1 / 30

أسرار التكرار : القصة نموذجاً قراءة في كتاب: أسرار التكرار في القرآن للكرماني

أسرار التكرار : القصة نموذجاً قراءة في كتاب: أسرار التكرار في القرآن للكرماني. إعداد : أ /د أحمد عباس البدوي. مقدمـة :

ciara-oneil
Download Presentation

أسرار التكرار : القصة نموذجاً قراءة في كتاب: أسرار التكرار في القرآن للكرماني

An Image/Link below is provided (as is) to download presentation Download Policy: Content on the Website is provided to you AS IS for your information and personal use and may not be sold / licensed / shared on other websites without getting consent from its author. Content is provided to you AS IS for your information and personal use only. Download presentation by click this link. While downloading, if for some reason you are not able to download a presentation, the publisher may have deleted the file from their server. During download, if you can't get a presentation, the file might be deleted by the publisher.

E N D

Presentation Transcript


  1. أسرار التكرار : القصة نموذجاًقراءة في كتاب: أسرار التكرار في القرآن للكرماني إعداد : أ/د أحمد عباس البدوي

  2. مقدمـة : • الحمدلله أنزل على عبده ورسوله محمد  القرآن الكريم (هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ ) أنزله بلسان عربي مبين لأن سنة الله سبحانه وتعالى اقتضت أن يُرسل كل رسول بلسان قومه ليبين لهم (وَمَا أَرْسَلْنَا مِن رَّسُولٍ إِلاَّ بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ) وأمره بإعلان ذلك لقومه الذين كانوا يعبدون ما خلفه لهم الآباء والأجداد من عبادة الأصنام، أمره بقوله: (فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ ... ). • وحينما صدع بالحق وجهر بالدعوة وكان منهجه في ذلك القرآن الذي تنزل عليه في فترات فقالوا (لَوْلا نُزِّلَ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ جُمْلَةً وَاحِدَةً ) فكان الرد الإلهي (كَذَلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ وَرَتَّلْنَاهُ تَرْتِيلا ) .

  3. وفي نزوله مفرقاً حكم بليغة تُؤخذ من قوله تعالى: (كَذَلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ ) فكان منهم من استجاب وآمن بالله ورسوله، ومنهم من عاند وتكبر (فَمِنْهُم مَّنْ آمَنَ وَمِنْهُم مَّن كَفَرَ) وكانت الآيات القرآنية تنزل على الرسول  تحمل الدعوة كما تحمل البراهين على صدقه وصدق ما جاء به ، ولاقى  في سبيل ذلك الكثير من العنت والمشقة، وكان القرآن ينزل عليه واعده بالنصر وآمره بالصبر (فَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ...) (فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُوْلُوا الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ... ) إلى أن أتم الله نعمته وكمل الدين و دخل الناس في دين الله أفواجاً ، وحمل راية التبليغ والبيان من بعده صحابته الكرام وتابعيهم ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، فدافعوا عن القرآن وأزالوا عنه كل غموض ، وردوا على كل شُبهة أثارها أعداء الدين.

  4. وكان من أولئك العلماء الذين حملوا راية القرآن تبييناً للناس وإزالة الشبهات المغرضة "تاج القراء الكرماني" في كتابه (أسرار التكرار في القرآن) • ومما نظر فيه وأبدى رأيه ما عرف بين العلماء بالتكرار في بعض آيات القرآن الكريم. • و التَّكرار بفتح التاء: هو إعادة اللفظ ومرادفه لتقرير معنى، خشية تناسي الأول لطول العهد به . . • وخرج الكرماني من عمله هذا بأنه لا تكرار إلا في اللفظ وجاء لحكمة بيانية كالتأكيد مثلاً.

  5. التعريف بالكرماني • اسمه ونسبه : • هو تاج القراء محمود بن نصر الكرماني، وهو ليس الكرماني شارح صحيح البخاري، قال محقق الكتاب: ( لم يُترجم له سوى ياقوت الحموي ). • وقال عنه أحد العلماء الفهماء النبلاء: ( صاحب التصانيف والفضل، كان عجباً في دقة الفهم وحسن الاستنباط، لم يُفارق وطنه ولم يرحل، وكان في حدود الخمسمائة توفي بعدها. • من مؤلفاته: لباب التفسير وعجائب التأويل، وكتاب الإيجاز في النحو، والنظام في النحو، والإشارة والعنوان في النحو،...وغير ذلك)

