسم والنفس، ومن ثم فوظيفة التربية هي تهذيب النفس وتقوية الجسد وذلك وصولاً لإسعاد الأفراد والوصول إلى المجتمع الفاضل.

  30. - أبو حامد الغزالي ( 1059 – 1111 م ): المفكر العربي الإسلامي الشهير فيرى أن التربية هي صناعة التعليم وهي أشرف الصناعات والمهن التي يستطيع أن يحترمها الإنسان، لأنها تسعى وتهدف في المقام الأول إلى تهذيب النفس والسلوك و ضبطها والتحكم فيهما بهدف البعد عن الرزيلة والتقرب من الفضيلة التي تؤدي إلى التقرب من الله.

  31. - جان جاك روسو ( 1712 – 1778 م ): • المفكر الفرنسي ومؤسس المذهب الطبيعي في العلوم الاجتماعية، ويرى روسو أن إصلاح المجتمع لا يأتي إلا من خلال الاهتمام بالإنسان الفرد وتنمية طبيعته البشرية وتحويله من كائن حي بيولوجي إلى كائن إنساني اجتماعي، وذلك من خلال توفير المناخ التربوي المناسب لنمو الطفل وميوله وقدراته واستعداداته. • فيرى أن الإنسان له طاقات عظيمة من سعة التعليم، وهذه الطاقات الكامنة للتعلم قادرة على تحويل سلوكه البيولوجي إلى السلوك الإنساني، ومن ثم فإن التربية هي الوسيلة الرئيسية والأساسية لتحريك الطاقات الكامنة للإنسان وقدرته وقابليته للتعلم.

  32. رفاعة الطهطاوي ( 1801 – 1873 م ) يرى رفاعة أن التربية هي العملية التي من خلالها يتم بناء خلق الطفل في ضوء ما يرتضيه المجتمع، ومن ثم فإن وظيفة التربية وهدفها يتمحور حول الفضيلة التي تصون الطفل من الرزيلة كما يركز رفاعة الطهطاوي في مفهومه للتربية على عملية التكيف الاجتماعي مع أفراد الجماعة التي يعيش فيها ومن ثم فإن غرس الفضائل في الطفل منذ صغره تجعله في صيانة من الرذائل مع الجماعة على فعل الخير والفضيلة. • (ستيوارت ميل ( 1806 – 1973 م : يرى أن التربية هي كل ما يفعله الإنسان أو يضعه غيره من أجل تعليمه سواء بقصد أو دون قصد أي بطريقة مباشرة أو غير مباشرة بهدف الوصول إلى درجة عالية من الكمال الإنساني.

  33. - محمد عبده ( 1845 – 1905 م ): يؤمن محمد عبده أن طبيعة الإنسان هي طبيعة خيرة، لذلك فهو يرى أن وظيفة التربية هي الارتقاء بعقل الإنسان وتنميته من أجل الحفاظ على هذه الطبيعة الخيرة. - أميل دوركايم (1858 – 1927 م ): عالم الاجتماع الفرنسي الشهير يرى أن التربية هي التكوين الاجتماعي للأفراد. والتكوين الاجتماعي يكون بفضل رعاية الكبار الراشدين الناضجين للأجيال الصغيرة بهدف الوصول إلى النضج الاجتماعي، ويقصد بالنضج الاجتماعي التكيف في العلاقات والتفاعلات الاجتماعية للأفراد مع البيئة الاجتماعية التي يعيشون فيها. ومن خلال عملية التنشئة الاجتماعية التي تشكل شخصياتهم.

  34. جون ديوي ( 1859 – 1952 م ): • التربوي الأمريكي الشهير مؤسس (البرجماتية) ويرى أن التربية هي الحياة وهي وسيلتها وأداتها، وأن التربية لها جانبان: • (1) الجانب النفسي الذي يتعلق بالإنسان المتعلم. • (2) الجانب الاجتماعي الذي يتعلق بالجماعة والمجتمع الذي يعيش فيه ومن أجله. • وعلى ذلك فالتربية – بمثابة إعداد الفرد من أجل الحياة في هذا المجتمع. وأن الحياة التي يتعلمها الفرد لا يمكن أن تتم إلا من خلال الممارسة والتدريب على المواقف الحياتية، ومن خلال تلك الخبرات المنظمة والمنسقة والهادفة إلى ترقية الفرد والمجتمع. لذلك فإن الخبرة العملية هي نتاج لمواقف اجتماعية مرغوبة. • ويؤكد ديوي على أن التربية هي بمثابة قوة لتكوين الفرد والمجتمع، ومن ثم وجب التركيز على فردية المتعلم الشخصية والإنسانية واحترامها وتكوينها.