  6. إن المؤلف المترجم له تاج القراء لم تكن له شهرة ببين مؤلفي الطبقات حتى جهلت سنة ميلاده وسنة وفاته، والسبب في ذلك كما ذكره المحقق عبد القادر عطا حيث قال: يبدو أن ملازمته لوطنه "كرمان" وعدم رحلته في طلب العلم لم يدع له شهرة بين مؤلفي الطبقات حتى جُهلت سنة ميلاده وسنة وفاته، وكل ما عُرف عن حياته أنه كان في حدود الخمسمائة وتوفي بعدها. • ولا تجد له في كتابه إشارة إلى شيخ من شيوخه يمكن استنباط عمره منها، والظاهر أنه كان عصامياً في العلم، تتلمذ على ما وصله من الكتب، واعتمد على ذكائه الذي وصفه ياقوت بأنه كان عجباً، فربما لقيه ياقوت وربما لم يلقه، لكن كتابه والوحيد الذي وصل إلينا ينم عن ذكائه حقاً .

  7. استفادة الكرماني من العلماء السابقين : 1- نقل الكرماني قليلاً من مسائل كتابه عن ” أبي مسلم محمد بن علي بن الحسين بن مهرا يزد النحوي الأصبهاني ” الأديب الذي ألف تفسيراً في عشرين مجلداً ، والذي نقله بدوره عن الخطيب الإسكافي، وكان له تفسير في مجلد في الموضوع نفسه لكن الكرماني لم يقف عليه إلا من خلال أبي مسلم . 2- علي بن عيسى الرماني المعروف. ولم يكن الكرماني نقالاً فقط عن غيره بل كان يتعقبهم ويُبدي رأيه .

  8. التعريف بكتاب أسرار التكرار في القرآن • اسم الكتاب: أسرار التكرار في القرآن . • وصف الكتاب: يقع في سبعين ومائتي صفحة من القطع المتوسط، وهذه القراءة للكتاب من الطبعة المحققة، وقد قام بتحقيقها الأستاذ عبدالقادر عطا، ونشرت الكتاب دار الاعتصام. • زمان تأليف الكتاب: القرن الخامس الهجري

  9. قيمة الكتاب العلمية: • قال السيوطي في كتابه الإتقان في علوم القرآن: (وقال الكرماني: ذكر المفسرون أن قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ شَهَادَةُ بَيْنِكُمْ...) من أشكل آية في القرآن حكماً ومعنى وإعراباً ). • وفي مكان آخر نقل عنه السيوطي قوله: (قال الكرماني في العجائب في قوله تعالى: (نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ) قيل هو قصة يوسف وسماها "أحسن القصص" لاشتمالها على ذكر حاسد ومحسود ومالك ومملوك وشاهد ومشهود وعاشق ومعشوق وحبس وإطلاق وسجن وخلاص وخصب وجدب وغيرها مما يعجز عن بيانها طوق الخلق)

  10. ومما قيل عن قيمة الكتاب العلمية: إن أحد العلماء المتأخرين وهو "علي بن عطية الأجهوري المصري" وقع على الكتاب فاستنبط منه في كتابه "إرشاد الرحمن لأسباب النزول والنسخ والمتشابه وتجويد القرآن" . • إذ أنه اختار من كل فن من فنون كتابه كتاباً نجمه على سور القرآن ، فساق في كل سورة منه جزءاً من الكتاب الذي اختاره، لكنه أجل كتاب التجويد للبقري فساقه مجموعاً في آخر كتابه الذي لا يزال مخطوطاً، وقد اقتبسه العلامة الشيخ "زكريا الأنصاري" وضم إليه مقتطفات من الأنموذج الجليل في غرائب التنزيل للرازي، وجمعها في كتاب سماه "فتح الرحمن" وكلها لازالت مخطوطة.

  11. وقد ذكره أيضاً أحد العلماء الحنابلة الذين عاشوا في مصر وهو " مرعي بن يوسف الحنبلي" ونقل عن كتابه هذا رأيه في الفرق بين العلم والفقه والعالم والفقيه، وذلك في كتابه المخطوط " تنوير بصائر المقلدين بمناقب الأئمة المجتهدين

  12. يقول عبدالقادر عطا في دراسته لكتاب الكرماني: ( فالكتاب معروف إذن بين العلماء القدامى، ولكنه لم يتداول في عصرنا، ولم تنهض إليه يد لإخراجه لسبب واحد فيما نرى، هو العنوان الذي اختاره للكتاب، إذ سماه: "البرهان في توجيه متشابه القرآن لما فيه من الحجة والبيان"، فأغمض المشتغلون بالنشر عنه عيونهم، إذ ظنوه في المتشابه بمعنى الموهم أو الغامض، ولم يفطنوا إلى أنه في المتشابه بمعنى المتماثل، وهو مكررات القرآن كما أوضح مؤلفه في مقدمته). • كذلك تظهر قيمة الكتاب في الإيجاز والوضوح، وهو الكتاب الأول من نوعه وبابه في المكتبة الإسلامية، وتلك أولى دلائل الأهمية.