  35. نحو مفهوم تكاملي للتربية: من قراءة التعريفات السابقة عن التربية نجد أنها تقدم فهماً جزئياً قد يحجب بعض وظائفها، ويركز على بعضها فقط وفائدة سرد هذه التعريفات أنها يمكن أن تساعدنا في التوصل إلى مفهوم أكثر شمولاً وملائمة لواقع التربية ووظائفها في السياق المجتمعي والثقافي المعاصر.. ويمكن أن نُعرف التربية من خلال ما تضطلع به من وظائف يشملها التعريف التالي: ( يقصد منها عملية تنمية الشخصية الانسانية في شتى جوانبها الجسمية والعقلية والنفسية والاجتماعية، وهذه العملية تتم خلال مؤسسات التربية القائمة، بغرض تحقيق التكيف والمشاركة الفاعلة لشخصيات الأفراد في تنمية وتقدم مجتمعهم)..

  36. ولعل هذا التعريف ينفرد بالمميزات التالية: 1- انه يبزر إنسانية التربية بمعنى أن موضوعها وهدفها هو الإنسان. 2- أنه يبرز المصادر التي تستمد منها التربية أهدافها ممثلة في ثوابت المجتمع، الدين، التراث، الثقافة، الفكر الاجتماعي والعلمي السائد. 3- أنه يوضح ارتباط التربية بثقافة المجتمع، فكما يقال أن (التربية بنت مجتمعها)، أي وليدة مجتمع بعينه بحيث لا يجوز أن ننقل تربية من مجتمع ونزرعها في مجتمع آخر، كما أن التربية في اللحظة الحاضرة سوف تختلف عن التربية في عصور سابقة أو في عصور لاحقة، وقد ظهر هذا المعنى في الحكمة العربية الإسلامية التي تقول (خلقوا أولادكم على غير ما تخلقتم فإنهم ولدوا لعصر غير عصركم وزمن غير زمنكم).

  37. 4- أن التربية وفق التعريف السابق هي فعل أخلاقي لأنها تنحو إلى تنمية الشخصية الإنسانية وتوجيهها وجهة إيجابية، وأنها – أي التربية – ذات صفة ارتقائية دائماً وأغراضها تتسم بالسمو والارتقاء بالإنسان ومن ثم بمجتمعه أيضاً. 5- أن التربية لا تتم في فراغ، وإنما في إطار اجتماعي ثقافي، ومن خلال مؤسسات متخصصة أعدها المجتمع لغرض تنمية أفراده وتتخذ في ذلك وسائل وطرائق مختلفة. 6- أن التربية لا تعني بجانب من جوانب شخصية الفرد على حساب جانب آخر، وإنما تتم بطريقة شاملة ومتوازنة لتنمية كافة جوانب الشخصية الإنسانية.

  38. ثامناً: الثقافة – الحضارة: • - معنى الثقافة/ إن لكل مجتمع ثقافته التي تميزه عن غيره من المجتمعات الأخرى، والثقافة تمثل حصيلة كل ما تعلمه أفراد مجتمع معين، وبذلك تتضمن نمط معيشتهم وأساليب الفكرية ومعارفهم ومعتقداتهم ومشاعرهم واتجاهاتهم وقيمهم، وكل ما يستخدمه أفراد المجتمع من آلات وأدوات في إشباع حاجتهم وتكيفهم مع بيئتهم الاجتماعية والطبيعية..

  39. هذا ويعد مفهوم (الثقافة) من أكثر المفاهيم تداولا وشيوعا، ومن أكثرها غموضا في ذات الوقت، إذ يعدد العلماء قرابة مائة وستون تعريفا للثقافة.. ويُعد تعريف (تايلور) في كتابة الثقافة البدائية عام 1874 م من أكثر تعاريف الثقافة شيوعا وتواترا في أدبيات الثقافة المعاصرة، وقوام ذلك التعريف أن الثقافة: (هي ذلك الكل المركب الذي يشتمل على المعارف والعقائد والفنون والأخلاق والقوانين والعادات والتقاليد والاتجاهات والاستعدادات التي يكتسبها الفرد بوصفه عضوا في الجماعة). ومن الملاحظ أن هذا التعريف يتسم بالشمولية والبساطة وذلك لأن كافة العناصر المتضمنة فيه تعكس أسلوب وطريقة الحياة في المجتمع، كما يؤكد هذا التعريف كون الثقافة مكتسبة ومتعلمة حيث أن كافة العناصر السابقة لابد أن يتعلمها الأفراد في كنف المجتمع الذي يحيون فيه.

  40. وهناك من يرادف بين مصطلحي الثقافة والحضارة ولكن في حقيقة الأمر فثمة فروق بينهما، فالرأي الغالب لدى علماء الثقافة والاجتماع • أن الحضارة هي جزء من الثقافة وذلك باعتبار أن الثقافة هي المحصلة الكلية للتراث الإنساني بشقية المادي والمعنوي بينما تعتبر الحضارة عن الشق المادي للثقافة على وجه خاص. • ومن أنصار الرأي السابق (فيبر) الذي ينظر إلى الحضارة باعتبارها (تشكل جملة من المعارف النظرية والتطبيقية غير الشخصية تلك التي يمكن تناقلها، أما الثقافة فهي جملة من العناصر الروحية كالمشاعر والمثل والقيم المشتركة التي ترتبط في خصوصيتها بجماعة معينة وزمن معين)..

  41. هذا وثمة تمييز آخر يظهر لدى بعض الكتابات الاجتماعية والانثرويولوجية في التفرقة بين الحضارة والثقافة، ويرى أن استخدام مفهوم الحضارة يأتي للتعبير عن الشعوب التي أحرزت تقدماً (المتحضرة) في مقابل الشعوب البدائية أو المتخلفة. • ويعنينا في معرض الحديث عن الحضارة والثقافة أنهما معاً مترادفان، وأن الثقافة هي (الجانب المعنوي) في حياة الإنسان، بينما تمثل الحضارة (الجانب المادي) والتي يشار إليها بالمنجزات المادية، كالتكنولوجيا والعلم والمنشآت المادية.

  42. أقسام الثقافة: (ب)التقسيم الثلاثي: 1-العموميات: وهي العناصر التي يشترك فيها كافة أبناء الثقافة أو معظمهم وهي تمثل: اللغة, الدين , العادات , التقاليد , القيم الأساسية..

  43. 2-الخصوصيات: • وهي العناصر الثقافية التي تميز مجموعات معينة داخل المجتمع ولا يشترك فيها سواهم كالعناصر الثقافية الخاصة ببعض المجموعات المهنية أو بعض البيئات الجغرافية ومن ذلك مثلا , طرق الإحتفال بمناسبات معينة, وايضا ارتداء أزياء بعينها...إلخ

  44. 3-البدائل أو المتغيرات: وهي عناصر وافده من خارج المجتمع وتحاول الدخول إلى ثقافته ومن ثم فإما إن يقبلها المجتمع وتصبح من العناصر الثقافية العامة فيه وإما أن يرفضها ولا يسمح لها بالانتشار... وعلى سبيل المثال فهناك عناصر وافدة من المذاهب والنظريات الإلحادية لاتحد قبولا لدى أبناء الثقافة العربية الإسلامية كما أن هناك مثلا أنواع المسكرات والخمور المسموح بها في الثقافات الأخرى ولكن تحرمها الثقافة الإسلامية وهناك موجات من الفنون أيضا محببة لدى أبناء الثقافات الأخرى ولكن لاتحد قبولا لدى أبناء الثقافة العربية...وهكذا..

  45. خصائص الثقافة: 1-أنها متعلمة(مكتسبة): بمعنى أن عناصر الثقافة يكتسبها الفرد بعد مولده عن طريق عمليات التعليم والتعلم.. 2-الثقافة اجتماعية: فالثقافة مشتركة بين مجموعة الأفراد في المجتمع وهذه الصفة الاجتماعية تعطى للثقافة القدرة على تحقيق التكامل والوحدة الاجتماعية والمشاركة في المشاعر والأفكار..

  46. 3-الثقافة مشبعة: بمعنى أنها توفر الطرق والأساليب المناسبة والمقبولة اجتماعيا لإشباع حاجات الأفراد المتعددة البيولوجية والنفسية. 4-الثقافة متكاملة: بمعنى أن الجانب المادي من الثقافة يتكامل مع الجانب المعرفي بل يؤثر كل منهما على الأخر

  47. 5-الثقافة متراكمة: بمعنى أن ما توصلنا إليه من تراث ثقافي ليس وليد العصر الحالي فقط وإنما هو حصيلة تراكمات ثقافية أنتجتها الأجيال المتعاقبة في كل المجتمع.. 6-الثقافة متجددة: وهذا يعني أن الإنسان في تفاعله الاجتماعي مع البيئة المحيطة يضيف عناصر ثقافية جديدة لم تكن موجودة في الماضي

  48. الثقافة والتربية: • نجد أن التربية جزء لا يتجزأ من ثقافة المجتمع والعلاقة بين التربية والثقافة هي علاقة تبادلية فالتربية هي العملية التي يتم فيها نقل الثقافة من جيل إلى أخر عن طريق اكتساب الأفراد لعناصرها وأنماطها المختلفة

  49. عاشرا: جدوى وأهمية دراسة العلاقات المتبادلة بين المجتمع ,الثقافة ,التربية.   ولعل من النتائج الهامة للعرض التحليلي لمفهومات المجتمع ,الثقافة , التربية , مايلي: 1-النظام الاجتماعي يضم في داخله نظام الثقافة ونظام التربية. 2- النظام الاجتماعي هو الذي يشكل التربية ويحدد سياستها وأهدافها.

  50. 3- الفعل التربوي أي ما تنهض به التربية من دور يعود إلى المجتمع في شكل مخرجات من الطلاب لديهم القدرات والكفاية والمهارات التي تؤهلهم للعمل في المجتمع ودفعه نحو التقدم. • 4-الحضارة تمثل منجزات الثقافة في النواحي المادية كالمنجزات في مجال التقدم التكنولوجي والعلمي والاختراع.

More Related