  13. منهج الكرماني في كتابه • يقول المؤلف مُعرفاً بالكتاب وسبب تأليفه : 1- فإن هذا كتاب أذكر فيه الآيات المتشابهات التي تكررت في القرآن وألفاظها متفقة ولكن وقع في بعضها زيادة أو نقصان أو تقديم أو تأخير أو إبدال حرف مكان حرف أو غير ذلك مما يوجب اختلافاً بين الآيتين أو الآيات التي تكررت من غير زيادة ولا نقصان. 2- وأبين ما السبب في تكرارها والفائدة في إعادتها وما الموجب للزيادة والنقصان والتقديم والتأخير والإبدال.

  14. 3- وما الحكمة في تخصيص الآية بذلك دون الآية الأخرى. 4- وهل كان يصلح ما في هذه السورة مكان ما في السورة التي تشاكلها أم لا، ليجري ذلك مجرى علامات تزيل إشكالها وتمتاز بها عن أشكالها من غير أن أشتغل بتفسيرها وتأويلها. فإني بحمد الله قد بينت ذلك كله بشرائطه في كتاب لباب التفسير وعجائب التأويل مشتملاً على أكثر ما نحن بصدده ولكني أفردت هذا الكتاب لبيان المتشابه فإن الأئمة رحمهم الله تعالى قد شرعوا في تصنيفه واقتصروا على ذكر الآية ونظيرتها ولم يشتغلوا بذكر وجوهها وعللها والفرق بين الآية ومثلها وهو المشكل الذي لا يقوم بأعبائه إلا من وفقه الله لأدائه .

  15. نماذج من معالجة الكرماني لما ظاهره التكرار • سورة الفاتحة : أ/ قال الكرماني: أول المتشابهات قوله (الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ) فيمن جعل (بسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ) آية من الفاتحة وفي تكراره قولان: قال علي بن عيسى إنما كرر للتوكيد، وأنشد قول الشاعر: ... هلا سألت جموع كندة يوم ولوا أين أينا ... وقال قاسم بن حبيب: إنما كرر لأن المعنى وجب الحمد لله لأنه الرحمن الرحيم.

  16. يقول الكرماني: قلت إنما كرر لأن الرحمة هي الإنعام على المحتاج وذكر في الآية الأولى الْمُنعم وَلم يذكر الْمُنعم عليهم فأعادها مع ذكرهم وقال (رَبِّ الْعَالَمِينَ* الرَّحْمَنِ) لهم جميعا ينعم عليهم ويرزقهم (الرَّحِيمِ) بالمؤمنين خاصة يوم الدين ينعم عليهم ويغفر لهم. • سورة الأنعام: قوله تعالى: (نَّحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ) وقال في سبحان: (نَّحْنُ نَرْزُقُهُمْ وَإِيَّاكُم) على الضد لأن التقدير من إملاق بكم نحن نرزقكم وإياهم ،وفي سبحان خشية إملاق يقع بهم نحن نرزقهم وإياكم.

  17. سورة القصص: قوله تعالى: (إِن جَعَلَ اللَّهُ عَلَيْكُمُ اللَّيْلَ سَرْمَدًا) وبعده (إِن جَعَلَ اللَّهُ عَلَيْكُمُ النَّهَارَ سَرْمَدًا) . قدّم الليل على النهار؛ لأن ذهاب الليل بطلوع الشمس أكثر فائدة من ذهاب النهار بدخول الليل، ثم ختم الآية الأولى بقوله (أَفَلا تَسْمَعُونَ) بناء على الليل وختم الأخرى بقوله (أَفَلا تُبْصِرُونَ) بناء على النهار والنهار مبصر وآية النهار مبصرة.

  18. سورة الرحمن: • قوله (فَبِأَيِّ آلاَءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ) كرّر الآية إحدى وثلاثين مرة، ثمانية منها ذكرت عقيب آيات فيها تعداد عجائب خلق الله وبدائع صنعه ومبدأ الخلق ومعادهم، ثم سبعة منها عقيب آيات فيها ذكر النار وشدائدها على عدد أبواب جهنم . • وحسن ذكر الآلاء عقيبها؛ لأن في صرفها ودفعها نعماً توازي النعم المذكورة أو لأنها حلت بالأعداء وذلك يعد أكبر النعماء، وبعد هذه السبعة ثمانية في وصف الجنان وأهلها على عدد أبواب الجنة ثمانية أخرى بعدها للجنتين اللتين دونهما، فمن اعتقد الثمانية الأولى وعمل بموجبها استحق كلتا الثمانيتين من الله ووقاه السبعة السابقة والله تعالى أعلم.

  19. تعامل الكرماني مع تكرار القصة • يقول الدكتور فضل حسن عباس رحمه الله: القصص القرآني لايقل الحيز الذي شغله من كتاب الله تعالى عن الربع إن لم يزد قليلاً، فإذا كان القرآن ثلاثين جزءاً، فإن القصص يبلغ قرابة الثمانية أجزاء من هذا الكتاب الخالد، وإذا كان المصحف الذي بيدك ثمانمائة صحيفة فإنك تجد أن القصص يشغل منه مايزيد على المائتين، ولا تعجب من ذلك؛ لأن القصة القرآنية لم تأت لتقرر هدفاً واحداً، بل إن هذا القصص كانت له أهدافه الكثيرة وغاياته المتعددة .

  20. - يقول صاحب مشكل القرآن: وأما تكرار الأنباء والقصص، فإنّ الله تبارك وتعالى أنزل القرآن نجوما في ثلاث وعشرين سنة، بفرض بعد فرض: تيسيرا منه على العباد، وتدريجا لهم إلى كمال دينه، ووعظ بعد وعظ، تنبيهاً لهم من سنة الغفلة، وشحذاً لقلوبهم بمتجدّد الموعظة، وناسخ بعد منسوخ، استعباداً له واختباراً لبصائرهم. • يقول الله عز وجل: ( وَقالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلا نُزِّلَ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ جُمْلَةً واحِدَةً كَذلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤادَكَ وَرَتَّلْناهُ تَرْتِيلًا)

  21. وكانت وفود العرب ترد على رسول الله  للإسلام، فيقرئهم المسلمون شيئا من القرآن، فيكون ذلك كافيا لهم. • وكان يبعث إلى القبائل المتفرّقة بالسّور المختلفة، فلو لم تكن الأنباء والقصص مثنّاة ومكرّرة لوقعت قصّة موسى إلى قوم، وقصة عيسى إلى قوم، وقصة نوح إلى قوم، وقصة لوط إلى قوم. • فأراد الله، بلطفه ورحمته، أن يشهر هذه القصص في أطراف الأرض ويلقيها في كل سمع، ويثبتها في كل قلب..

  22. معالجته لقصة موسى عليه السلام مع أهله من خلال ثلاث سور، هي: سورة طه، وسورة النمل، وسورة القصص. • قال تعالى في سورة طه : ( وَهَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ مُوسَى* إِذْ رَأَى نَارًا فَقَالَ لِأَهْلِهِ امْكُثُوا إِنِّي آنَسْتُ نَارًا لَّعَلِّي آتِيكُم مِّنْهَا بِقَبَسٍ أَوْ أَجِدُ عَلَى النَّارِ هُدًى). • وفي سورة النمل: (إِذْ قَالَ مُوسَى لِأَهْلِهِ إِنِّي آنَسْتُ نَارًا سَآتِيكُم مِّنْهَا بِخَبَرٍ أَوْ آتِيكُم بِشِهَابٍ قَبَسٍ لَّعَلَّكُمْ تَصْطَلُونَ) . • وفي سورة القصص: (فَلَمَّا قَضَى مُوسَى الأَجَلَ وَسَارَ بِأَهْلِهِ آنَسَ مِن جَانِبِ الطُّورِ نَارًا قَالَ لِأَهْلِهِ امْكُثُوا إِنِّي آنَسْتُ نَارًا لَّعَلِّي آتِيكُم مِّنْهَا بِخَبَرٍ أَوْ جَذْوَةٍ مِنَ النَّارِ لَعَلَّكُمْ تَصْطَلُونَ)

  23. 1- نقص في النمل ذكر رؤيته النار وأمر أهله بالمكث اكتفاء بما تقدم وزاد في القصص قضاء موسى الأجل المضروب وسيره بأهله إلى مصر؛ لأن الشيء قد يُجمل ثم يُفصل وقد يُفصل ثم يُجمل، وفي طه فصّل وأجمل في النمل، ثم فصّل في القصص وبالغ فيه • وقوله في طه (أَوْ أَجِدُ عَلَى النَّارِ هُدًى) أي من يخبرني بالطريق فيهديني إليه وإنما أخر ذكر المخبر فيهما وقدمه فيهما مرات لفواصل الآي . • وكرر ( لعَلِّي ) في القصص لفظاً وفيهما معنى لأن أو في قوله (أَوْ أَجِدُ عَلَى النَّارِ هُدًى) نائب عن ( لعَلِّي ) و (سَآتِيكُم) تضمن معنى لعلي وفي القصص (أَوْ جَذْوَةٍ مِنَ النَّارِ) وفي النمل (بِشِهَابٍ قَبَسٍ) وفي طه (بِقَبَسٍ) لأن الجذوة من النار خشبة في رأسها قبس لها شهاب فهي في السور الثلاث عبارة عن معبر واحد

  24. ب/ قوله (فَلَمَّا أَتَاهَا) هنا في سورة طه، وفي النمل (لَمَّا جَاءَهَا) وفي القصص (فَلَمَّا أَتَاهَا) ؛ لأن أتى وجاء بمعنى واحد، لكن كثر دور الإتيان في طه نحو (فَأْتِيَاهُ) (فَلَنَأْتِيَنَّكَ)(ثُمَّ أَتَى) (ثُمَّ ائْتُوا) (حَيْثُ أَتَى) . ولفظ "جاء" في النمل أكثر نحو (فَلَمَّا جَاءَتْهُمْ) (وَجِئْتُكَ) (فَلَمَّا جَاءَ سُلَيْمَانَ) ، وألحق القصص بطَهَ لقرب ما بينهما.

  25. ج/ قوله (فَرَجَعْنَاكَ إِلَى أُمِّكَ) ، وفي القصص (فَرَدَدْنَاهُ) ؛ لأن الرجع إلى الشيء والرَّد إليه بمعنى، والرد على الشيء يقتضي كراهة المردود، ولفظ الرجع ألطف فخص بطَهَ وخص القصص بقوله (فَرَدَدْنَاهُ) تصديقا لقوله (إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ)

  26. د/ قوله تعالى: (إِلَى فِرْعَوْنَ) وفي الشعراء ( الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ* قَوْمَ فِرْعَوْنَ أَلا يَتَّقُونَ) ، وفي القصص (فَذَانِكَ بُرْهَانَانِ مِن رَّبِّكَ إِلَى فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ)؛ لأن طه هي السابقة وفرعون هو الأصل المبعوث إليه وقومه تبع له وهو كالمذكورين معه. • وفي الشعراء (قَوْمَ فِرْعَوْنَ) أي قوم فرعون وفرعون فاكتفى بذكره في الإضافة عن ذكره مفرداً. • ومثله (وَأَغْرَقْنَا آلَ فِرْعَوْنَ) أي آل فرعون وفرعون وفي القصص (إِلَى فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ ) فجمع بين الآيتين فصار كذكر الجملة بعد التفصيل.

  27. هـ - قوله (وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِّن لِّسَانِي) صرح بالعقدة في هذه السورة لأنها السابقة وفي الشعراء (وَلا يَنطَلِقُ لِسَانِي) كناية عن العقدة بما يقرب من التصريح، وفي القصص (وَأَخِي هَارُونُ هُوَ أَفْصَحُ مِنِّي لِسَانًا) فكنى عن العقدة كناية مبهمة لأن الأول يدل على ذلك .

  28. و- قوله في الشعراء (وَلَهُمْ عَلَيَّ ذَنبٌ فَأَخَافُ أَن يَقْتُلُونِ) ) وفي القصص (إِنِّي قَتَلْتُ مِنْهُمْ نَفْسًا فَأَخَافُ أَن يَقْتُلُونِ) وليس له في طه ذكره لأن قوله (وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي) مشتمل على ذلك وغيره لأن الله عز وجل إذا يسر له أمره فلن يخاف القتل. ز- قوله (وَاجْعَل لِّي وَزِيرًا مِّنْ أَهْلِي*هَارُونَ أَخِي) صرّح بالوزير لأنها الأولى في الذكر، وكنى عنه في الشعراء حيث قال (فَأَرْسِلْ إِلَى هَارُونَ) ليأتيني فيكون لي وزيراً، وفي القصص (فَأَرْسِلْهُ مَعِيَ رِدْءًا يُصَدِّقُنِ) أي اجعله لي وزيرا فكنى عنه بقوله (رِدْءًا) لبيان الأول.

  29. ح- قوله (فَقُولا إِنَّا رَسُولا رَبِّكَ) وبعده (إِنَّا رَسُولُ رَبِّ الْعَالَمِينَ) لأن الرسول مصدر يسمى به فحيث وحده حمله على المصدر وحيث ثنى حمل على الاسم، ويجوز أن يُقال: حيث وحَّد حمل على الرسالة لأنهما أرسلا لشيء واحد وحيث ثنى حمل على الشخصين .

  30. وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين

More Related